أظهرت بيانات مكتب الإحصاء التركي، اليوم الخميس، انخفاض مؤشر الثقة الاقتصادية التركية ليواصل البقاء في منطقة التشاؤم، جنبا إلى جنب وصدور بيانات رسمية كشفت عن اتساع عجز الميزان التجاري تزامنا وانخفاض كبير في الصادارت.
وفي غضون ذلك تحركت العملة التركية، الليرة، إلى الأسفل، بيد أنها لا تزال تحوم بالقرب من مستويات الـ 32 ليرة للدولار لاكثر من شهر بعدما نزلت في ذروة تراجعاتها إلى مستويات دون الـ 33 ليرة للدولار.
ومنذ أيام قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "السياسة المالية التركية لن تزيد من الضغوط التضخمية، مشيرا إلى توقعات بأن تشهد البلاد تراجعا لمعدلات التضخم في النصف الثاني من العام".
وفي أحدث تأييد منه للبرنامج الاقتصادي، قال أردوغان في كلمة أمام مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية: "التضخم السنوي سيصل إلى ذروته في مايو ثم يبدأ في التراجع، مكررا توقعات البنك المركزي في هذا الصدد".
تراجع مؤشر الثقة الاقتصادية إلى أدنى مستوياته خلال العام الجاري، مسجلا أدنى قيمة منذ ديسمبر 2023ترك ستات
انخفاض الثقة
تراجع مؤشر الثقة الاقتصادية إلى أدنى مستوياته خلال العام الجاري، مسجلا أدنى قيمة منذ ديسمبر 2023، ومؤشر الثقة هو مركب يحتوي على تقييمات وتوقعات المستهلكين والمنتجين حول الوضع الاقتصادي العام.
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء التركي، ترك ستات، تراجع مؤشر الثقة الاقتصادية التركية إلى مستويات 98.2 نقطة دون مستويات الحياد مقابل 99 نقطة في القراءة السابقة.
وتعد المستويات الحالية هى الادنى منذ سجل المؤشر مستويات 96.4 نقطة خلال ديسمبر 2023، و تعد النظرة متفائلة بشأن الوضع الاقتصادي العام عندما يتجاوز مؤشر الثقة الاقتصادية 100، في حين يشير إلى توقعات متشائمة عندما يكون أقل من 100.
اقرأ أيضاً- ردا على قرار أردوغان.. إسرائيل ستلغي اتفاق التجارة مع تركيا
المؤشرات الفرعية
مقارنة مع الشهر السابق، ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في شهر مايو بنسبة 0.1% ليصل إلى 80.51. بحسب بيانات ترك ستات.
وانخفض مؤشر ثقة القطاع الحقيقي (الصناعة التحويلية) بنسبة 1.1% ليصل إلى 102.4، وظل مؤشر ثقة قطاع الخدمات عند نفس المستوى.
بينما انخفض مؤشر الثقة في قطاع تجارة التجزئة بنسبة 3.3% إلى 111.7، وانخفض مؤشر الثقة في قطاع البناء بنسبة 0.3% إلى 88.3.
ارتفع عجز الميزان التجاري خلال أبريل إلى 9.86 مليار دولار مقابل عجز فعلي بقيمة 7.34 مليار دولارترك ستات
تفاقم العجز
انخفضت الصادرات التركية خلال أبريل إلى 19.25 مليار دولار مقابل توقعات بتسجيل 19.3 مليار دولار و مقابل صادرات فعلية عند 22.57 مليار دولار.
وفي غضون ذلك، كشفت بيانات ترك ستات ارتفاع عجز الميزان التجاري خلال أبريل إلى 9.86 مليار دولار مقابل توقعات بتسجيل عجز بقيمة 9.9 مليار دلار ومقابل عجز فعلي بقيمة 7.34 مليار دولار.
اقرأ أيضاً- الرئيس التركي: التضخم سيصل ذروته خلال مايو ثم ينخفض لخانة الآحاد
الليرة اليوم
وتحوم الليرة التركية دون مستويات الـ32.5 ليرة للدولار، لتواصل ارتفاعاتها مقابل الدولار بعد النزول المفاجئ يوم 12 أبريل دون مستويات الـ 33 ليرة.
ومنذ بداية العام نزلت الليرة من مستويات 29.7 ليرة للدولار إلى المستويات الحالية بتراجع بلغت نسبته 10%، وفقًا لبيانات بورصة اسطنبول.
وخلال عام 2023 انخفضت الليرة التركي من مستويات 18.7 ليرة للدولار إلى مستويات 29.5 ليرة للدولار بتراجع بلغت نسبته 57%.
بينما هوت الليرة التركية من مستويات قرب الـ 8.5 ليرة للدولار إلى المستويات الحالية بعدما تبنى البنك المركزي التركي سياسة تيسيرية مخالفا اتجاه البنوك المركزي حول العالم بدءا من سبتمبر 2021.
منذ بداية العام نزلت الليرة من مستويات 29.7 ليرة للدولار إلى المستويات الحالية بتراجع بلغت نسبته 10%بورصة اسطنبول
تدهور التوقعات
وقال فاتح كراهان محافظ المركزي التركي في الاجتماع السابق: "سيتم الحفاظ على موقف السياسة النقدية المتشددة حتى يتم تحقيق انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع".
وأضاف كراهان: "إذا تم توقع حدوث تدهور كبير ودائم في التضخم، فسيتم تشديد موقف السياسة النقدية".
وتابع كراهان: "نؤكد على الموقف الحازم في السياسة النقدية؛ ولذي سيعمل على تقليل الاتجاه الرئيسي للتضخم الشهري من خلال موازنة الطلب المحلي، وارتفاع حقيقي في قيمة الليرة التركية وتحسين توقعات التضخم، وسيتم تحديد معدل التضخم في النصف الثاني من عام 2024".
وقال محافظ البنك المركزي التركي فاتح كاراهان: "واجب البنك المركزي هو الحفاظ على استقرار الأسعار، ولهذا الغرض، بدأنا عملية التشديد النقدي في يونيو، وقمنا بزيادة سعر الفائدة من 8.5 % إلى 50%".
