تلتقي رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض اليوم الخميس، والتي تقوم بزيارة عمل رسمية، حيث من المتوقع أن يتصدر النزاع التجاري عبر الأطلسي جدول المباحثات.
ومثل الكثير من المسؤولين الأوروبيين، فإن ميلوني، التي وصلت واشنطن أمس الأربعاء، انتقدت الرسوم العقابية الأخيرة التي فرضها ترامب على صادرات الاتحاد الأوروبي.
وتسعى ميلوني للحفاظ على علاقة قوية مع ترامب، حيث تقدم نفسها على أنها «شخصية يمكنها أن تبني جسراً» بين واشنطن وأوروبا.
ومن المقرر أن يزور نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس روما غداً الجمعة، ويعتزم أيضاً لقاء ميلوني، حسب ما قال البيت الأبيض.
ووفق مجلة «بوليتيكو»، أدى انخراط ميلوني الشخصي مع ترامب خلال الفترة الماضية، إلى توترات في عواصم الاتحاد الأوروبي الأخرى.
ولكن، بينما يواجه الاتحاد الأوروبي حرباً تجارية مدمرة محتملة، بدأ حتى أكثر منتقديها، الاقتناع بفكرة أنها قد تكون الزعيمة الأوروبية الوحيدة التي يرغب الرئيس الأميركي، في الاستماع إليها، بحسب المجلة الأميركية.
وترتفع أسهم السياسية الإيطالية لدى الرئيس الأميركي الذي أشاد بها بعد إعادة انتخابه العام الماضي، ووصفها بأنها «قائدة وشخصية رائعة» قبل أن يدعوها إلى حفل تنصيبه في شهر يناير الماضي.
من جانبه، قال الخبير الإيطالي، دانييلي روفينيتي، إن الزيارة تأتي في مرحلة حرجة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
وأكد روفينيتي في حديث خاص مع «إرم بزنس» أن فرض التعريفات الجمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي - لا سيما في القطاعات الرئيسة - خلق احتكاكاً في علاقة تجارية كانت تقليدياً إيجابية للغاية.
فيما اعتبر الخبير الإيطالي أنه إذا تمكنت ميلوني من تأطير إيطاليا كجزء من الحل، وليس المشكلة، فقد يكون هناك مجال لإعادة تقويم التدابير قيد المناقشة حالياً.
وبحسب روفينيتي، تتمتع إيطاليا بفائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة، ولكن هذا الفائض يعكس الطلب المتبادل القوي، وليس الممارسات غير العادلة.
ولفت روفينيتي إلى أن التعريفات الجمركية بالنسبة لترامب ليست مجرد أدوات اقتصادية - بل أوراق مساومة في إطار تفاوضي أوسع.
واعتبر أن الزيارة لا تتعلق فقط بمعارضة التعريفات الجمركية في حد ذاتها، بل تتعلق بوضع إيطاليا كدولة مستعدة للانخراط بشكل عملي في ميثاق متجدد عبر الأطلسي.
من المتوقع أن توضح ميلوني، أن إيطاليا ليست مجرد شريك تجاري، بل حليف جيوسياسي موثوق به - خاصة في قضايا مثل التزامات حلف شمال الأطلسي، والممر الهندي المتوسطي، والتنويع الاستراتيجي بعيداً عن الصين، وفق روفينيتي.
الخبير الإيطالي رأى أنه من وجهة نظر ميلوني، سيكون الهدف هو تخفيف حدة التوتر وإعادة صياغة الحوار حول المعاملة بالمثل والمواءمة الاستراتيجية.
ووفق «بوليتيكو»، لم تفلح المحاولات السابقة التي قام بها القادة الأوروبيون الآخرون للتأثير على الرئيس الأميركي، سواء من خلال التملق أم التهديدات أم الوعود بشراء مزيد من الغاز الأميركي.
ونقلت المجلة عن أحد المسؤولين الإيطاليين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن «الوصول إلى أُذن ترامب هو مكسب للاتحاد الأوروبي بأكمله»، مسلطاً الضوء على التقارب الأيديولوجي لميلوني مع أوساط ترامب المحافظة.
وأمام الاتحاد الأوروبي 3 أشهر لإقناع ترامب بعدم فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على جميع صادراته إلى الولايات المتحدة بعد أن أوقف البيت الأبيض مؤقتاً الرسوم الجمركية التي كشف عنها في 2 أبريل، وتبلغ 20%.
لكن لا يزال الاتحاد الأوروبي خاضعاً للتعريفة الأساسية التي فرضها ترامب بنسبة 10%، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم والسيارات.