توفر الدول الخليجية، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، فرصاً استثنائية للاستثمار في مساكن مخصصة للطلاب، مع تنامي أعداد طلاب الجامعات بوتيرة متسارعة، في ظل شح المعروض.
تحتضن دبي، على سبيل المثال، نحو 35 ألف طالب، الأغلبية العظمى منهم من الأجانب، بحسب مختصين أكدوا في حديث خاص لـ"إرم بزنس" أن المساكن المخصصة للطلاب في هذه المدينة العالمية حالياً غير كافية، وأن الشح يتفاقم.
أما المدن الطلابية السعودية، مثل الرياض ومكة المكرمة، فهي تستفيد من النمو الكبير في أعداد الطلاب المحليين. ومن المتوقع أن يصل الطلب الإجمالي على التعليم العالي في السعودية إلى 2.75 مليون مقعد بحلول عام 2030 مقارنة بحوالي 1.97 مليون مقعد في عام 2022، ما يمثل نمواً في الطلب يزيد على 800 ألف مقعد جديد في المملكة بحسب شركة "كوليرز" للاستشارات العقارية.
وبسبب النقص في المساكن الجامعية في الخليج، فإن الفرص سانحة للاستثمار في هذا القطاع، بحسب المؤسس المشارك في شركة "كوفرديل" العقارية بول كولنز، الذي أوضح أن هذا النوع من الاستثمار غالباً ما يتألف من وحدات صغيرة، وتوفر خدمات متنوعة مثل تنظيف الغرف. وذكر كولنز أن هناك أعداداً كثيرة من الجامعات العالمية في دبي موجودة في قرية المعرفة والمدينة الأكاديمية، وأن أعداد الطلاب المتجهين إلى دبي ينمو سنوياً، ومعظمهم من الشرق الأوسط والدول الآسيوية.
وبدأت بعض المشاريع العقارية في الظهور لتلبية الطلب في هذه الفئة الواعدة في الإمارات، مثل مشروع "نِست" في الشارقة الذي يقع بالقرب من المدينة الجامعية، وهو عبارة عن حرم جامعي سكني طلابي متميز صُمِّم لهذا الغرض.
أما في السعودية، اعتبر كولنز أن المملكة تستفيد بالإضافة إلى النمو السكاني، من توجه عدد متزايد من السعوديين للدراسة محلياً بدلاً من السفر إلى الخارج. وبنهاية العام 2022، كان هناك 49,857 طالباً سعودياً يدرسون في الخارج مقارنة بما يقارب 200 ألف طالب عام 2013. ويبلغ إجمالي مؤسسات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية حالياً 100 مؤسسة بحسب "كوليرز"، التي أكدت تركز حوالي %70 من الطلاب المسجلين في أربع مناطق، وهي الرياض ومكة المكرمة والمحافظات الشرقية والمدينة المنورة.
المخاطر الاستثمارية المرتبطة بتأجير مساكن للطلبة منخفضة، بحسب الرئيس التنفيذي لشركة "فور دايركشن" يوسف حمودين، الذي أكد أن لموقع مساكن الطلبة أهمية كبيرة، وكلما اقترب هذا الموقع من الجامعات، ومن وسائل النقل العام، كلما ارتفعت كلفة الإيجار. وذكر أن مساكن الطلاب قد تشكل إحدى الوسائل الأكثر ربحية بالنسبة للاستثمار العقاري، لكن من الضروري حسن إدارتها، واختيار موقعها، وإلا تتعرض للخسارة.
وأخيراً، لفت إلى وجود إقبال متزايد للاستثمار في مساكن الطلبة عبر أنحاء العالم، ولا سيما في بعض المدن الجامعية في المملكة المتحدة مثل مانشستر وليفربول، وذلك بسبب ارتفاع العوائد وقلة المخاطرة الاستثمارية.