ورغم أن تصريحات أمس الأربعاء التي ألقى بها رئيس الفيدرالي جيروم باول أمام اللجنة المالية في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريين لم تأت بالجديد، إلا أن التحول أمر وارد خلال شهادة باول اليوم الخميس أمام مجلس الشيوخ.
جنبًا إلى جنب فقد كشفت نتائج استطلاع الاقتصاد الأميريكي الذي أجراه الفيدرالي والمعروف باسم البيج بوك إلى تركيز الشركات على أن قوة سوق العمل قد تباطأت في ظل عدم التوسع في التوظسف جراء الفوائد القياسية.
وفي الوقت ذاته فقد حدث أن تحولت شهادة جيروم باول بين عشية وضحاها في العام الماضي حينما قال في شهادة اليوم الأول إن الفيدرالي منفتح على رفع أسعار الفائدة بأعلى من التوقعات، وفي اليوم التالي جاء ليؤكد أن الأسواق بالغت في التقديرات.
استقرار التضخم قد يسمح للفيدرالي بالبدء في تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اعتبارا من شهر مايو المقبلدانسكي بنك
انخفض الدولار اليوم الخميس إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهر، ليوسع خسائره منذ بداية الأسبوع، تزامنًا وتركيز المتعاملين على ترجيحات بأن أسعار الفائدة الأميركية ستنخفض هذا العام، نزولًا من ذروة ارتفاعاته لأعلى مستوى منذ أكثر من ثلاثة أشهر عندما وصل إلى مستويات قرب الـ 105 نقطة منذ أقل من أسبوع.
وقال رئيس الفيدرالي جيروم باول: "تخفيضات أسعار الفائدة ستكون مواتية على الأرجح في وقت لاحق من هذا العام إذا تطور الاقتصاد على نطاق واسع كما هو متوقع".
ويتبقى لرئيس الفيدرالي الأميركي أن يدلى بشهادته اليوم أمام اللجنة المالية في مجلس الشيوخ بعد شهادته امس أمام مجلس النواب.
ونزل مؤشر الدولار الرئيس خلال هذه اللحظات من كتابة ونشر التقرير إلى مستويات 103.29 نقطة وهى الأدنى منذ مطلع فبراير الماضي مقابل سلة من 6 عملات رئيسة.
وفي المقابل من انخفاض الدولار، ارتفع العائد على السندات الأميركية طويلة الأجل بحوالي 0.022 نقطة وصولا إلى مستويات 4.123%.
بنك الاحتياطي الأميركي منتبه للغاية، ويعمل على إعادة التضخم نحو الهدف المحدد لهماري دالي
وصل الدولار إلى أدنى مستوى في شهر تقريبا مقابل الين الياباني وصولا إلى مستويات 148.94 ين للدولار في التعاملات المبكرة اليوم الخميس.
واستقر اليورو الأكثر تأثير في مؤشر الدولار بالقرب من ذروة شهر مقابل الدولار عند مستويات 1.0902 دولار.
وفي الوقت ذاته ارتفع الجنيه الإسترليني قرب أعلى مستوى في خمسة أسابيع وصولا إلى مستويات 1.2738 دولار على التوالي.
وصعد الدولار النيوزيلندي 0.1 % ليلامس مستويات 0.6833 دولار، بينما ارتفع الدولار الأسترالي بنحو 0.2% وصولا إلى مستويات 0.6572 دولار.
وفي غضون ذلك قالت رئيس فيدرالي سان فرانسيسكو، ماري دالي: "بنك الاحتياطي الأميركي منتبه للغاية، ويعمل على إعادة التضخم نحو الهدف المحدد له".
وأضافت دالي: "ارتفاع تكاليف الإسكان كان المحرك الرئيسي لارتفاع التضخم، حيث أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى رفع تكاليف الإسكان بشكل مؤقت، ولكنه ضروري لخفض التضخم".
وتابعت دالي : "الفيدرالي ملتزم بتحقيق هدف استقرار الأسعار، جميع الأعضاء حازمون فيما يتعلق بإعادة التضخم نحو الهدف عند مستويات الـ 2%".
تخفيضات أسعار الفائدة ستكون مواتية على الأرجح في وقت لاحق من هذا العام إذا تطور الاقتصاد على نطاق واسع كما هو متوقعجيروم باول
وفي غضون ذلك يتوقع محللو دانسكي بنك في مذكرة بحثية أن يظل التضخم الأساسي في الولايات المتحدة ثابتا إلى حد ما خلال الأشهر المقبل.
ورجح الاقتصاديون في دانسكي بنك أن استقرار التضخم قد يسمح للفيدرالي بالبدء في تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اعتبارا من شهر مايو المقبل.
وتوقع محللو دانسكي أن يبلغ متوسط التضخم في الولايات المتحدة نحو 2.7% بالعام الحالي من 2.2%، ومن ثم يصل إلى 2.5% بعام 2025.
بينما رجح محللو البنك أن يتباطأ التضخم الأساسي إلى مستويات 3.2% مقابل توقعات سابقة بالغة 2.7% في عام 2024 وبنحو 2.5% العام المقبل.