مع بداية عام 2025، يتجه قطاع الطيران التجاري نحو مرحلة من التوسع الملحوظ رغم استمرار التحديات، وفقاً لتقرير صادر عن «برايس ووتر هاوس كوبرز» (PwC).
يُتوقع أن يشهد القطاع زيادة كبيرة في الطلب على السفر الجوي، مدفوعة بالانتعاش الاقتصادي وتوسع الأسواق النامية، بالإضافة إلى تطورات تكنولوجية واستثمارات ضخمة في الاستدامة.
يُعد قطاع الطيران التجاري أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد العالمي، حيث تبلغ قيمته حوالي 1.5 تريليون دولار أميركي.
يشمل القطاع تشغيل أكثر من 30,000 طائرة، ونقل حوالي 5 مليارات مسافر سنوياً، بالإضافة إلى مساهمته في نقل 30% من التجارة العالمية بالقيمة.
في العام 2024، أظهرت شركات الطيران أداءً قوياً، حيث نقلت 4.89 مليار مسافر بزيادة 10.2% عن العام السابق، وارتفعت الإيرادات بنسبة 6% لتصل إلى 965 مليار دولار أميركي.
ومع ذلك، أدت مشكلات سلاسل التوريد وتأخر تسليم الطائرات الجديدة إلى ارتفاع متوسط عمر الأسطول التجاري العالمي إلى 14.8 عامًا، ما زاد من تكاليف التشغيل.
في عام 2025، من المتوقع أن تُركّز شركات الطيران على تجديد أساطيلها لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف التشغيلية.
الأسواق الناضجة مثل أوروبا وأمريكا الشمالية ستظل المحرك الرئيسي للأرباح، بينما ستواصل منطقة آسيا والمحيط الهادئ عملية التعافي البطيء.
كما يتوقع أن يشهد القطاع زيادة ملحوظة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ ما سيؤدي إلى تحسين الكفاءة التشغيلية.
سيُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، تحسين العمليات اللوجستية، وتطوير تجارب الركاب؛ ما يُحدث نقلة نوعية في أداء القطاع.
وتظل الاستدامة أحد أكبر التحديات التي تواجه القطاع. يُعد الوقود المستدام للطيران (SAF) الحل الأمثل لتقليل الانبعاثات الكربونية. ومع ذلك، فإن تطبيق هذه التقنية يتطلب استثمارات ضخمة تُقدر بحوالي 1.5 تريليون دولار على مدى العقود القادمة.
يواجه القطاع تحديات عدة، أبرزها استمرار مشكلات سلاسل التوريد التي تؤخر تسليم الطائرات، والصراعات الجيوسياسية التي تؤثر في خطوط الطيران، وتزيد تكاليف التشغيل.
بالإضافة إلى ذلك، تُعد التكلفة العالية والبنية التحتية المحدودة للوقود المستدام من بين العقبات الكبرى أمام تحقيق الأهداف البيئية.
إيرباص حققت تسليمات بلغت 760 طائرة في العام 2024، لكنها واجهت تحديات سلاسل التوريد التي أعاقت تحقيق أهدافها الإنتاجية.
من جهة أخرى، تُخطط بوينغ لتحسين إنتاج طراز 737 ماكس، رغم الصعوبات المرتبطة بإضرابات العمال ونقص الكفاءات.
أما كوماك الصينية، فقد واصلت تعزيز مكانتها بسوق الطيران المحلي مع تسليم 13 طائرة C919، وتسعى للتوسع في الأسواق الدولية رغم التحديات التنظيمية.