logo
اقتصاد

سلطان الجابر.. رئيس COP28 ينال جائزة القيادة من «أسبوع سيرا» للطاقة

سلطان الجابر.. رئيس COP28 ينال جائزة القيادة من «أسبوع سيرا» للطاقة
تاريخ النشر:19 مارس 2024, 06:55 م

منح مؤتمر "سيرا ويك" للطاقة، الثلاثاء، الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، "جائزة القيادة" تقديراً لدوره الريادي في مجال الطاقة المستدامة، وتحقيق توافق الأطراف على "اتفاق الإمارات" التاريخي.

وفي كلمته التي ألقاها خلال مشاركته عن بعد، في فعاليات أسبوع سيرا، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر: "نيابة عن قيادة دولة الإمارات وشعبها، يسرُّني قبول هذه الجائزة، التي تأتي تقديراً لـ "اتفاق الإمارات التاريخي".

وأضاف أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة COP28، على تعزيز جهود خفض الانبعاثات عالمياً، لإنجاز عمل مناخي فعال، يساهم في ضمان أمن الطاقة بالتزامن مع دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للجميع.

وأكد أن الدعم الذي قدمته القيادة الرشيدة، والتركيز على احتواء الجميع، وروح الشراكة خلال COP28، كانت عوامل أساسية في التوصل إلى "اتفاق الإمارات"، الذي قدَّم سلسلة من المبادرات الرائدة عالمياً في العمل المناخي، بما يشمل اتفاق كافة الأطراف لأول مرة على تحقيق انتقال مُنظَّم ومسؤول وعادل ومنطقي، إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي، الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، والالتزام بأهداف محددة زمنياً لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية، لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.

وأشار إلى أن "اتفاق الإمارات" نجح، برغم التوترات والخلافات العالمية، في توحيد جهود كافة الدول، لتحقيق تقدم ملموس واستثنائي في مجال العمل المناخي، وتغليب المصلحة المشتركة على المصالح الذاتية، من أجل الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، حيث تغلبت منظومة العمل متعدد الأطراف على الخلافات الجيوسياسية، لتنتج اتفاقاً غير مسبوق على إنجاز انتقال منظَّم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة.

وأشاد بروح الإنجاز والتفاؤل التي ألهمتها دولة الإمارات في COP28، من خلال توحيد جهود كافة الجهات الفاعلة، للمساهمة في تحقيق النتائج المنشودة، من القطاعين الحكومي والخاص ومنظمات المجتمع المدني، والقيادات الدينية وممثلي الشباب والشعوب الأصلية.

وأضاف أن الشمول كان سبباً أساسياً في نجاح COP28، الذي حرصت رئاسته على احتواء الجميع، وضمان مشاركة كافة الأطراف والمعنيين في المفاوضات المناخية، والترحيب بمساهماتهم في الحلول المطلوبة، بما في ذلك جميع القطاعات الصناعية، خاصةً قطاع النفط والغاز.

وتسلم الدكتور سلطان أحمد الجابر الجائزة من دانيال يرغين، نائب رئيس مجلس إدارة شركة ستاندرد آند بورز غلوبال ورئيس مؤتمر أسبوع "سيرا" للطاقة، والذي قال: "لقد وضع ’اتفاق الإمارات‘ الذي تم التوصل إليه في دبي مسارات للتعاون والعمل المشترك بين الحكومات والقطاعات الصناعية لتحقيق انتقال تاريخي في منظومة الطاقة العالمية.

وأكد الدكتور سلطان الجابر، ضرورة الشمول واحتواء ومشاركة الجميع، كأساس لإيجاد الحلول المناخية المطلوبة. ولم يكن من السهل تنفيذ ذلك، وبعد نجاح معاليه في هذه المهمة، تم تدشين مرحلة جديدة من العمل المناخي، وتوجهٍ جديدٍ لمؤتمرات الأطراف في المستقبل".

وخلال السنوات العشر الماضية، قام أسبوع "سيرا" للطاقة، الذي تنظمه شركة ستاندرد آند بورز غلوبال، بتكريم عدد من أبرز المسؤولين العالميين، تقديراً لشخصياتهم القيادية الاستثنائية، وجهودهم ذات التأثير الإيجابي على المستوى العالمي، وكان منهم معالي ناريندرا مودي، رئيس وزراء الهند، ومعالي جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا، وفخامة إنريكي بينيا نييتو، الرئيس السابق للمكسيك.

وجدد الدكتور سلطان الجابر تأكيد أهمية قدرات وموارد قطاع النفط والغاز، في التوصل إلى الحلول المطلوبة لمواجهة تحديات تغير المناخ، واستذكر دعوته خلال أسبوع سيرا للطاقة العام الماضي، لقطاع النفط والغاز، إلى تعزيز الجهود واتخاذ المزيد من الإجراءات بصورة أسرع لخفض انبعاثات الكربون، ودعم الوصول إلى الحياد المناخي بشكل كامل.

جدير بالذكر أن رئاسة COP28 أطلقت خلال المؤتمر "ميثاق COP28 لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز"، الذي يُلزِم الدول الموقّعة على الميثاق باتباع مجموعة من الإجراءات في عملياتها التشغيلية، بهدف الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 أو قبله، وإزالة انبعاثات غاز الميثان، ووقف عمليات حرق الغاز بحلول عام 2030، والاستمرار في تطبيق أفضل الممارسات العالمية المتبعة في القطاع لخفض الانبعاثات.

ووقّعت على الميثاق حتى الآن 52 شركة، تمثّل نحو 40% من إنتاج النفط العالمي. وشكلت شركات النفط الوطنية أكثر من 60% من الموقِّعين، لتمثِّل أكبر عدد من شركات النفط الوطنية، يلتزم بمبادرة لخفض الانبعاثات، وكانت النسبة المتبقية لمجموعة من شركات النفط الدولية.

وأشاد الدكتور سلطان الجابر بالالتزام، الذي أظهره قطاع النفط والغاز خلال COP28 في دبي، حيث أثبت أنه جزء أساسي وضروري من الحل، وأنه يقوم بالفعل بدور ريادي في إيجاد الحلول المطلوبة، كما رحَّب بالتقارير الواردة عن قرب انضمام "مؤسسة البترول الوطنية الصينية"، التي تمثّل 3.8 من إنتاج النفط العالمي، إلى "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز"، لترفع نسبة الشركات الملتزمة بالميثاق إلى نحو 44% من إنتاج النفط العالمي، ودعا المؤسسات التي لم تنضم بعد للميثاق إلى التوقيع عليه.

وشدد على ضرورة قيام جميع الجهات المعنية بدورها، وتقديم كافّة الدول مساهمات محددة وطنياً، أعلى طموحاً على مستوى الاقتصادات بأكملها، لتحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالمناخ والتنمية، وأشار إلى أن خريطة الطريق التي وضعها "اتفاق الإمارات" تحتاج إلى تبنّي سياسات ذكية لتسويق التكنولوجيا النظيفة، وتوفير التمويل الكافي، لتفعيل هذه السياسات، مؤكِّداً أن زيادة حجم التمويل، وحشد الموارد اللازمة لتوفيره بصورة ميسَّرة، وتكلفة معقولة هي من الأولويات الأساسية لرئاسة COP28.

وأضاف أن العالم بحاجة إلى توفير التمويل على جميع المستويات، لضمان زيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وعدم ترك دول الجنوب العالمي خلف الرَكب، ولفت إلى أهمية الاستفادة من الإمكانيات الواعدة، للتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية، لتحقيق نقلة نوعية في كفاءة استخدام الطاقة.

وباعتباره أول رئيس تنفيذي يتولى مهمة رئاسة مؤتمر الأطراف، وانطلاقاً من خبرته الاقتصادية العملية، شدد الدكتور سلطان أحمد الجابر، على أن الانتقال في قطاع الطاقة يتيح فرصاً اقتصادية ومناخية كبيرة، كما أوضح أن هذه المهمة معقدة وكبيرة لا ينبغي الاستهانة بها، وستستغرق وقتاً كما ستتحقق بسرعات مختلفة، بحسب تباين الأماكن والظروف، مشيراً إلى ضخامة منظومة الطاقة الحالية، التي يسعى العالم لاستبدالها، حيث يتم استهلاك أكثر من 260 مليون برميل مكافئ من النفط والغاز والفحم يومياً، ومن الضروري اتباع نهج مسؤول يضمن أمن الطاقة، إلى جانب الاستدامة في كل خطوة من هذه العملية.

وأكد أن هناك فرصاً كبيرة لنجاح هذه المهمة الكبيرة، مما يتطلب مشاركة قطاع النفط والغاز بشكل فعال، لما لديه من خبرات هندسية وقدرات بشرية وتكنولوجيا، وموارد قادرة على مواجهة تحديات تغير المناخ، وتحديد مسار واضح لتحقيق نمو اقتصادي خالٍ من الانبعاثات، وقال للحضور: "لقد وضع "اتفاق الإمارات" خريطة طريق واضحة لإنجاز هذه المهمة، وعلينا توحيد جهودنا لتنفيذ بنوده وتحقيق النتائج المنشودة، والتعامل مع هذا التحدي بذهنية إيجابية تنظر إلى العمل المناخي، بوصفه فرصة حقيقية للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC