يحاول حزب العمال البريطاني رسم صورة إيجابية للاقتصاد، في ظل الانتقادات الموجهة إليه؛ بسبب تخفيضات الرعاية الاجتماعية وقضايا الفساد.
وشدّدت وزيرة المالية، ريتشل ريفز، في خطاب بمؤتمر الحزب في ليفربول، على الحاجة إلى «انضباط صارم» في التعامل مع الاقتصاد مع تضخم الديون الحكومية.
وقالت ريفز إن الموازنة الأولى الشهر المقبل ستفتح الطريق أمام الاستثمار التجاري الذي من شأنه أن يمنح البلاد «نمواً مستداماً»، وتعهّدت بعدم العودة إلى التقشّف كما حدث في ظل حكم المحافظين.
على الرغم من الخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة لتحسين أوضاع بعض الفئات المهنية، لا تزال أزمة الأجور مع الممرضات مستمرة، مما يبرز التحديات التي تواجه الحكومة في إدارة ملف الرواتب.
وقالت ريفز في قاعة مكتظة في وقت تتطلع فيه إلى إعلان الميزانية الشهر المقبل: "يجب أن نتعامل مع إرث حزب المحافظين، وهذا يعني اتخاذ قرارات صعبة، لكنني لن أسمح لذلك بتخفيف طموحنا لبريطانيا".
وأشارت إلى أن خططها الضريبية، وعلى صعيد الإنفاق، ستظهر «طموحاً حقيقياً.. ميزانية لإعادة بناء بريطانيا».
وأعلنت ريفز، كذلك، تعيين مفوض جديد لمكافحة الفساد خلال تفشي كوفيد لمحاولة استعادة مليارات الجنيهات الإسترلينية من أموال دافعي الضرائب التي أُهدرت على العقود خلال الوباء.
في حين يكافح الحزب لاحتواء الجدل المتصاعد حول «الهدايا المجانية»، تتفاقم الأزمة الاقتصادية، فقد كشفت أحدث الإحصائيات الحكومية وصول الدين العام إلى أرقام قياسية لم تشهدها البلاد منذ أكثر من ستة عقود.
وكان من المفترض أن يشكل المؤتمر مناسبة للاحتفال بالفوز الساحق الذي حققه حزب العمال، في يوليو الماضي، على المحافظين بعد 14 عاماً من الحكم.
رئيس الوزراء كير ستارمر واجه في الأيام الأخيرة مع عدد من وزرائه جدلاً؛ بسبب قبول هدايا باهظة الثمن في وقت تدعو فيه حكومته البريطانيين إلى تقبل صعوبات مالية على المدى القصير.
وتصاعد الجدل بعدما كشف تحليل أن ستارمر تلقّى هدايا وعروض ضيافة بقيمة أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني منذ ديسمبر 2019، أي أكثر من أي نائب آخر.
كما تبين أن نائب رئيس الوزراء أنجيلا راينر قبلت شقة في نيويورك لقضاء عطلة.
واتضح أيضاً أن ريفز، التي أغضبت النقابات العمالية وزملاءها في البرلمان بإعلانها خططاً لإلغاء مدفوعات الوقود في فصل الشتاء للعديد من المتقاعدين، حصلت على نحو 7500 جنيه إسترليني على شكل ملابس.
ودافعت ريفز عن إلغاء 300 جنيه إسترليني كانت تُدفع لعشرة ملايين متقاعد لمساعدتهم على تدفئة منازلهم؛ بسبب ما وصفه حزب العمال بأنه "ثقب أسود بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني خلفه حزب المحافظين.