ارتفاع صادرات بكين لواشنطن 18.9% في ديسمبر
فائض تجاري غير مسبوق للصين عند 992 مليار دولار
زادت الصادرات الصينية بأكثر من المتوقع خلال ديسمبر 2024، مع تحول الواردات للارتفاع خلافاً للتقديرات، ما يشير إلى زيادة حركة التبادل التجاري مع ثاني أكبر اقتصادات العالم في ظل مخاطر شن واشنطن حرباً تجارية على بكين، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
تأتي البيانات الإيجابية التي تخطت التوقعات، في إشارة إلى تسارع التبادل التجاري في بكين قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قيادة الولايات المتحدة في يناير الحالي، الذي قد تثير هذه الأرقام غضبه، بعدما هدد مراراً بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين بزعم حماية الصناعات المحلية من المنافسة. فقد أظهرت الصين قدرة لافتة على تعزيز صادراتها وزيادة وارداتها، مما يشير إلى مرونة اقتصادها وقدرته على التكيف مع التهديدات الخارجية.
ارتفع الفائض التجاري للصين العام الماضي، 2024، مسجلاً مستوى قياسي غير مسبوق، إذ يبدو أن الشركات تسعى لإخراج بضائعها قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب.
بلغ الفائض التجاري غير المسبوق 992 مليار دولار في 2024، وهو أعلى بنسبة 21% عن العام الماضي، في حين يتجاوز الفائض ذروته السابقة في عام 2022.
وفقاً للبيانات التي صدرت اليوم، الاثنين، ارتفعت صادرات بكين إلى واشنطن 18.9% على أساس سنوي في ديسمبر (336 مليار دولار) من 15.6% في نوفمبر، بينما زادت الواردات الصينية من الولايات المتحدة 2.6% الشهر الماضي.
أظهرت بيانات صدرت الاثنين عن الإدارة العامة للجمارك الصينية، نمو الصادرات المقومة بالدولار بنسبة 10.7% على أساس سنوي في ديسمبر، يقارن ذلك بتوقعات ارتفاعها 7.3% فقط، وزيادتها 6.7% في نوفمبر و12.7% في أكتوبر.
زادت الواردات الصينية 1% خلال نفس الفترة خلافاً لتوقعات انخفاضها 1.5%، ومقارنة بتراجعها 3.9% و2.3% في الشهرين السابقين على الترتيب،
وفقاً لبيانات الجمارك الصينية، زاد فائض الميزان التجاري الصيني إلى 104.8 مليار دولار من 97.4 مليار دولار في نوفمبر.
أظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية أن إجمالي الصادرات المقومة باليوان على مدار عام 2024 ارتفع 7.1% على أساس سنوي، مقابل نمو بلغ 0.6% فقط في 2023.
بلغ معدل النمو السنوي للواردات 2.3% بعد انكماشها 0.3% في عام 2023، وقال متحدث باسم إدارة الجمارك وفق بيان: «إن هناك متسعاً لمزيد من الزيادة في الواردات خلال العام الحالي».
أشارت البيانات إلى نمو الصادرات الصينية لغالبية الأسواق، إذ بلغت وتيرة الزيادة 10% أو أكثر في حالة رابطة الدول الآسيوية والولايات المتحدة.
القيمة الإجمالية لواردات وصادرات الصين سجلت رقماً قياسيا بلغ 43.85 تريليون يوان (نحو 6 تريليونات دولار)، بزيادة 5% عن العام السابق.
ذكر التقرير أن صادرات الصين من المنتجات الميكانيكية والكهربائية زادت بنحو 9% العام الماضي مقارنة بالعام السابق، مع نمو صادرات معدات الرقائق بأكثر من 40%.
ارتفعت صادرات المركبات الكهربائية بنسبة 13%، وقفزت صادرات الطابعات ثلاثية الأبعاد بنحو 33%، وزادت شحنات الروبوتات الصناعية بنسبة 45%.
وسجلت تجارة التجارة الإلكترونية، بما في ذلك مبيعات شركات مثل تيمو وشين وعلي بابا، 2.6 تريليون يوان (350 مليار دولار)، وهو أكثر من ضعف مستواها في عام 2020.
قال المتحدث باسم إدارة الجمارك، لف داليانج: «فيما يتعلق بواردات هذا العام، نعتقد أن هناك مجالاً كبيراً للنمو. وهذا ليس فقط لأن سعة السوق في بلدي كبيرة، بل هناك العديد من المستويات، ولديها إمكانات هائلة».
أضاف داليانغ: «لو أن الصين ممنوعة أيضاً من استيراد بعض المنتجات بسبب القيود التجارية، في إشارة إلى الضوابط التي تفرضها الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى على الصادرات الحساسة استراتيجياً إلى الصين، مثل مبيعات أشباه الموصلات المتقدمة والعناصر التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية».
تابع: «تقوم بعض الدول بتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية، وإساءة استخدام تدابير الرقابة على الصادرات، وتقييد تصدير بعض المنتجات إلى الصين بشكل غير معقول، وإلا فإننا سنستورد المزيد».