الأسواق الأوروبية والعالمية تفقد التوازن بسبب دراما الجمارك

شهدت البورصات العالمية موجة هبوط حادة اليوم الجمعة، بعد إعلان بكين عن إجراءات انتقامية رداً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق من الأسبوع، ما أدى إلى تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة وتراجع النمو العالمي.

وأغلقت الأسواق الأوروبية على انخفاضات حادة، حيث تراجع مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 4.26% إلى 7274.95 نقطة، مواصلاً خسائره لليوم الثاني على التوالي، ليمحو بذلك مكاسبه منذ بداية العام. وهبط مؤشر «فوتسي» البريطاني بنسبة 4.95%، فيما خسر «داكس» الألماني 4.66%.

وسجل مؤشر «يورو ستوكس 50» انخفاضاً بنسبة 4.29%، في حين تراجع مؤشر «فوتسي يوروفيرست 300» بنسبة 4.94%، ومؤشر «ستوكس 600» الأوروبي الأوسع نطاقاً بنسبة 5.01%. وعلى مدار الأسبوع، فقد «كاك 40» نحو 8%، في أسوأ أداء أسبوعي له منذ مارس 2022، بينما خسر «ستوكس 600» 8.26%.

وأعلنت الحكومة الصينية صباح الجمعة عن فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على الواردات جميعها من الولايات المتحدة، اعتباراً من 10 أبريل، رداً على القرار الأميركي الأخير، وهو ما عمّق من هبوط الأسواق، وأثار المخاوف من ركود اقتصادي عالمي.

وقال ريك ميكلر، الشريك في «تشيري لاين إنفستمنتس» لرويترز: «يبدو أن أسوأ مخاوف المستثمرين من الرسوم الجمركية بدأت تتحقق. بالنسبة للبعض، كان يُنظر إلى الأمر كجزء من مفاوضات، لكنه أصبح الآن أكثر خطورة على الشركات».

وفي مؤتمر عقد في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، أقر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن الرسوم الجمركية الجديدة «أكبر مما كان متوقعاً»، وأن آثارها على التضخم والنمو قد تكون أكثر عمقاً مما قدر سابقاً.

وضغطت التوترات التجارية بشدة على القطاعات الحساسة للدورة الاقتصادية، حيث هبط مؤشر البنوك الأوروبية بنسبة 8.83% بعد أن خسر 5.53% أمس الخميس، ليسجل أسوأ أسبوع له منذ عام 2022. ولم يسلم أي قطاع من التراجعات، إذ انخفض مؤشر الموارد الأساسية بنسبة 7.85%، ومؤشر قطاع النفط بنسبة 6.97%.

وعلى صعيد الأسهم الفردية، خسر سهم «جيرريسهايمر» الألماني نحو 19.89% بعد تقارير أفادت بانسحاب طرف من كونسورتيوم خاص كان يفاوض على شراء الشركة.

وفي «وول ستريت»، تواصل الهبوط لليوم الثاني، حيث دخل مؤشر «ناسداك» رسمياً في منطقة السوق الهابطة (Bear Market) بعد أن تراجع بأكثر من 20% من ذروته الأخيرة، متأثراً بضغوط على أسهم التكنولوجيا والشركات الكبرى. وبحلول إغلاق الأسواق الأوروبية، تراجع مؤشر «داو جونز» بنسبة 3.58%، و«ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 4.09%، و«ناسداك» بنسبة 4.07%.

وفي أسواق العملات، استعاد الدولار بعضاً من خسائره بعدما أظهرت بيانات الوظائف الأميركية لشهر مارس أداءً أقوى من التوقعات، حيث أضاف الاقتصاد 228 ألف وظيفة مقابل توقعات بـ135 ألفاً، وارتفعت البطالة قليلاً إلى 4.2% من 4.1%. وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.51% أمام سلة عملات، فيما تراجع اليورو بنسبة 0.62% إلى 1.0982 دولار.

أما في أسواق السندات، فقد سجلت عائدات السندات تراجعاً ملحوظاً في الولايات المتحدة وأوروبا، مع اندفاع المستثمرين نحو الأصول الآمنة. وانخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10.4 نقطة أساس إلى 3.9512%، فيما تراجع العائد لأجل عامين 12.6 نقطة إلى 3.5985%. وفي ألمانيا، انخفض عائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 7.2 نقطة أساس إلى 2.5690%، والعائد لأجل عامين 12.3 نقطة إلى 1.8080%.

وتكبدت أسعار النفط أيضاً خسائر حادة، في طريقها لتسجيل أسوأ أسبوع لها منذ عام 2021، نتيجة تصعيد الرسوم الجمركية وقرار «أوبك+» زيادة الإنتاج. وانخفض خام «برنت» بنسبة 6.56% إلى 65.54 دولار للبرميل، بينما هبط خام «غرب تكساس الوسيط» بنسبة 7.38% إلى 62.01 دولار.