logo
تكنولوجيا

صناعة الرقائق في مأزق.. الإعفاء الجمركي لن يوقف التداعيات

صناعة الرقائق في مأزق.. الإعفاء الجمركي لن يوقف التداعيات
مهندسون يقومون بتثبيت الرقائق في مصنع بمنطقة فويانغ، مقاطعة آنهوي، الصين - 30 نوفمبر 2024المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:4 أبريل 2025, 07:03 م

رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إعفاء واردات أشباه الموصلات المباشرة من الرسوم الجمركية الجديدة، إلا أن صناعة الرقائق الإلكترونية عالمياً لن تفلت من التداعيات الاقتصادية الأوسع نطاقاً.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن هذا القرار الذي يبدو في ظاهره مريحاً، إلا أنه لا يوفر حماية حقيقية لصانعي الرقائق في ظل ارتفاع تكاليف سلسلة التوريد العالمية للإلكترونيات.

أخبار ذات صلة

ترامب يشعل العالم بالرسوم الجمركية.. ماذا يُخبّئ خلف الكواليس؟

ترامب يشعل العالم بالرسوم الجمركية.. ماذا يُخبّئ خلف الكواليس؟

وفي تصريح له على متن طائرة الرئاسة «إير فورس ون» يوم الخميس، ألمح ترامب إلى احتمال اتخاذ إجراءات خاصة بأشباه الموصلات في وقت قريب.

وأكد التقرير أن واردات الولايات المتحدة المباشرة من الرقائق، والتي بلغت قيمتها حوالي 82 مليار دولار في عام 2024، تظل معفاة من الرسوم الجمركية، حتى الآن، مشيراً إلى أن معظم الرقائق لا تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر، بل تكون مضمّنة داخل عدد هائل من المنتجات الإلكترونية التي تخضع لرسوم جمركية قد تصل إلى 49%.

ويتم تصنيع العديد من هذه الرقائق في الخارج، وتجميعها في الصين أو تايوان أو دول جنوب شرق آسيا، ثم يُعاد تصديرها كمنتجات نهائية إلى الولايات المتحدة.

وهذا التدفق غير المباشر يجعل من الصعب قياس التأثير الحقيقي على القطاع، لكن المؤكد أن الأثر سيكون كبيراً.

ووفقاً لتحليل أجرته شركة «بيرنشتاين ريسيرش»، فإن الولايات المتحدة استوردت في العام الماضي ما قيمته 521 مليار دولار من المعدات، و478 مليار دولار من الإلكترونيات، و386 مليار دولار من المركبات، وجميعها تحتوي على كميات كبيرة من الرقائق.

وإذا أدت الرسوم إلى رفع الأسعار وتقليل الطلب الاستهلاكي، فقد تتراجع مبيعات شركات الرقائق، ما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو وانخفاض قيمة الأسهم.

وقال المحلل في «بيرنشتاين»، ستايسي راسغون: «لا نرى أي مجال للتفاؤل هنا بالنسبة لقطاع أشباه الموصلات، أو لأي قطاع آخر في الواقع».

وعكس السوق هذا الشعور يوم الخميس، حيث تراجع مؤشر قطاع أشباه الموصلات (PHLX) بنسبة وصلت إلى 7.5%.

كما تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، فانخفض سهم «أبل» بنسبة 8%، وسهم «ديل تكنولوجيز» بأكثر من 15%.

ولا توفر الرسوم الجديدة حوافز إضافية لتوسيع التصنيع داخل الولايات المتحدة، إذ إن معظم الرقائق الأميركية تمر كذلك عبر سلاسل التوريد الآسيوية.

وحتى الشركات ذات الحضور الكبير في السوق الأميركية، مثل «تكساس إنسترومنتس» و«أنالوج ديفايسز»، لا تستفيد من ميزة تنافسية، نظراً لأن المنافسين الأجانب يتمتعون أيضاً بالإعفاء من الرسوم على الواردات المباشرة، حيث شهدت أسهم الشركتين تراجعاً حاداً.

أخبار ذات صلة

رسوم ترامب تهدد صادرات السيارات اليابانية بخسائر 17 مليار دولار

رسوم ترامب تهدد صادرات السيارات اليابانية بخسائر 17 مليار دولار

كما توقّع المحلل في «وولف ريسيرش»، كريس كاسو، حدوث موجة من إلغاء الطلبات عبر سلسلة التوريد، مشيراً إلى تشابه الوضع مع ما حدث خلال إغلاقات «كورونا» في عام 2020.

وأضاف أن الإلكترونيات الاستهلاكية ستكون الأكثر تضرراً، إلا أن الرسوم سترفع أيضاً من تكلفة خوادم الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركة «إنفيديا»، والتي انخفض سهمها بأكثر من 6% يوم الخميس.

ورغم أن شركات الرقائق لم تصدر بعد تحذيرات بشأن الأرباح، فإن الغموض لا يزال يخيّم على المشهد.

وقد يحاول مسؤولو صناعة الرقائق التفاوض مع إدارة ترامب لتخفيف الرسوم في أكثر النقاط تأثيراً، أو للحصول على إعفاءات أوسع تشمل السلع الإلكترونية.

وفي أفضل السيناريوهات، قد تتراجع إدارة ترامب عن بعض الرسوم الأكثر ضرراً، ما قد يجعل من تراجع أسعار الأسهم فرصة للشراء.

لكن بالنظر إلى أسلوب ترامب المعروف بالمضاعفة بدلاً من التراجع، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو فرض مزيد من الرسوم الجمركية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC