الفول بديلاً عن الكاكاو.. الشوكولاتة تتأقلم مع ارتفاع الأسعار

ارتفاعات قياسية في الأسعار نتيجة لضعف العرض بسبب تغير المناخ، ولائحة تنظيمية من الاتحاد الأوروبي تتعلق بسلاسل التوريد، وتراكم للمعادن الثقيلة في مناطق زراعتها، عدة أسباب دفعت منتجي الشوكولاتة للبحث عن بدائل لحبوب الكاكاو، أقل تكلفة وأكثر استدامة.

وأعلنت شركة "نوكوكو" البريطانية جمع تمويل بقيمة 1.5 مليون دولار لتوسيع نشاطها في إنتاج شوكولاتة خالية من الكاكاو، باستخدام حبوب الفول. وأكد المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "نوكوكو"، أن شركته تؤمن احتياجاتها من حبوب الفول من المملكة المتحدة، التي تنتج سنوياً ما يصل إلى 740 ألف طن. وعند تحلّله عن طريق التخمير والتحميص، تتضمن حبوب الفول على بروتين "فيسيلين" الذي منح نكهة مشابهة للشكولاتة.

جاء ذلك بعد أن واصلت أسعار الكاكاو ارتفاعها إلى مستويات قياسية للتخطى حاجز 10 آلاف دولار للطن، جراء سوء الأحوال الجوية وانتشار الأمراض في ساحل العاج وغانا. وبإنتاج يصل إلى 60% من الناتج العالمي، تُعد الدولتان من أكبر منتجي حبوب الكاكاو في العالم. وللحد من إزالة الغابات، وضع الاتحاد الأوروبي لائحة تنظيمية جديدة تتعلّق بسلسلة التوريد ستدخل حيز التنفيذ في شهر يناير من عام 2025. وبموجب هذه اللائحة، يتم حظر سبع سلع زراعية، بما في ذلك الكاكاو ومنتجاته مثل الشوكولاتة، من البيع في الاتحاد الأوروبي، إلا إذا ثبت أن إنتاجها لم يتسبّب بإزالة الغابات منذ عام 2020. وكلها عوامل تساهم في رفع الأسعار.

وبالفعل، زادت سلطات ساحل العاج، وغانا سعر المحاصيل المتوسطة في أبريل بنسبة 50% إلى ما بين 2300 و2500 دولار للطن، وهي زيادة متواضعة مقارنة بما يمكن أن يتقاضاه المزارعون في البورصات العالمية. وفي البلدان ذات القواعد الأقل تنظيماً، على غرار الكاميرون ونيجيريا والإكوادور والبرازيل، استفاد المزارعون من هذا المنحى بشكل أكبر.

فقد سُمح لهؤلاء المزارعين ببيع حبوبهم لجهات مستعدة للشراء بأسعار تقارب تلك التي تُدفع في الأسواق المالية، لكن هذا النهج غير المنظّم يأتي مصحوبا بمخاطر.

من جهتها، تميل شركات الوساطة التجارية بين الدول وأيضاً صانعي الشوكولاتة إلى التحوّط ضد انعكاسات الأسعار. فعندما ارتفعت الأسعار، اضطر كثر من هؤلاء لرصد مزيد من الأموال لتغطية خسائرهم المحتملة، وفق وكالة "فرانس برس".