استمرت أزمة التكنولوجيا في عام 2024 في جميع أنحاء المناطق الكبرى في العالم. لكن بعض البيئات المقاومة أثبتت قوتها، خاصة تلك التي تركز على الذكاء الاصطناعي. إليكم جولة عالمية عبر تسع محطات.
يحلم الشرق الأوسط بأن يصبح قوة صاعدة في عالم التكنولوجيا. كانت المنطقة نشطة في استقطاب الشركات الناشئة من خلال أحداث كبرى مثل «جيتكس» في دبي و«ليب» في الرياض. استثمرت الإمارات العربية المتحدة 546 مليون دولار في الشركات الناشئة في قطاع الذكاء الاصطناعي، في حين عززت السعودية من جهودها لتحفيز الابتكار في هذا المجال، بحسب صحيفة لي زيكو الفرنسية.
في ألمانيا، يراهن القطاع على عام 2025 بعد سنة متباينة، تميزت بتوقف نمو التمويل. ورغم أن شركة هيلسينغ الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي الدفاعي جمعت 450 مليون يورو، ما يعكس تقييماً يصل إلى 5 مليارات يورو، فإن شركة ليليوم لتاكسي الطائرات المسيرة أعلنت إفلاسها في 24 ديسمبر قبل أن تُنقذ في اللحظات الأخيرة.
بحسب بيانات «بيتش بوك»، جمعت الشركات الناشئة الألمانية 7.1 مليار يورو بين 1 يناير و29 نوفمبر 2024، مقارنة بـ7.4 مليار يورو في 2023، و12.3 مليار يورو في 2022. تراجع عدد المعاملات أيضاً من 1092 إلى 861.
على غرار معظم المناطق، لم يكن عام 2024 في إفريقيا عاماً حافلاً بالنسبة إلى التمويل. كان المبلغ الذي جمعته الشركات الناشئة نحو ملياري دولار فقط، أي بتراجع 47% مقارنة بعام 2023. لكن سُجِّلَت ولادة شركة ناشئة واحدة جديدة، وهي «مونيبوينت»، الفنتك النيجيرية التي توفر خدمات مالية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
أيضًا، كانت «إم إن تي هالان»، التطبيق المالي المصري، أحد الأبطال بعد جمعها 157.5 مليون دولار. كما أن الفنتك تظل التخصص الرئيسي للقارة، حيث توجد شركات ناشئة أخرى تحقق نجاحاً، مثل «ويف» السنغالية و«فلوترويف» النيجيرية.
لم يكن عام 2024 عاماً جيداً للشركات الناشئة الصينية. فقد تأثرت مثلها مثل الشركات الكبرى بتباطؤ الاقتصاد الذي يعصف بالبلاد، في ظل أزمة العقارات وانخفاض الاستهلاك. في هذا السياق، يظل الحذر سمة أساسية لدى المستثمرين، خصوصاً الأميركيين، الذين باتوا يترددون في ضخ أموالهم في الشركات الصينية نتيجة العقوبات المتزايدة التي تفرضها الولايات المتحدة، ما يخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي والقانوني.
مرت أكثر من سنة على انهيار «سيليكون فالي بنك» (مارس 2023)، وما زالت تداعيات الأزمة قائمة. سجلت الشركات الناشئة في النصف الأول من 2024 زيادة بنسبة 60% في حالات الإفلاس، بسبب ارتفاع معدلات الفائدة ونقص التمويل. وفي الوقت الذي شهد فيه الذكاء الاصطناعي طفرة في التمويل (مع تمويلات ضخمة لشركات مثل «أوبن إيه آي» و«أنثروبك»، إلا أن الأرقام العامة تبقى محبطة.
لكن لا يزال النظام البيئي في الولايات المتحدة، خصوصًا في وادي السيليكون، يتصدر العالم، مع توقعات أن يصل إجمالي التمويلات إلى 139 مليار دولار بزيادة 16% مقارنة بالعام السابق.
على الرغم من الحرب المستمرة لأكثر من عام، استمر القطاع التكنولوجي في إسرائيل في عام 2024. سجلت الشركات الناشئة في هذا القطاع، الذي يمثل نصف صادرات البلاد، جمع 9.7 مليار دولار، وهو زيادة بمقدار مليار دولار عن العام الماضي. رغم هذه النجاحات، لا يزال هناك تحديات، بما في ذلك انخفاض الاستثمارات الأجنبية بنسبة 16%.
كانت اليابان قوة تكنولوجية في الثمانينيات، ولكنها تأخرت عن قطار الشركات الناشئة. الآن، بدأ البلد في اتخاذ خطوات لتعويض هذا التأخر عبر إطلاق خطط دعم كبيرة للمشاريع الناشئة. ومع ذلك، لا يزال الاستثمار في الشركات المحلية قليلاً بسبب الحواجز الثقافية واللغوية، إذ يظل الاعتماد كبيراً على التمويلات الأجنبية.
بينما تعد الدول الإسكندنافية من رواد الابتكار في التقنيات الخضراء، واجهت فترة متباينة في عام 2024. ففي السويد، كان انهيار شركة «نورثفولت»، الرائدة في بطاريات السيارات الكهربائية، بمرتبة صدمة للسوق.