تعد باقات الورود والشوكولا من العناصر المهمة للاحتفال في يوم الفالنتين، وبالنسبة لبعض الدول يعد عيد الحب أحد أكثر الأعياد رهاناً في إنعاش مبيعات الشوكولا بعد عيد الميلاد وعيد الفصح، إلا أن تغطية النفقات هذا العام أصبحت أكثر صعوبة بسبب ارتفاع أسعار الكاكاو والسكر.
وارتفعت أسعار الكاكاو إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق الأسبوع الماضي، حيث أدى تدهور الأحوال الجوية وتحديات الأمراض إلى تدمير غلات المحاصيل في غانا وساحل العاج موطن 60% من الإنتاج العالمي، وفقاً لشبكة CNBC.
وقال سيرجي تشيتفرتاكوف، محل الأبحاث الرئيسُ لأسواق الكاكاو والسكر في إس آند بي غلوبال، إن ارتفاع الأسعار أدى إلى انخفاض الإنتاج وخلق نقصاً في إمدادات الكاكاو في السوق، مشيراً إلى أن هذه السنة هي الثالثة على التوالي التي تشهد نقصاً في إمدادات الكاكاو، مضيفاً أنه لاتوجد أي إشارات للتحسن في المستقبل القريب.
وارتفعت العقود الآجلة للكاكاو بنسبة 40% تقريباّ منذ بداية العام، لتصل إلى أعلى مستوى لها عند 5874 دولارا للطن المتري اليوم الخميس.
وقال نائب الرئيس الأول لمعهد ويلز فارغو للأغذية الزراعية ديفيد برانش، إن ظاهرة النينيو هي سبب رئيسٌ في شح الإمدادات، مؤكداً أنها تؤثر بنحو كبير على المحصول.
وتسببت ظاهرة النينيو المناخية في ارتفاع درجات الحرارة في جنوب شرق آسيا والهند وأجزاء من أفريقيا، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الخفيفة مثل السكر والكاكاو العام الماضي.
وقال برانش لشبكة CNBC، إن أسعار الشوكولاتة ستكون أعلى؛ حيث يقوم مصنعو المنتجات فقط برفع الهوامش ويطلبون من تجار التجزئة محاولة بيعها بسعر أعلى.
وارتفعت أسعار الشوكولاتة بنسبة 11% العام الماضي وفقًا لقاعدة بيانات معلومات المستهلك NielsenIQ، وحسب البيانات كانت الأسعار هي الأعلى منذ سنوات.
ولا يتوقع الخبراء أن يؤدي هذا الارتفاع إلى ردع محبي الحلويات، وقالت جمعية الحلوانيين الوطنية، إنه لا يزال هناك الكثير من الحماس لتناول الحلوى في عيد الحب، حيث أن 92% من المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع يخططون لمشاركة الشوكولا والحلويات في عيد الحب هذا العام.
ومع ذلك، لا يتوقع الخبراء أن يؤدي هذا الارتفاع إلى ردع محبي الحلويات حتى الآن.
وقال تشيتفير تاكوف إنه بالنسبة لعيد الحب تعتبر الشوكولاته بمثابة هدية خاصة، ويجب أن يتناولها الكثير من الناس في يوم الفالنتين، مشيراً إلى أنه على الرغم من ارتفاع الأسعار إلا أن سوق الشوكولاته قوي في الأسواق الناضجة مثل أوروبا وأميركا الشمالية، ومع ذلك أشار إلى أن الطلب تأثر بقدر كبير في آسيا.
ولكن حتى خارج موسم الحب السنوي، يظل الطلب على الشوكولاتة قويًا نسبيًا حتى أثناء فترات الركود الاقتصادي، وفقًا لقاعدة بيانات أسعار السلع الغذائية Mintec.
وقالت شركة مينتيك في تقرير حديث: "قد يكون هذا يتماشى مع ميل الإنسان إلى البحث عن متع صغيرة خلال الأوقات المضطربة، ومن المعروف أن الشوكولاتة تعمل على تحسين المزاج الطبيعي".
العشاء أصبح مكلفاً أيضاً
ومع ذلك، فإن الشوكولاتة ليست هي الحلوى الوحيدة في عيد الحب التي ستؤثر على المحفظة هذا العام. إنه أيضًا الموسم الذي يرتفع فيه الطلب على المأكولات البحرية ولحم البقر بنحو عام، حيث يتناول المستهلكون الطعام خارج المنزل خلال موسم عيد الحب.
وارتفع مؤشر وجبة عيد الحب الخاص بشركة Mintec، والذي يتتبع أسعار المواد الغذائية الأساسية الشائعة في عيد الحب مثل الشوكولاتة والمأكولات البحرية ولحم البقر والبطاطس، بنسبة 13.8% على أساس سنوي في يناير. وذكر التقرير أن القفزة كانت مدفوعة بارتفاع أسعار الكركند البحري، الذي بات أعلى بنسبة 40% عن العام الماضي نتيجة لنقص الإنتاج في المناطق الرئيسة مثل ولاية ماين وكندا.
ومن المتوقع أن تظل أسعار الكركند مرتفعة في فبراير بسبب انخفاض الإمدادات من كندا والولايات المتحدة، حسبما ذكرت شركة أورنر باري التابعة لشركة Mintec في تقرير صدر في 8 فبراير.
