logo
اقتصاد

لوموند: النفط سبب رئيسي للانقلاب في النيجر

لوموند: النفط سبب رئيسي للانقلاب في النيجر
تاريخ النشر:19 سبتمبر 2023, 09:08 ص
تعتبر المنافسة حول تقاسم العوائد المستقبلية من الذهب الأسود في النيجر سببا رئيسيا لانقلاب 26 يوليو، وفقاً لصحيفة لوموند الفرنسية.

وكان ينبغي لحكومة هذا البلد، قبل الانقلاب، أن توافق على مرسوم استراتيجي، يسمح بإنشاء شركة جديدة، "بترونيجر"، وكان من المفترض أن يكون هدفها إدارة موارد النفط في البلاد.

 فهل ساهم هذا المشروع بتعجيل سقوط النظام؟ وهل نظر الانقلابيون إلى هذه الخطوة على أنها البادرة النهائية لاستعادة السيطرة على قطاع مربّح كان من الممكن أن يلحق الضرر بهم؟ .

ليس هناك شك بالنسبة لمحيط الرئيس المعزول، محمد بازوم حول هذا السيناريو، "النفط ليس السبب الوحيد للانقلاب، لكنه أحدى الرافعات الأساسية"، كما قال مستشار مقرب من الرئيس، والذي أشار بوضوح  شديد إلى مسؤوليات معسكر الرئيس السابق محمد إيسوفو (2011-2021).

وبعد انتخاب محمد بازوم ، كان نجله ساني محمدو إيسوفو، المعروف باسم أبا، هو الذي تمت ترقيته إلى منصب وزير النفط والمناجم والطاقة المتجددة، قبل أن يتم سحب محفظة الطاقة المتجددة منه في مطلع عام 2022.

 ويقول أحد أعضاء المجتمع المدني الذي حقق في هذه القضايا: "الجميع يعرف أن شركة سونيديب كانت دوماً الصندوق الأسود لجميع الأحزاب السياسية، وليس فقط للحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكية، الذي أسسه محمدو إيسوفو في عام 1990". 

ويتضح ذلك من خلال عمليات الاحتيال وعمليات الاختلاس على نطاق واسع والتي نددت بها الهيئة العليا لمكافحة الفساد في عدة مناسبات.

وتصل ديون الشركة اليوم إلى أكثر من 200 مليون دولار. ويزداد هذا الافتقار إلى الحكم خطورة لأن النيجر كانت تستعد وقت الإنقلاب، لتغيير أبعادها الاقتصادية، وذلك عبر تصدير ذهبها الأسود. 

وحتى الآن، ظل إنتاج البلاد من النفط متواضعاً، حيث بلغ حوالي 20 ألف برميل يومياً، نصفه كان يكفي منذ عام 2011 للاستهلاك المحلي ويتم تصدير الباقي إلى البلدان المجاورة بما في ذلك نيجيريا.

ومع ذلك، فإن الاكتشافات الجديدة في عام 2013 تحمل وعداً بمستقبل مختلف بفضل وجود الصين من خلال شركتها الحكومية "تشاينا ناشونال بتروليوم كوربريشن" وهي موجودة منذ 2008 في منطقة أغاديم  حيث تولت أعمال التنقيب التي كانت تقوم بها سابقا شركات أميركية وفرنسية.

وانطلقت الشركة الصينية سنة 2019، في بناء أطول خط أنابيب للنفط في أفريقيا والذي سيربط آبار هذه المنطقة في وسط أفريقيا، بميناء "سيمي بودجي" في بنين على السواحل الغربية للقارة.

ونتيجة لذلك، تخطط شركة النفط الوطنية الصينية لإنتاج يومي قدره 110 ألآف برميل من تشغيل خط الأنابيب الذي كان من المقرر أن يتم في نهاية أكتوبر قبل الانقلاب بهدف تصدير معظمه اعتبارا من يناير 2024.

ورغم أن خط الأنابيب هذا متواضع بالنسبة للصين، التي تعد الآن ثاني أكبر مستثمر في البلاد، إلا أنه يسمح لها بتعزيز وجودها في منطقة الساحل من خلال الاستيلاء على حصة من السوق الإقليمية، خاصة وأن شركة النفط الوطنية الصينية قامت بتمويل الإنتاج منذ البداية، ولكن أيضاً قامت بتمويل التكرير من خلال مصنع سوراز، وهو المصنع الذي بنته والذي تمتلك فيه 60% في زيندر في جنوب البلاد.

ومن ناحية أخرى، بالنسبة للنيجر، التي يتراجع دخله من اليورانيوم، فإن هذا يمثل تغييراً مهما، فالذهب الأسود، وفقاً للخطة الطموحة التي وضعتها الحكومة السابقة، كان من المقرر أن يمثل، بحلول عام 2035، ربع الناتج المحلي الإجمالي الذي يبلغ  حوالي 14 مليار دولار في عام 2022 ، وفقا للبنك الدولي، و50% من عائدات الضرائب، مقارنة بـ 4% و19%على التوالي في عام 2022. وبحسب هذه المصادر الرسمية، فإن احتياطيات النيجر ستبلغ حوالي ملياري برميل مع إنتاج محتمل قد يصل إلى 200 ألف برميل يوميا في عام 2026.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC