قطاع الرفاهية في أوروبا يدخل 2025 فاقداً وهجه

يبدو أن العصر، الذي كانت فيه صناعة الرفاهية تلمع في أسواق المال، مُحفزةً الأداء في البورصات الفرنسية والأوروبية، قد أصبح من الماضي. فمنذ نوفمبر 2021، استقر مؤشر «ستوكس أوروبا للرفاهية 10»، في حين ارتفع مؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 11%. أما العملاق الفرنسي «إل في إم إتش»، فقد انخفضت قيمته بنسبة 14% خلال هذه الفترة. وبعد سنوات ضعيفة الأداء في 2022 و2023، لم يحقق القطاع إلا نمواً بنسبة 7% العام الماضي، ولا يبدو أن 2025 سيكون أفضل حالاً.

وشهدت بداية عام 2024 نشاطاً قوياً، لكن القطاع تراجع بشكل حاد في مارس، ومنذ ذلك الحين لم يتمكن من استعادة زخمه. أثرت حالة عدم اليقين المتعلقة بالانتخابات الأميركية في المبيعات في الولايات المتحدة، بينما لم تقدم الصين أي إشارات تعافٍ، في وقت تواجه بعض العلامات التجارية تراجعًا في الإقبال عليها نتيجة لانتشار توجه دون شعار. في هذا السياق، من المتوقع أن تُظهر العديد من الشركات انخفاضاً في الإيرادات للعام الماضي.

علامة فارقة: «هيرمس»

من بين الأكثر تضرراً، تراجعت «بيربري» البريطانية إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من 14 عاماً في سبتمبر، فيما فقدت «كيرينغ» 40% من قيمتها في العام الماضي. ومن المتوقع أن تنخفض مبيعاتهما بنسبة 18% و12.7% على التوالي في عام 2024. حتى «إل في إم إتش»، الرائد العالمي في القطاع، لم يكن بمنأى عن هذه التراجعات، حيث هبط سهمها بنسبة 13%، ليصبح بعيداً بنسبة 30% عن أعلى مستوى تاريخي حققته في أبريل 2023. ويتوقع المحللون تراجع إيراداتها بنسبة 2.5% في السنة المالية المنتهية في ديسمبر الماضي.

في المقابل، تمكنت العلامات المتخصصة في المنتجات فائقة الفخامة من الصمود مجدداً، إذ تواصل جذب المستهلكين الأثرياء. فقد ارتفع سهم «هيرمس» بنسبة 21% خلال 2024، مع توقعات بزيادة مبيعاتها بنسبة 11%. وحققت «برونيلو كوتشينيلي» الإيطالية أداءً مماثلاً، كما استطاعت «فيراري» في قطاع السيارات تحقيق نتائج إيجابية.

توقعات ضعيفة للنمو

رغم ذلك، تبقى «يو بي إس» متحفظة بشأن القطاع ككل. وفقاً لتقديراتها، يُتوقع أن يسجل كبار اللاعبين الأوروبيين في قطاع الرفاهية نمواً عضوياً بنسبة 4% فقط في إيراداتهم هذا العام، وهو أقل من معدل النمو طويل الأجل الذي يتراوح بين 7% و10%. كما أن فرص تحسين الربحية تبدو محدودة، على الرغم من أن الربع الرابع من 2024 قد أظهر بعض التحسن في الهوامش.

وينتظر المستثمرون بشغف نتائج كبرى الشركات الفرنسية للرفاهية عن عام 2024، إضافة إلى تصريحات إداراتها حول توقعات 2025. ومن المقرر أن تكون «إل في إم إتش» أول من يكشف عن نتائجها في نهاية الشهر الحالي، تليها «كيرينغ» و«هيرمس» في 11 و14 فبراير المقبل على التوالي.

سيكون التركيز خلال هذه المناسبات على الطلب من المستهلكين الصينيين، خاصةً بعد أن أطلقت بكين إجراءات لتحفيز الاقتصاد. كما ستكون شهية المستهلكين الأميركيين تجاه المنتجات الفاخرة موضع اهتمام، إلى جانب الاتجاهات السعرية في مختلف الفئات. ففي سوق تتسم بضعف نمو الحجم، يكتسب عامل التسعير أهمية حاسمة.