logo
اقتصاد

عمالقة الوجبات السريعة.. صراع على الأرباح والأذواق

عمالقة الوجبات السريعة.. صراع على الأرباح والأذواق
رجل يتناول وجبة في أحد فروع "برغر كينغ" للوجبات السريعة، في 15 أبريل 2022 في إلمينستر، بريطانيا.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:1 يوليو 2024, 03:42 م

أشعلت المنافسة على الولاء والحصة السوقية، خاصة في مجال الوجبات السريعة، حرباً بين عمالقة السوق العالميين مثل "ماكدونالدز" و"برغر كينغ" و"وينديز".

وتسعى هذه الشركات باستمرار إلى تكتيكات اقتصادية وعروض مثل وجبات التوفير، أو تخفيض القيمة للفوز بالعملاء.

سحر "وجبات التوفير"

تعد "وجبات التوفير"، التي تصل أسعارها لحوالي 5 دولارات فقط، حجر الزاوية في استراتيجيات تسويق الوجبات السريعة، إذ تجذب المستهلكين بخيارات ميسورة التكلفة ترضي العملاء. وعادة ما تحتوي هذه الوجبات على عنصر رئيس وجانبي ومشروب بسعر مخفض.

وفقاً لبيانات حديثة، تشكل "وجبات التوفير" نسبة كبيرة من مبيعات الوجبات السريعة، إذ إن بعض السلاسل قالت إن ما يصل إلى 40% من إيراداتها تأتي من تلك العروض. وتؤكد هذه الإحصائيات دورها الحاسم في زيادة المبيعات وتعزيز الربحية، خاصة خلال فترات الانكماش الاقتصادي عندما يغير المستهلكون طريقة إنفاقهم، وفق تقريرٍ لصحيفة "وول ستريت جورنال".

التنافسية.. صدام العمالقة

تواجه "ماكدونالدز"، المعترف بها كرائدة تسويق وجبات التوفير، منافسة قوية من عرض "برغر كينغ" المسمى (Value Menu) ومن عروض "وينديز" (4for $4)، وتستخدم كل علامة تجارية استراتيجيات تسعير فريدة تهدف إلى التفوق على المنافسين والحفاظ على ولاء العملاء.

تشير التقارير الفصلية الأخيرة إلى أن "ماكدونالدز" مستفيدة من انتشارها العالمي الواسع، فقد حققت 10 مليارات دولار من مبيعات "وجبات التوفير" فقط في السنة المالية الماضية. تبرز هذه الأرقام الأثر المالي للتسويق الاستراتيجي والتنوع في القوائم في جذب حصة السوق.

توجه المستهلك نحو القيمة

تكشف اتجاهات سلوك المستهلكين تفضيلا متزايدا لخيارات الطعام ذات التكلفة المنخفضة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 65% من زبائن الوجبات السريعة يعتبرون السعر أمراً أساسياً عند اختيار وجبتهم، خصوصاً مع ارتفاع أسعار السلع نتيجة التضخم، ما يؤكد الدور الحيوي للوجبات المجانية في صياغة قرارات الشراء، وفق تقرير الصحيفة.

إضافة إلى ذلك، يفضل جيل "الألفية" العلامات التجارية التي تقدم قيمة من دون التنازل عن الجودة أو الطعم. هذا التحول الديموغرافي يجبر العمالقة في مجال الوجبات السريعة على إيجاد توازن بين التكلفة وجاذبية المنتج الذي تقدمه، ما يدفعهم إلى التجديد المستمر في القوائم والترويجات.

خلف التسعير التنافسي، تعتمد الحملات التسويقية الناجحة على السرد والتواصل الرقمي مع شرائح المستهلكين المتنوعة، كما تعتمد ذلك "وينديز"، المعروفة بوجودها النشط على منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات.

على النقيض، تستثمر "ماكدونالدز" بشكل كبير في عروض الترويج الموسمية والإعلانات عبر العديد من القنوات لتعزيز العلامة التجارية وتحفيز الطلب عند الزبائن. من خلال توجيه جهود الترويج للتوافق مع الأحداث الثقافية والاجتماعية، تزرع هذه العلامات التجارية سرداً يدعو إلى الوصول والمشاركة الاجتماعية، ما يعزز العلاقات طويلة الأمد مع العملاء.

ونظراً إلى التطورات التكنولوجية والتغيرات في تفضيلات المستهلكين، يتوقع محللون في الصناعة استمرار التجديد في عروض الوجبات السريعة، وذلك من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز راحة العملاء. ومن المتوقع أن تؤثر المطابخ الافتراضية أو السحابية والتشغيل الآلي على تجربة العملاء؛ ما يعيد تشكيل المشهد الخاص بالوجبات السريعة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC