logo
اقتصاد

أميركا بدلا من الصين.. لماذا تغير أكبر شريك تجاري لألمانيا؟

أميركا بدلا من الصين.. لماذا تغير أكبر شريك تجاري لألمانيا؟
علم ألماني يرفرف أمام حاويات في ميناء هامبورغ، ألمانياالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:25 يونيو 2024, 07:18 م

على مدى السنوات الثماني الماضية، كانت الصين أكبر شريك تجاري لألمانيا، ولكن شيئا ما تغير هذا العام، فقد تنتقل الولايات المتحدة إلى المركز الأول.

إذ أظهرت بيانات الحكومة الألمانية أن حجم التجارة بين الولايات المتحدة وألمانيا بلغ 63.2 مليار يورو في الربع الأول من عام 2024، متفوقًا على التجارة بين الصين وألمانيا البالغة 60 مليار يورو، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر".

من جانب آخر، كشفت بيانات الحكومة الألمانية، الصادرة يوم الجمعة، عن انخفاض بنسبة 14% في الصادرات الألمانية إلى الصين، في مايو، على أساس سنوي، بينما زادت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 4.1% خلال الفترة نفسها.

وبحسب البيانات الحكومية، ففي عام 2022، كانت التجارة بين الصين وألمانيا أكبر بمقدار 50 مليار يورو من التجارة بين ألمانيا والولايات المتحدة. وفي عام 2023، انخفض هذا الهامش إلى 0.7 مليار يورو، 

وبالمقارنة، وصلت التجارة بين الصين وروسيا إلى مستوى قياسي بلغ 240 مليار دولار في عام 2023. وفي الوقت نفسه، وجد مسح أجرته غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين أن 13% فقط من شركات الاتحاد الأوروبي ترى الصين وجهة استثمارية أولى.

وفي السياق، اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن تراجع الصادرات الألمانية إلى الصين علامة على ضعف العلاقات التجارية.

وفي حين أن الفجوة صغيرة نسبيا والبيانات مخصصة فقط لشهر يناير وحتى مارس الماضي، إلا أنها تسلط الضوء على اتجاه أساسي، وهو أن ديناميكيات التجارة تتغير مع تأثير الجغرافيا السياسية والمنافسة على سياسات التعريفات الجمركية الجديدة والتدفق الدولي للسلع.

إلى ذلك، تخضع التجارة بين الغرب والصين لمزيد من التدقيق، في خضم صراعات مثل الحرب الروسية الأوكرانية والمخاوف بشأن الإفراط في إنتاج الصين لسلع مثل السيارات الكهربائية والألواح الشمسية، وتجسد العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والصين هذا التحول.

الأسباب متشعبة

وتمثل السيارات محور النزاع الجديد بين الصين وألمانيا، إذ فرض الاتحاد الأوروبي أخيرًا رسومًا جمركية تصل إلى 38.1% على السيارات الكهربائية الصينية، وذلك عقب قرار إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السيارات الكهربائية الصينية.

ووفقا للمفوضية الأوروبية، ارتفع عدد السيارات الصينية المبيعة في الاتحاد الأوروبي من أقل من 1% من السوق في عام 2019 إلى 8% في عام 2023.

وزاد عدد السيارات الكهربائية الصينية المبيعة في ألمانيا إلى ما يقرب من عشرة أضعاف من عام 2020 إلى عام 2023.

ومن يناير إلى أبريل الماضي، ذكرت البيانات الحكومية أن نحو 41% من السيارات الكهربائية المستوردة في ألمانيا جاءت من الصين.

من ناحية أخرى، تعتمد شركات السيارات الألمانية مثل بي إم دبليو، وبورشه، وفولكس فاغن، بشكل كبير على السوق الصينية، مما يترك الصناعة عرضة لحرب تجارية.

بدوره، زار روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الألماني، بكين، أخيرا؛ لمناقشة التجارة مع المسؤولين الصينيين.

وخلال زيارته، قال المسؤولون الصينيون إنهم يأملون أن يتخلى الاتحاد الأوروبي عن مقترحاته الخاصة بالتعريفات الجمركية. 

ونقلت وكالة أنباء بلومبرغ عن هابيك قوله إن دعم الصين للحرب الروسية في أوكرانيا هو السبب الرئيس لتعثر العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وذكرت أن الصين تفكر في تقديم امتيازات فاخرة لشركات صناعة السيارات الألمانية، في محاولة لإقناع الحكومة بتخفيف التعريفات الجمركية.
 
ومع ذلك، يمكن أن تتغير بيانات التجارة من شهر لآخر، إذ قال بعض الاقتصاديين إن انخفاض الصادرات الألمانية إلى الصين في شهر مايو لا ينبغي فحصه من كثب، حيث يمكن أن تختلف الأرقام الشهرية قبل اتجاه طويل المدى.

وقال أوليفر راكاو، الخبير الاقتصادي في جامعة أكسفورد إيكونوميكس، لفايننشال تايمز، إن انخفاض الصادرات الألمانية يتأثر أيضًا بقضايا أخرى، مثل التأخير في سلسلة التوريد؛ بسبب الصراع في البحر الأحمر.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC