وقال تقرير صادر عن منظمة روسيا الحرة غير الحكومية، ومقرها موسكو، أن روسيا عززت وارداتها من التقنيات الضرورية لحربها في أوكرانيا، بما في ذلك أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة من الصين، كما زادت مشتريات الصين من الصادرات الروسية مدفوعة بزخم مبيعات الطاقة، لتعوض انخفاضات مبيعات الشركاء التجاريين الغربيين الرئيسيين بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي.
ويقول التقرير إنه في الوقت الذي قلصت فيه الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة جميع العمليات مع روسيا، برزت الصين بهامش واسع لتكون الشريك الأكثر أهمية لروسيا.
واستند التقرير على بيانات السجلات الجمركية التي سجلت 40 مليون معاملة إدخال والتي حصلت عليها مؤسسة روسيا الحرة، حيث تم حجب جميع البيانات بعد فرض العقوبات الغربية في أبريل الماضي، وعلقت سلطات الجمارك الروسية نشرها الشهري لبيانات الصادرات والواردات.
وأصبحت الصين مورداً أساسياً لبعض التقنيات الرئيسية التي يمكن أن يكون لها غرض عسكري، على الرغم من العقوبات الغربية، وباعت الصين ما قيمته 3.3 مليون دولار من الطائرات بدون طيار إلى روسيا العام الماضي، وفقًا للبيانات.
وزادت روسيا، خلال العام الماضي، وارداتها من أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة بنحو 34٪ ، مع بروز الصين كمصدر رئيسي. وقد ساعد ذلك روسيا على زيادة وارداتها الإجمالية من الرقائق إلى 2.45 مليار دولار في عام 2022 من 1.82 مليار دولار في عام 2021 ، على الرغم من العقوبات الغربية التي تستهدف تلك التجارة.
ومضت روسيا والصين سنوات في إقامة علاقات اقتصادية أقوى، بما في ذلك خط أنابيب غاز بقيمة 55 مليار دولار واستخدام روسيا المتزايد لليوان الصيني وتعمقت العلاقات الاقتصادية حتى مع استمرار المخاوف المستمرة منذ فترة طويلة بين المسؤولين في موسكو من أن تصبح روسيا أسيرة الفلك الاقتصادي للصين.
وحصلت مؤسسة روسيا الحرة على البيانات بالتنسيق مع جامعة IE ومقرها مدريد من مزود بيانات خارجي يقدم تحليل سلاسل القيمة للشركات، وضم الفريق الذي عمل على التقرير الاقتصاديين الروس والمسؤولين الروس السابقين المقيمين خارج روسيا، بما في ذلك سيرجي ألكساشينكو، نائب رئيس البنك المركزي السابق، وفلاديمير ميلوف، نائب وزير الطاقة السابق والسياسي المعارض.
وللتحقق من صحتها، قارن المؤلفون مجموعة البيانات بإحصاءات التجارة الروسية الرسمية المنشورة حتى يناير 2022 وبيانات الشركاء التجاريين لروسيا لعام 2022.
وارتفعت التجارة بين روسيا والصين بنحو 27 مليار دولار بين مارس وسبتمبر من العام الماضي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، بحسب التقرير، لتصل إلى 99 مليار دولار.
ويعزى جزء كبير من النمو إلى ارتفاع مبيعات النفط الخام، التي بدأت روسيا في تحويلها إلى الصين وأسواق أخرى مثل الهند وتركيا حيث قيدت الدول الغربية مشترياتها من منتجات الطاقة الروسية.
كما ازداد اعتماد روسيا على السلع الصينية حيث بلغت حصة الصين حوالي 36٪ من وارداتها كانت في الفترة من مارس إلى سبتمبر، لتسجل ارتفاعاً بنحو 21% عن الفترة نفسها من العام السابق.
وفي أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حظرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان مبيعات المنتجات عالية التقنية بما في ذلك أشباه الموصلات التي تعتمد عليها روسيا.
ونظرًا لأن بعض موردي روسيا التقليديين للسلع عالية التقنية، مثل ألمانيا وهولندا وكوريا الجنوبية، قلصوا شحناتهم زادت الواردات من الصين بأكثر من الضعف.
وقفزت قيمة صادرات أشباه الموصلات الصينية إلى روسيا من 200 مليون دولار في عام 2021، إلى 500 مليون دولار العام الماضي.
صناعات محلية كبيرة من أشباه الموصلات، يمكن لروسيا شراء رقائق يمكن الوصول إليها على نطاق واسع من الموزعين هناك.
وقال الأستاذ المساعد في جامعة تافتس، كريس ميللر، والذي لم يشارك في إعداد التقرير، إن الصين قادرة على إنتاج أنواع عديدة من الرقائق منخفضة التقنية محلياً، ومن غير المفاجئ أن تشتريها روسيا، مشيراً إلى أن الأنظمة العسكرية تحتاج مجموعة واسعة من الرقائق، وبالتالي قد تواجه روسيا نقصًا في رقائق معينة حتى لو كانت قادرة على شراء كميات كبيرة من الرقائق الأخرى.