في اختبار جديد للأسواق يتوجه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لمجلس النواب الأميركي، اليوم الأربعاء، للإدلاء بشهادته حول وضع الاقتصاد ومتانته، وسياسة الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.
وبينما يتوجه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى الكابيتول هيل تتمنى الأسواق الحصول على مزيد من الوضوح حول خطط البنك المركزي للمضي قدمًا في السياسة النقدية هذا العام.
وتأتي حساسية شهادة باول اليوم في الوقت الذي تخطت فيه وول ستريت مستويات قياسية هى الأعلى على الإطلاق مع اختراق الذهب مستويات غير مسبوقة، وفي مارس من العام الماضي وخلال شهادة باول في الكابيتول هيل فاجأ رئيس الفيدرالي الجميع بانفتاح البنك على رفع أسعار الفائدة حينذاك بأكثر من 25 نقطة، وذلك في الوقت الذي وصلت انهيارات المصارف إلى ذروتها، ليندفع الدولار للأعلى ضاغطًا على الجميع.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية ديناميكية متغيرة بين الأسواق المالية وبنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن وتيرة وتوقيت التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة هذا العام، حيث اضطرت الأسواق إلى تعديل وجهة نظرها أكثر من مرة.
وقال كوينسي كروسبي، كبير الاستراتيجيين العالميين في LPL Financial: "المهم الآن بالنسبة للسوق هو جمع أي معلومات حول متى سيبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تطبيق تخفيضات أسعار الفائدة وكم عددها".
وأضاف كروسبي: "لن يجيب على هذا السؤال بالضرورة، بيد أنه سيمنح السوق إشارات من شأنها أن تحدث الفارق في توجهات شهية المخاطر كعدد المرات المحتملة بالنسبة للخفض على سبيل المثال.
سيمنح السوق إشارات من شأنها أن تحدث الفارق في توجهات شهية المخاطر كعدد المرات المحتملة بالنسبة للخفض على سبيل المثالكوينسي كروسبي
ومن الأمور المهمة، تأتي كيفية تصرف بنك الاحتياطي الفيدرالي من الآن فصاعدًا بشأن التضخم وكيف يعبر باول عن رؤية الاحتياطي لمعدلات وتوجهات التضخم الحالية.
يأتي ذلك بعدما أعرب العديد من أعضاء الفيدرالي في الأسابيع الأخيرة عن رضاهم عن الاتجاه العام الذي تسلكه الأسعار، وفي الوقت ذاته كانت الإشارات تأتي بأن المخاطر لا تزال كامنة.
وأبدى عدد من أعضاء الفيدرالي رغبتهم في عدم التعجل بشأن تغيير السياسة النقدية للبنك قبل التأكد من الاتجاه العام للأسعار أو الاقتراب من مستهدفات البنك.
وتتوقع الأسواق حاليًا أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في التخفيض في يونيو المقبل بدلًا من اجتماع مارس الجاري.
ومن المرجح أن يقرر الفيدرالي أربعة تخفيضات بمقدار ربع نقطة مئوية في المجموع هذا العام، وفقًا لفيد ووتش التي تقيسها مجموعة CME.
يأتي ذلك بينما أشار صناع السياسات في ديسمبر الماضي إلى ثلاث تخفيضات محتملة بينما تجنب معظم صانعي السياسة النقدية تقديم جدول زمني.
الرسالة لن تكون في الغالب.. لقد حققنا الكثير من التقدم، ونتوقع أن تخفيضات أسعار الفائدة قادمةجوزيف لافورجنا
وأظهرت قراءات التضخم في الجزء الأخير من عام 2023 اتجاهًا واضحًا نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
ومع ذلك، فقد أحدث شهر يناير هزة، حيث أظهر أن أسعار المستهلك، وخاصة تكاليف المأوى، ظلت مرتفعة وتشكل تهديدًا لهذا الاتجاه.
وسيتعين على باول تجميع الاتجاهات الأخيرة بعناية عندما يتحدث أولاً أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب يوم الأربعاء، ثم أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ في اليوم التالي.
وقال جوزيف لافورجنا، كبير الاقتصاديين في شركة SMBC Nikko Securities: "الرسالة لن تكون في الغالب.. لقد حققنا الكثير من التقدم، ونتوقع أن تخفيضات أسعار الفائدة قادمة".
نريد حقًا خفض أسعار الفائدة التي التزمت بها لجنة السياسة النقدية لفترة طويلة وارتفعت بأسعار الفائدة لذروة 22 عامًاستيفن ريكيوتو
وكتب ستيفن ريكيوتو، كبير الاقتصاديين الأميركيين في شركة ميزوهو للأوراق المالية: "باول لا يمكنه الانحراف على الإطلاق عن النهج المعتمد على البيانات".
وأضاف ريكيوتو: "لكننا نريد حقًا خفض أسعار الفائدة التي التزمت بها لجنة السياسة النقدية لفترة طويلة وارتفعت بأسعار الفائدة لذروة 22 عامًا".
وتابع ريكيوتو: "التقلبات الحادة في الظروف المالية والحفاظ على ظروف سوق العمل الصارمة وتوقعات التضخم وأسعار الفائدة هو أكثر ما يشغل بال صانعي السياسة النقدية"
وأوضح ريكيوتو أن البيئة الأقل يقينًا يمكن أن تثير المخاوف بشأن بقاء مستويات الفائدة مرتفعة للغاية لفترة طويلة جدًا، وهو ما قد يؤدي إلى اتساع موجة جني الأرباح في الأسهم والذهب.
ولفتت جوزيف لافورجنا، كبير الاقتصاديين في شركة SMBC Nikko Securities إلى أن هناك أيضاً ديناميكيات أخرى تواجه باول، حيث ترى الأسواق أن ظروف العمل تضعف على الرغم من القوة الواضحة لمعدل البطالة البالغ 3.7%.
وكذلك يشير الارتفاع المذهل في أسعار العملات المشفرة مؤخرًا إلى مخاطرة غير مقيدة يمكن أن تشير إلى استنزاف الكثير من السيولة في النظام وفقًا للافورجنا.
وقال الاستراتيجيون في ماكواري في مذكرة للعملاء: "لا نرى أن السياسة النقدية بحد ذاتها فضفاضة، ولكن نرى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي وباول يتساءلون عن بقايا المضاربة الموجودة".
باول يحتاج إلى توضيح سبب حاجة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى معالجة أسعار الفائدةجوزيف لافورجنا
وإلى جانب الضغوط المعتادة على بنك الاحتياطي الفيدرالي تأتي الانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي ظهرت خلاله دعوات في الكونغرس لباول ورفاقه للبدء في خفض أسعار الفائدة.
ودعت السيناتور إليزابيث وارين، الديمقراطية من ماساتشوستس، وهي ليست من المعجبين بباول، دعت بنك الاحتياطي الفيدرالي للبدء في خفض أسعار الفائدة لأن رفع أسعار الفائدة مؤلم بنحو خاص للأسر ذات الدخل المنخفض.
وقال جوزيف لافورجنا: "باول يحتاج إلى توضيح سبب حاجة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى معالجة أسعار الفائدة تحسبا لتوقعات التضخم الذي من المرجح أن لا يكون فيه في الاتجاه الحقيقي بعد البيانات الأخيرة.