logo
اقتصاد

القصة كاملة للأزمة.. بنوك أوروبا في روسيا بين سوء السمعة أو البيع بثمن بخس

القصة كاملة للأزمة..  بنوك أوروبا في روسيا بين سوء السمعة أو البيع بثمن بخس
تاريخ النشر:26 مايو 2024, 08:15 ص
وجه البنك المركزي الأوروبي ووزارة الخزانة الأميركية رسالة إلى البنوك الأوروبية بضرورة مغادرة السوق الروسية في أسرع وقت ممكن، تجنباً للعقوبات الأميركية، في إشارة إلى أنه بعد مرور عامين على حرب أوكرانيا، يواصل كبار المقرضين الأوروبيين تشغيل وحدات قوية ومربحة بنحو متزايد في روسيا، على الرغم من التعهدات العامة بإغلاقها.

وقال فابيو بانيتا، صانع السياسة في البنك المركزي الأوروبي ومحافظ المركزي الإيطالي: "إن البنوك الإيطالية والنمساوية عليها التوقف عن العمل في روسيا نظراً لأن البقاء بها يجلب السمعة السيئة، في وقت يعد فيه بنك رايفايزن النمساوي أحد أكثر البنوك الأوروبية تعاملاً داخل الأراضي الروسية، يليه بنك إنتيسا سان باولو الإيطالي".

وجاءت تصريحات صانع السياسة الأوروبية خلال المؤتمر الصحفي بعد نهاية الاجتماع المالي لمجموعة السبع في ستريزا، شمال إيطاليا.

البنوك الإيطالية والنمساوية عليها التوقف عن العمل في روسيا نظراً لأن البقاء بها يجلب السمعة السيئة
فابيو بانيتا صانع السياسة في البنك المركزي الأوروبي
الوضع الحالي

وانخفض إجمالي عدد موظفي بنوك الاتحاد الأوروبي الخمسة التي لديها أكبر عمليات في روسيا بنسبة 3% فقط منذ الغزو، وتضاعفت الأرباح ثلاث مرات تقريبًا، وذلك بفضل أسعار الفائدة الضخمة.

وبناءً على ذلك، كانت هذه الوتيرة البطيئة سبباً في دفع البنك المركزي الأوروبي إلى ممارسة الضغوط على المتقاعسين لتحفيز رحيلهم.

وأشار بانيتا إلى أن أحد أسباب زيادة الضغط الذي يمارسه البنك المركزي الأوروبي هو أن الاستمرار في روسيا يخاطر بتعريض البنوك للعقوبات الأمريكية والغرامات الباهظة.



ثمن بخس

وأوضح بانيتا أن هناك صعوبات موضوعية، لأن الخروج من روسيا أمر معقد، إذ تعمل البنوك الإيطالية على إيجاد مشتر لا يبخس في سعر البيع نظراً لاضطرارا البنوك المحلية إلى مغادرة روسيا.

وفي الوقت ذاته تضررت الذراع الروسية لبنك يونيكريديت هذا الشهر من مصادرة أصول بقيمة 463 مليون يورو (502.12 مليون دولار) فيما يتعلق بمشروع غاز تم إجهاضه كانت المجموعة المصرفية قدمت ضمانات له.

اقرأ أيضاً- واشنطن تحذر أوروبا: التقنيات الصينية منخفضة الأسعار ستغرق الأسواق

وقال كل من بنك انتيسا ويونيكريديت مراراً: "إن العقوبات الغربية قلصت عدد المشترين المحتملين، ما زاد من صعوبة المغادرة".

وفي غضون ذلك حصلت مجموعة انتيسا الإيطالية العام الماضي على المرسوم الرئاسي الضروري للبنك الأجنبي للتخلص من أعماله الروسية.

العقوبات الغربية قلصت عدد المشترين المحتملين، ما زاد من صعوبة المغادرة
بنك انتيسا ويونيكريديت
تسريع الخروج

وقالت كلوديا بوخ، كبيرة المسؤولين الإشرافيين في البنك المركزي الأوروبي، لوزراء مالية منطقة اليورو خلال المؤتمر: "لقد طلبت الهيئة الرقابية من جميع البنوك التي لديها أعمال كبيرة في روسيا تسريع جهودها للحد من المخاطر من خلال وضع خريطة طريق واضحة لتقليص حجمها والخروج".

ويقول بنك رايفايزن الدولي النمساوي إنه يعمل على ضمان الامتثال للعقوبات، وأنه قلص أنشطته بنحو كبير في روسيا منذ عام 2022.

وانخفضت محفظة قروض البنك بنسبة 60% تقريبًا، لتصل إلى حوالي 5.8 مليار يورو، ومع ذلك، ارتفع عدد الموظفين بنسبة 7% ليصل إلى ما يقرب من 10000.

اقرأ أيضاً- خطة إيرانية لرفع إنتاج النفط أكثر من 11% إلى 4 ملايين برميل يومياً

ويعد بنك OTP المجري أحد المقرضين القلائل في الاتحاد الأوروبي الذين يسحبون الأموال من البلاد.

وتقول الشركة إنها ملتزمة تمامًا بالعقوبات وتريد مغادرة السوق، لكن الجهات التنظيمية الروسية تجعل من الصعب بيع الوحدة بسعر عادل.

وتعمل شركة UniCredit SpA الإيطالية في روسيا من خلال شركة تابعة تضم حوالي 3100 موظف وأكثر من 50 فرعًا.

ويقول البنك، الذي يتخذ من ميلانو مقراً له، إنه احتفظ بما يزيد عن 800 مليون يورو ضد حالات التخلف عن السداد في روسيا منذ عام 2022 وقلص محفظة قروضه بمقدار الثلثين.

هناك صعوبات لأن الخروج من روسيا أمر معقد إذ تعمل البنوك الإيطالية على إيجاد مشتر لا يبخس في سعر البيع نظراً لاضطرارا البنوك المحلية إلى المغادرة
فابيو بانيتا صانع السياسة في البنك المركزي الأوروبي
وعود لا تنفذ

وقال أندريا أورسيل، الرئيس التنفيذي لبنك UniCredit الإيطالي، إنه من المحتمل أن تكون جميع البنوك التي تواصل العمل في روسيا قد تلقت رسائل من البنك المركزي الأوروبي تطالبها بوقف أعمالها في روسيا.

اقرأ أيضاً- الاقتصاد يتخطى الخلافات.. الصين واليابان وسيول لأول مرة معاً منذ 5 سنوات

وقال يوهان ستروبل، الرئيس التنفيذي لبنك رايفايزن الدولي (RBI)، إنه في الربع الثالث من عام 2024، ستبدأ المجموعة المصرفية في الامتثال لأمر البنك المركزي الأوروبي (ECB) بتقليص أعمالها بنحو كبير في روسيا.

و دفعت أكبر البنوك الغربية التي ظلت في روسيا ما يزيد على 800 مليون يورو ضرائب للكرملين في العام الماضي، وهو ما يعادل أربعة أمثال ما كانت عليه قبل الغزو الشامل، على الرغم من الوعود بالحد من تعرضها لروسيا.

من المحتمل أن تكون جميع البنوك التي تواصل العمل في روسيا قد تلقت رسائل من البنك المركزي الأوروبي تطالبها بوقف أعمالها في روسيا
أندريا أورسيل، الرئيس التنفيذي لبنك UniCredit الإيطالي
تهديد يلين

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال قمة مجموعة السبع: "إن البنوك الأوروبية تواجه مخاطر متزايدة في العمل في روسيا، وإن الولايات المتحدة تتطلع إلى تشديد عقوباتها الثانوية على البنوك التي يتبين أنها تساعد المعاملات الروسية".

وأضافت يلين، على هامش اجتماع زعماء مالية مجموعة السبع في شمال إيطاليا، إن العقوبات المتعلقة بمعاملات البنوك في روسيا لن تُفرض إلا إذا كان هناك سبب للقيام بذلك، لكن العمل في روسيا يخلق قدرا هائلا من المخاطر".

اقرأ أيضاً- الرئيس التركي: التضخم سيصل ذروته خلال مايو ثم ينخفض لخانة الآحاد

وتمنح سلطة العقوبات الثانوية الجديدة للرئيس الأميركي جو بايدن وزارة الخزانة سلطة عزل البنوك عن النظام المالي الأمريكي إذا تبين أنها تساعد في التحايل على العقوبات الأولية المفروضة على روسيا وغيرها من الكيانات بسبب الحرب.

الولايات المتحدة تتطلع إلى تشديد عقوباتها الثانوية على البنوك التي يتبين أنها تساعد المعاملات الروسية
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين
أزمة رايفايزن

وحول رغبة الخزانة الأميركية في انسحاب بنك رايفايزن الدولي النمساوي وبنك يوني كريديت الإيطالي من روسيا، قالت يلين: "أرى أن المشرفين عليهما نصحوهما بتوخي الحذر الشديد بشأن ما يفعلانه هناك".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذرت وزارة الخزانة بنك رايفايزن كتابيًا من أن وصوله إلى النظام المالي المقوم بالدولار قد يُمنع بسبب تعاملاته مع روسيا.

وأشارت الوزارة إلى صفقة كانت مقترحة بقيمة 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) مع رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا، الخاضع للعقوبات.

وبعد هذا التحذير، تراجع بنك رايفايزن عن خططه بشأن تمويل الصفقة المرتبطة بقطب الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا.

اقرأ أيضاً- ضحايا الذهب.. قتلى ومفقودون بانهيار منجم غير قانوني في كينيا
logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC