logo
اقتصاد

إغلاق «وكالة التنمية الدولية».. هل يعيد تشكيل نموذج المساعدات الدولية؟

إغلاق «وكالة التنمية الدولية».. هل يعيد تشكيل نموذج المساعدات الدولية؟
طفل فلبيني يراقب بحزن أكوام القمامة التي جرفتها الأمطار الغزيرة إلى البحر بعد مرور الإعصار ياغي على بلدة توندو الفقيرة في الفلبين يوم 8 سبتمبر 2024المصدر: أ ف ب
تاريخ النشر:27 مارس 2025, 11:16 ص

شكّل إغلاق «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» (USAID) من قبل إدارة ترامب صدمة عالمية، لأنها كانت تمثل ما يقرب من ثلث المساعدات الدولية عام 2024، ما دفع الصحافة العالمية لتتساءل عما إذا كان نظام المساعدات الدولية سيتمكن من التعافي.

حرمان مرضى السل من العلاج في كينيا، وارتفاع أسعار مياه الشرب بمخيمات اللاجئين في سوريا، وإغلاق آخر المدارس المتبقية للفتيات في أفغانستان، وتعثر عملية السلام في كولومبيا، وتعليق عمليات إزالة الألغام في كمبوديا، وتجدد انتشار وباء «إمبوكس» في جمهورية الكونغو الديمقراطية… هذه بعض التداعيات المباشرة لإعلان إدارة ترامب وقف تمويل «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، وتعليق معظم أنشطتها.

البرامج المتضررة تكاد لا تُحصى، وتشمل الصحة، والتعليم، والإعلام، وسواها من القطاعات الحيوية.

في جنوب إفريقيا، حذّرت «مؤسسة ديزموند توتو» من أن فقدان تمويل (USAID) قد يؤدي إلى وفاة 500 ألف شخص إضافي؛ بسبب فيروس نقص المناعة المكتسبة خلال العقد المقبل، وفقاً لموقع «نيوز 24» الجنوب إفريقي.

إعادة تشكيل النموذج 

رأت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن هذا التحول قد يكون فرصة لإعادة التفكير في نموذج المساعدات الذي أثبت محدوديته.

لكنها حذرت بالمقابل من عدم قدرة الدول المتضررة على التكيف بسرعة مع هذا التحول المفاجئ، لا سيما أن المساعدات قليلة أصلاً تُقدَّم «بالقطارة» وبكميات ضئيلة لا تكفي لدفع عجلة التنمية بالفعل.

وفي مقال موسّع، استعرض ديفيد بيلينغ آراء خبراء وباحثين اقتصاديين حول تداعيات هذا الانسحاب الأميركي، والذي بدأ فعلياً منذ الستينيات. 

ورأت نائبة رئيس صندوق الاستثمار النرويجي «نرفند» إيلفا ليندبيرغ، أن هذه الفوضى قد تدفع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في أسلوب تنظيم وتمويل المساعدات الدولية.

واعتبر الصحفي الزيمبابوي تافي مهاكا أن هذه الأزمة قد تكون «ناقوس إنذار» للقارة الإفريقية، مؤكداً أن الاعتماد على المساعدات الدولية يعكس مشكلات أعمق، مثل الفساد وسوء الإدارة.

بدوره، أشار الكاتب الهاييتي باتريك بريزو ستيفنسون، إلى أن وقف المساعدات الأميركية قد يجبر بلاده على مواجهة واقعها وإعادة التفكير في نموذجها التنموي، مشيراً إلى التأثيرات السلبية لبعض برامج المساعدات، مثل تدمير الزراعة المحلية وتقويض السيادة الوطنية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC