بعد مرور سنوات من الزيادات الضخمة في أجور العمال الأميركيين، من المتوقع أن يشهد عام 2024 زيادة أخرى قوية إلا أنها أقل من الزيادات السابقة.
ووفقاً لمسح أجرت شركة ويليس تاورز واتسون الاستشارية في ديسمبر شمل أكثر من 1800 صاحب عمل، تخطط الشركات لزيادة الرواتب بنسبة 4% وسطياً، وهو أقل من الزيادة البالغة 4.4% التي قدمتها الشركات في عام 2023، إلا أنه أعلى بكثير من متوسط الزيادات البالغة 3% التي كانت خلال سنوات ما قبل الوباء.
ويمنح سوق العمل البارد إلى جانب تراجع معدلات التضخم الشركات غطاءً لزيادات معتدلة في الأجور أثناء محاولتها جذب العمال والاحتفاظ بهم، وقامت الشركة بتخفيض التوظيف في العديد من الوظائف المهنية ذات الياقات البيضاء.
ويقول العديد من قادة الأعمال إنهم ما زالوا يواجهون ضغوطاً للاحتفاظ بالمواهب من خلال من زيادات تنافسية، وهذا يعني أن رواتب الموظفين من المرجح أن تتجاوز معدل التضخم في العام المقبل، مما يوفر الراحة المالية بعد أن أدى ارتفاع الأسعار إلى إضعاف مكاسب الأجور.
وقالت لورين ماسون، وهي مديرة بارزة في شركة ميرسر الاستشارية للمنافع، أن السوق ما زال أكثر صرامة مما كان عليه قبل الوباء.
وفي استطلاع ميرسر الذي شمل أكثر من 900 صاحب عمل هذا الخريف، قالت الشركات إنها تخطط لزيادة متوسط الجدارة بنسبة 3.5% في عام 2024 بانخفاض طفيف عن 3.8% في عام 2023.
ويقول الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة كاليفورنيا سيفتي ترينغ، بين لافرتي، إن شركته تخطط لمنح زيادات تبلغ حوالي 10% للعاملين بأجر وعمال بالساعة، وهو نفس المعدل تقريبًا في العام الماضي. ويقول إن خسارة الموظفين لصالح منافس يمكن أن تكلف أكثر من مجرد زيادة في الراتب.
قطاعات مختلفة
وقالت شركات التكنولوجيا التي استطلعت شركة ميرسر آراءها إنها تخطط لزيادة أجور العمال الماهرين بنحو 3.2%، متراجعة عن حروب العطاءات للمواهب في هذه الصناعة في عامي 2021 و2022.
ومن ناحية أخرى، تتوقع الشركات في قطاعي الطاقة وعلوم الحياة زيادة في الجدارة أعلى من المتوسط الوطني بنسبة 3.7%. وتواجه الشركات الصغيرة ضغوطا مماثلة للحفاظ على الأجور مرتفعة.
وفي دراسة استقصائية أجريت في ديسمبر، شملت 666 شركة تتراوح إيراداتها بين مليون دولار و20 مليون دولار، قال ثلاثة أرباع الرؤساء التنفيذيين إنهم يخططون للحفاظ على زيادات الأجور أو زيادتها في عام 2024. وقال حوالي 21% إنهم سيقدمون زيادات أقل، وقال 4% إنهم لا يخططون لزيادة الأجور على الإطلاق، وذلك وفقًا لشركة Vistage Worldwide، وهي شركة تدريب الأعمال واستشارات الأقران التي أجرت الاستطلاع نيابة عن صحيفة وول ستريت جورنال.
وتخطط شركة Cast Fireplaces، وهي شركة تضم 28 موظفًا في هيوستن وتنتج وتركب منتجات الحجر المصبوب في المنازل، لمنح موظفيها الذين يعملون بالساعة زيادة تتراوح بين 2% إلى 3% هذا العام. وستكون الزيادة مماثلة للعام الماضي، على الرغم من انخفاض إيرادات عام 2023 بمقدار 100 ألف دولار عن عام 2022، كما تقول الرئيس التنفيذي جوليانا ألف.
ويقول ألف: "لم يكن الأمر مساويا للتضخم بأي حال من الأحوال، لكنني كنت أحاول أن أقدم لهم شيئا لإظهار أنني مهتم برفاهيتهم".
ويقول بعض قادة الشركات الصغيرة إنهم انتهوا من زيادات الأجور أعلى من المعتاد، خاصة إذا لم يروا زيادة مقابلة في الإنتاجية.
وقال أحد المديرين التنفيذيين للتصنيع في ولاية مينيسوتا، الذي شارك في استطلاع Vistage، إنه سيرفع الأجور بمعدل 2% هذا العام بعد زيادة بنسبة 7% العام الماضي. وقال رئيس آخر في ميشيغان: "الأجور المرتفعة تعد مستدامة بسبب ضعف الإنتاج".
تحذير
يتوقع غالبية الرؤساء التنفيذيين أن تتفاقم الظروف الاقتصادية خلال الأشهر الستة المقبلة، وفقًا لدراسة حديثة شملت أكثر من 260 من قادة الأعمال والمستثمرين أجرتها شركة الاستشارات العالمية Teneo. فلا تزال أسعار الفائدة مرتفعة، وتستمر الحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وتلوح في الأفق انتخابات رئاسية عالية المخاطر في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، لدى العمال الكثير من الأسباب للضغط من أجل زيادات أكبر، كما تقول ألكسندرا كارتر، مديرة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا ومؤلفة كتاب عن التفاوض.
وتقول: "إذا كنت صاحب أداء ممتاز في صناعة بها الكثير من فرص العمل، فمن الأرخص بكثير بالنسبة للشركة أن تمنحك زيادة كبيرة بدلاً من التعامل مع باب متجدد محتمل من المرشحين الجدد".
كايل جون فينتون، مهندس مبيعات برمجيات رئيسي يبلغ من العمر 30 عامًا ويعمل عن بعد، ويرجع الفضل في توثيق إنجازاته لسلسلة من الزيادات التي عززت راتبه بنسبة 18% على مدى العامين الماضيين.
وهو يخطط لاستخدام نفس النهج عندما يحين الوقت للتفاوض على زيادة في وظيفته الحالية، حيث يعمل منذ نوفمبر.
