logo
اقتصاد

سوق الملابس المستعملة.. ازدهار متعاظم مدفوع بالتضخم والاستدامة

سوق الملابس المستعملة.. ازدهار متعاظم مدفوع بالتضخم والاستدامة
ملابس مستعملة معروضة للبيع على موقع (Vestiaire Collective)المصدر: موقع (Vestiaire Collective)
تاريخ النشر:1 مارس 2025, 12:45 م

بخلاف العوامل الاقتصادية المرتبطة بتداعيات معدلات التضخم التي تضرب العالم، لا سيما الاقتصادات الأكثر هشاشة، فإن أسباباً أخرى تدفع إلى نمو سوق الأزياء المستعملة عموماً، والذي بلغ حوالي 100 مليار دولار، من أهمها تنامي الوعي بعادات التسوق المستدامة.

وأصبحت الأزياء المستعملة، التي كانت مقتصرة على المتاجر الخيرية، موضة الآن، إذ تزدهر مواقع إعادة البيع في الوقت الذي تكافح فيه العديد من العلامات التجارية للأزياء الحديثة لبيع إنتاجها، وفي موقع (Vestiaire Collective) لإعادة البيع، يتم إدراج حوالي 30 ألف قطعة جديدة كل يوم.

ودخل موقع (eBay)، وهو سوق على الإنترنت، في شراكة مع برنامج الواقع البريطاني الشهير «Love Island» لتجهيز المتسابقين بملابس مستعملة. وفي أسبوع الموضة في لندن العام الماضي عرض موقع Vinted، وهو موقع ليتواني لإعادة البيع، ومؤسسة أوكسفام الخيرية أزياء مستعملة. 

أخبار ذات صلة

التغير المناخي.. كيف انعكس على مبيعات شركات الملابس؟

التغير المناخي.. كيف انعكس على مبيعات شركات الملابس؟

سوق مزدهرة

تعد التجارة العالمية للملابس المستعملة صناعة قديمة، وقد سهلتها وفرة الملابس المتبرع بها في الدول الغنية، وتمثل هذه التجارة ما يقرب من 0.5% من إجمالي قيمة الملابس المتداولة في جميع أنحاء العالم، بينما تمثل 10% من حيث الوزن.

وتبلغ قيمة السوق العالمية للملابس والإكسسوارات المستعملة الآن حوالي 100 مليار دولار، وفقاً لبحث أجراه بنك لومبارد أودييه، بزيادة من 30 إلى 40 مليار دولار في عام 2020. 

وتعتقد شركة ماكينزي للاستشارات أن سوق إعادة البيع في الولايات المتحدة نما أسرع 15 مرة من سوق بيع الملابس بالتجزئة على نطاق أوسع في عام 2023، وأن مبيعات الملابس المستعملة ستمثل 10% من سوق الملابس العالمية هذا العام. 

أسباب بيئية أم اقتصادية

تعد صناعة الأزياء مسؤولة عن حوالي 10% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، أي أكثر من الشحن والسفر الجوي مجتمعين. كما أنها تستهلك الكثير من المياه أيضاً، لذا يشترى بعض المتسوقين المنتجات المستعملة لأسباب بيئية.

ومع ذلك، يتجه المستهلكون المرهقون اقتصادياً بشكل متزايد إلى السلع المستعملة لتوفير المال. وقد حسبت شركة (Vestiaire) أن منتجات المصممين المستعملة التي تُشْتَرَى على موقعها أرخص بنسبة 33% في المتوسط من الأزياء المستعملة من شركات مثل (H&M)، وترتفع هذه النسبة إلى 64% للمعاطف و72% للفساتين، مقيسة بتكلفة كل قطعة (محسوبة على أنها سعر القطعة مطروح منها قيمة إعادة بيعها، مقسومة على عدد مرات ارتدائها).

ويشير ماكسيميليان بيتنر، الرئيس التنفيذي لشركة (Vestiaire)، إلى أن «المحرك المهيمن إلى حد كبير هو السعر المنخفض»، وفق مجلة «ذي إيكونومست».

ويقدر المحللون في بنك «ويلز فارغو» (Wells Fargo) أن هناك ما قيمته 200 مليار دولار من السلع الفاخرة الموجودة في خزائن ملابس الناس والتي يمكن إعادة بيعها، ولا يصل منها إلى السوق سوى 3% فقط كل عام، لذا يعتبرون أن هناك الكثير من النمو الذي يمكن تحقيقه إذا دخلت تلك السلع للأسواق.

أخبار ذات صلة

هجمات البحر الأحمر.. شركات الملابس الرياضية تعاني

هجمات البحر الأحمر.. شركات الملابس الرياضية تعاني

تسهيل البيع

ولإغراء المزيد من الأشخاص للتخلي عن ملابسهم «المحبوبة مسبقاً»، تتطلع منصات إعادة البيع إلى جعل العملية أرخص وأسهل. فقد ألغت شركة Vinted رسوم الإدراج للبائعين في عام 2016 (وهي تفرض رسوماً بنسبة 5% تقريباً على المشترين بدلاً من ذلك). 

وفي العام الماضي حذت شركة (Depop)، وهي شركة تجارة اجتماعية مقرها لندن، وشركة eBay في بريطانيا حذوها.

وتستخدم منصات إعادة البيع التكنولوجيا لتحسين تجربة المشترين أيضاً، إذ يرغب المتسوقون في التأكد من أن السلع ذات العلامات التجارية أصلية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمنتجات المصممين الأغلى ثمناً. 

لذا تستخدم شركات مثل (Osmo)، وهي إحدى الشركات الناشئة، أجهزة استشعار للتحقق من الأحذية من خلال رائحتها. وتساعد شركة (Ordre)، وهي شركة ناشئة أخرى، العلامات التجارية على إنشاء «بصمة رقمية» لمنتجاتها من خلال تصوير أجزاء من المنتج في أثناء عملية الإنتاج.

وعلى عكس العديد من شركات إعادة بيع الأزياء المستعملة، تعد شركة (Vestiaire)، التي تأسست في عام 2009، ولا تزال مملوكة للقطاع الخاص، بأنها ستحقق أرباحاً في الأرباع القادمة. 

أما شركة (Vinted)، فهي استثناء نادر، إذ حققت أرباحاً في عام 2023. وقد استثمرت الشركة في أذرعها اللوجستية والمدفوعات الخاصة بها، ولديها خوادمها الخاصة بها وبرامجها الأمنية. يقول توماس بلانتينجا، رئيس الشركة، إن القيام بهذه الأشياء يحافظ على انخفاض التكاليف، على الرغم من اعترافه بأن الاستراتيجية تجعل العمل «أكثر تعقيداً».

وبحسب «ذي إيكونومست» ربما يكون التهديد الأكبر للأرباح هو المنافسة، فالمتاجر الخيرية والأسواق الإلكترونية ليست المكان الوحيد لشراء الملابس المستعملة، إذ بدأت العلامات التجارية بما في ذلك «لولوليمون» و«ذا نورث فيس» في إعادة البيع بنفسها. 

وهناك عدد متزايد من المتسوقين الذين يشترون الملابس المستعملة من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل TikTok. ومع نمو هذه الصناعة، قد يهتم آخرون بهذا المجال.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC