logo
اقتصاد

كيف يؤثر تراجع الفائدة الأميركية في الأسهم والـ«كريبو»؟

كيف يؤثر تراجع الفائدة الأميركية في الأسهم والـ«كريبو»؟
متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة، 30 مارس 2023المصدر: رويترز
تاريخ النشر:19 سبتمبر 2024, 03:36 م

قرر الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة في اجتماعه الذي عقد يومي 17 و18 سبتمبر الجاري بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى 5.0%. جاء هذا القرار على خلفية تباطؤ واضح في التضخم، ما دفع البنك المركزي إلى اتخاذ خطوة لتخفيف سياسته النقدية.

ويُتوقع أن يكون هذا الخفض هو الأول في سلسلة من التخفيضات التي من شأنها دعم الاقتصاد الأميركي، وشهدت الأسهم والعملات المشفرة تقلبات كبيرة خلال المدة الماضية نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، ولكن مع خطوة «الفيدرالي» لخفض سعر الاقتراض، ما الذي يمكن للأسواق أن تتوقعه في الأشهر الستة المقبلة؟

تأثير خفض الفائدة على الأسهم

التوقعات بخفض أسعار الفائدة دعمت القطاعات الحساسة لسعر الفائدة، مثل البنوك وصناديق الاستثمار العقاري (REITs)، بالإضافة إلى ذلك، أظهر مؤشر «راسل 2000» الخاص بالأسهم الصغيرة أداءً إيجابياً في الأسابيع الأخيرة، إذ بدأت الأسواق في تسعير احتمال حدوث تخفيضات إضافية في الفائدة قريباً.

على الجانب الآخر، لم تستفد شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل «أبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون»، بشكل كبير من هذه التخفيضات حتى الآن، إذ تراجعت عن أعلى مستوياتها خلال الـ52 أسبوعاً الماضية، ورغم ذلك بدأت هذه الشركات بالتعافي تدريجياً في المدة الأخيرة.

المحللون في الأسواق منقسمون حول مدى سرعة «الفيدرالي» في خفض أسعار الفائدة بما يكفي لتجنب تباطؤ كبير في الاقتصاد، هذا التردد يضيف إلى تقلبات الأسواق، إذ يبقى المستثمرون في حالة ترقب لقرارات السياسة النقدية المستقبلية.

الإستراتيجية الاستثمارية

في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، التضخم، وحالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق، يواجه المستثمرون بيئة مليئة بالتقلبات، رغم ذلك يُعد الالتزام بخطط استثمارية طويلة الأمد هو النهج الأفضل بالنسبة لمعظم المستثمرين.

بالنسبة لكثيرين، تعني الإستراتيجية طويلة الأجل الاستمرار في الاستثمار بانتظام في محفظة متنوعة من الأسهم أو السندات، مع تجاهل التقلبات قصيرة الأمد، يمكن أن تشمل هذه الإستراتيجية الاستثمار في صناديق المؤشرات المتنوعة بشكل جيد، في كلتا الحالتين، يجب أن يظل المستثمرون ملتزمين بخططهم وعدم السماح للعواطف بالتأثير في قراراتهم الاستثمارية.

على حين قد يشعر المتداولون على المدى القصير بالقلق إزاء تحركات أسعار الفائدة، ويبحثون عن الوقت المناسب للبيع أو الشراء، من المهم الاحتفاظ بنظرة طويلة الأجل، بدلاً من محاولة توقيت السوق، يمكن للمستثمرين الذين يعتمدون على إستراتيجية «الشراء والاحتفاظ» الاستفادة من تقلبات السوق لشراء أصول عالية الجودة بأسعار منخفضة، وأشار غريغ ماكبرايد، المحلل المالي الرئيس في «بانكريت»: «بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، فإن التراجعات تمثل فرص شراء جاذبة».

التأثير في الاقتصاد

تُعدُّ أسعار الفائدة أداة رئيسة بيد «الاحتياطي الفيدرالي» للتأثير في النشاط الاقتصادي، من خلال خفضها، يمكن تحفيز الاقتصاد بجعل الاقتراض أقل تكلفة، وعلى العكس، يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي من خلال جعل الائتمان أكثر تكلفة، وهي إستراتيجية غالباً ما تُستخدم لمحاربة التضخم.

رغم أن «الفيدرالي» رفع أسعار الفائدة 11 مرة خلال دورة التشديد الأخيرة، فإن الأسواق بدأت تدرك بوضوح في نوفمبر 2021 أن البنك المركزي جاد في إعادة ضبط السياسة النقدية، في ذلك الوقت، بلغت العملات المشفرة وكثير من الأسهم ذات المخاطر العالية ذروتها.

وتأثرت الأسهم والعملات الرقمية بشكل كبير برفع أسعار الفائدة، إذ شهدت انخفاضاً ملحوظاً مع ارتفاع تكلفة الاقتراض، هذا أدى إلى تباطؤ النمو في القطاعات الأكثر عرضة للمخاطر.

ومع بدء عام 2024، قد تعود هذه القطاعات للاستفادة مرة أخرى من التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة، وبدأت الأسواق في التكيف مع البيئة الاقتصادية الجديدة التي تشير إلى احتمالات تيسير نقدي أكبر في المستقبل.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC