logo
اقتصاد

الأزمة تضرب الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع النسيج الصيني

الأزمة تضرب الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع النسيج الصيني
ورشة لتجهيز الملابس تابعة لشركة «شي إن» في قوانغتشو - الصينالمصدر: داو جونز
تاريخ النشر:25 مارس 2025, 09:55 ص

وسط شوارع مدينة زهوجي بمقاطعة جيجيانغ الصينية، التي تُعرف بأنها عاصمة صناعة الجوارب، تبدو الأجواء خانقة في أحد المصانع الصغيرة، حيث يعمل أصحاب المصانع والعمال في ظروف قاسية، وسط أزمة خانقة تهدد استمرار هذه الصناعات، بحسب صحيفة «زيميان لانجي» الصينية.

صراع البقاء

في ظل حرارة الصيف الحارقة، تتكدس آلات الحياكة في المصنع على مساحة 500 متر مربع، لكن معظمها متوقفة بسبب ضعف الطلب.

المعتاد أن تشهد هذه الفترة من العام تدفقاً في الطلبات استعدادًا لموسم الخريف، لكن هذا العام مختلف. 

يقول صاحب المصنع هوانغ شيونغ: «مع كل آلة تشغيل، يمكنني تحقيق ما بين 15 إلى 30 يواناً يومياً، أي أن تشغيل 30 آلة لا يضمن لي حتى 500 يوان من الأرباح، بينما تكاليف تشغيل المكيف وحده تتجاوز 300 يوان يومياً، لذا لا يستحق الأمر العناء».

إغراق السوق

لطالما كانت زهوجي مركزاً رئيسياً لإنتاج الجوارب، حيث تُصنَّع فيها 25 مليار زوج سنوياً؛ ما يمثل 70% من إنتاج الصين وثلث الإنتاج العالمي.

لكن في 2024، فضّل معظم المصنّعين تصريف مخزونهم بدلاً من المغامرة بإنتاج جديد؛ ما أدى إلى تراكم ملايين الأزواج غير المباعة، في وقت كانت المصانع في السنوات الماضية تبيع آلاف الأزواج يومياً.

يضيف هوانغ شيونغ: «في 2008، كنا نحقق هامش ربح 1.2 يوان على كل زوج، أما الآن فلو ربحنا 5 سنتات، نعتبر ذلك إنجازاً!" لم يعد الربح يتجاوز 2% إلى 3% في أفضل الأحوال؛ ما دفع المصانع للبحث عن بدائل وخفض التكاليف بأي وسيلة».

تقليد المنتجات 

لمواجهة التراجع، لجأت المصانع إلى إنتاج كميات ضخمة بأسعار زهيدة، حتى لو كان الربح ضئيلاً. هذا الاتجاه دفع المصانع لاستخدام مواد أرخص مثل البوليستر بدلاً من القطن، رغم عيوبه العديدة. فالبوليستر أقل نعومة، ولا يمتص العرق، لكنه بات الخيار المفضل لكثير من المصانع بسبب انخفاض تكلفته.

إلى جانب أزمة الأسعار، تواجه الصناعة تحدياً آخر يتمثل في التقليد السريع للمنتجات.

تشو شين، صاحب مصنع جوارب للأطفال، يعاني من سرقة وتقليد تصاميمه، وعرضها للبيع بأسعار أقل مع الادعاء بأنها من القطن النقي، رغم أنها مصنوعة من البوليستر.

محاولات يائسة

حاول بعض المصنعين التوجه نحو الجودة بدلاً من الكمية، واستثمروا في معدات حديثة وبرمجيات متطورة لصنع أنماط مختلفة، لكن هذه الاستراتيجية لم تفلح بإنقاذ المصانع الصغيرة، خاصة بعد حملة السلطات لإغلاق المصانع العشوائية في 2014.

الآن، يجد أصحاب المصانع أنفسهم في مأزق، حيث يبدو أنهم عادوا إلى نقطة البداية، في معركة بقاء لا تلوح لها نهاية قريبة.

 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC