باول: الفيدرالي الأميركي مستعد لتسريع رفع الفائدة أكثر من المتوقع

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن بدء النشاط الاقتصادي القوي والمستدام هذا العام قد يدفع مسؤولي البنك المركزي إلى تسريع زيادات في أسعار الفائدة، ومن المرجح رفعها أكثر مما كان متوقعاً لمكافحة التضخم المرتفع.

وقدمت تعليقات باول في جلسات الاستماع أما الكونغرس يوم الثلاثاء، أول اعتراف علني له بأن وتيرة الزيادات في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة ليست ثابتة.

وقال باول أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأميركي: "جاءت أحدث البيانات الاقتصادية أقوى مما كان متوقعًا، مما يشير إلى أن المستوى النهائي لأسعار الفائدة من المرجح أن يكون أعلى مما كان متوقعًا في السابق، وإذا كانت البيانات تشير إلى أن هناك ما يبرر تشديداً أسرع، فسنكون مستعدين لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة".

ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق بين 4.5% و 4.75% الشهر الماضي، مما أدى إلى إبطاء وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة بعد زيادات أكبر بمقدار نصف نقطة في ديسمبر و 0.75 نقطة في نوفمبر.

وقال باول: "على الرغم من أن التضخم كان معتدلاً في الأشهر الأخيرة، فإن عملية كبح التضخم إلى 2% ما زال أمامها طريق طويل، ومن المرجح أن تكون وعرة".

ومنذ اجتماع المسؤولين آخر مرة في 1 فبراير، كشفت العديد من التقارير الاقتصادية أن التوظيف والإنفاق والتضخم كان أكثر سخونة في يناير مما كان متوقعًا، وأظهرت مراجعات البيانات أن التضخم والطلب على العمالة لم يتباطأ بقدر ما تم الإبلاغ عنه في البداية في أواخر العام الماضي.

وقال باول إن البيانات المتعلقة بالتوظيف والإنفاق وإنتاج المصانع والتضخم عكست جزئيًا اتجاهات التراجع التي شوهدت قبل أسابيع قليلة فقط، وقال إن بعض الانتعاش قد يعكس توجهاً غير معتاد في يناير يمكن أن يتداخل مع التعديلات الموسمية للبيانات الاقتصادية.

ويحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي كبح الاستثمار والإنفاق والتوظيف عن طريق رفع الأسعار، مما يجعل الاقتراض أكثر تكلفة ويمكن أن يخفض أسعار الأصول مثل الأسهم والعقارات.

وستكون شهادة باول حول سياسة أسعار الفائدة، فرصة أخيرة لتشكيل توقعات السوق، قبل الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي 21-22 مارس.

وفي ديسمبر، رجح معظم مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أنهم سيرفعون سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية هذا العام إلى ما بين 5% و5.5% حتى عام 2024.

وأشار العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في الأسابيع الأخيرة إلى أنهم قد يرفعون أسعار الفائدة هذا العام أكثر مما كان متوقعًا في السابق، وقال ثلاثة من رؤساء بنوك الاحتياطي الفيدرالي الإقليميين إنه كان بإمكانهم دعم زيادة أكبر بمقدار نصف نقطة الشهر الماضي أو سيفعلون ذلك في الاجتماع المقبل.

وغيرت البيانات الاقتصادية القوية الأخيرة توقعات أسعار الفائدة لدى المستثمرين، وعندما اجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر مرة، توقع المستثمرون في أسواق العقود الآجلة لأسعار الفائدة أن يرفع المسؤولون سعر الفائدة مرة أخرى هذا العام إلى أعلى مستوى عند 4.9%، ويبدأوا في خفضه هذا الخريف، وتوقع المستثمرون يوم الاثنين أن يرتفع المعدل إلى حوالي 5.5% بحلول منتصف العام، وأن يظل هناك حتى نهاية عام 2023، وفقًا لمجموعة CME.

وأضاف أرباب العمل 517000 وظيفة في يناير، وهو رقم صدم الاقتصاديين الذين كانوا يتوقعون تباطؤ التوظيف، بينما انخفض معدل البطالة إلى 3.4%، وهو أدنى مستوى له منذ 53 عامًا، ويمكن أن يقدم تقرير العمل الصادر يوم الجمعة أدلة حول ما إذا كانت الأرقام مجرد صدفة عابرة أم علامة على أن الاقتصاد يتسارع.

وتوقف تراجع التضخم في أواخر العام الماضي في يناير، وبلغ معدل التضخم لمدة 12 شهرًا، باستثناء المواد الغذائية والطاقة المتقلبة 4.7% ارتفاعًا من 4.6% في ديسمبر، وفقًا لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لوزارة التجارة الأميركية.

وتمثل جلسة الاستماع يوم الثلاثاء أول ظهور لجيروم باول أمام الكونغرس منذ يونيو الماضي، عندما رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 1.5% و 1.75%.