كشفت دراسة بحثية حديثة أن برنامج «تشات جي بي تي» (ChatGPT) يتمتع بقدرة ملحوظة على التنبؤ بحركة سوق الأسهم والاقتصاد، متفوقاً على نموذج «ديب سيك» (DeepSeek)، الذي يركز بشكل أساسي على اللغة الصينية، وفقاً لما نقله موقع «ماركت ووتش الأميركي».
أعد الدراسة أربعة باحثين، ثلاثة منهم من جامعات صينية، إلى جانب باحث من جامعة واشنطن في سانت لويس، اعتمدوا على تحليل العناوين الإخبارية من الصفحة الأولى لصحيفة «وول ستريت جورنال» بين عامي 1996 و2022، حيث طُلب من «تشات جي بي تي» تصنيف الأخبار إلى إيجابية وسلبية بشكل شهري، لقياس تأثيرها على السوق.
وأظهرت النتائج أن «تشات جي بي تي» كان قادراً على التنبؤ بتحسن البيئة الاقتصادية وارتفاع عوائد سوق الأوراق المالية خلال الأشهر الستة اللاحقة عند زيادة عدد الأخبار الإيجابية. علاوة على ذلك، كانت العوائد كافية لتعويض تكاليف المعاملات، وحقق النموذج نسبة شارب (Sharpe Ratio) أفضل من السوق الأوسع؛ ما يعكس أداء أعلى من حيث العائدات المعدلة حسب المخاطر.
إحدى أهم نتائج الدراسة قدرة «تشات جي بي تي» على التقاط الإشارات الإيجابية خلال فترات الركود الاقتصادي وتزايد عدم اليقين السياسي.
ومع ذلك، لم يُظهر (DeepSeek) الأداء نفسه؛ وهو ما يرجعه الباحثون إلى كونه مدرباً بشكل أساسي على اللغة الصينية؛ ما قد يجعله أقل دقة عند تحليل الأسواق الناطقة بالإنجليزية.
حالياً، يعمل الباحثون على اختبار النموذج على نصوص صينية خاصة بسوق الأسهم الصينية لمعرفة مدى دقته في بيئته اللغوية الأصلية.
أحد الجوانب المثيرة في الدراسة هو أن الأخبار السلبية لم تكن بمستوى التأثير التنبؤي للأخبار الإيجابية في «شات جي بي تي».
ويتماشى هذا الاكتشاف مع سلوك المستثمرين، حيث يميلون إلى التركيز على الأخبار السيئة أكثر من الجيدة، وهو ما تدعمه قاعدة وول ستريت الشهيرة: «الأسواق تصعد السلالم وتنزل بالمصعد».
ويُظهر ذلك أن المستثمرين يتفاعلون بشكل أقوى مع الأخبار السلبية من خلال استراتيجيات التحوط، لكن هذه الأخبار لا تقدم إشارات دقيقة للتنبؤ المستقبلي مثل الأخبار الإيجابية.
توضح هذه الدراسة أن نظم الذكاء الاصطناعي، مثل «تشات جي بي تي» يمكن أن تصبح أدوات قوية لتحليل التوجهات الاقتصادية والتنبؤ بأسواق المال. ومع استمرار تطور هذه التقنيات، من المتوقع أن تؤدي دوراً أكبر في إدارة الاستثمارات واتخاذ القرارات المالية المستقبلية.