logo
اقتصاد

الفوضى السياسة في أوروبا توجه الأنظار إلى الفرنك السويسري.. هل يبقى ملاذاً آمناً؟

الفوضى  السياسة في أوروبا توجه الأنظار إلى الفرنك السويسري.. هل يبقى ملاذاً آمناً؟
إمرأة تسحب أوراقاً نقدية سويسرية من صراف آلي.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:1 يوليو 2024, 08:39 م

شهد الفرنك السويسري انتعاشاً ملحوظاً باعتباره ملاذاً آمناً، منذ إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية.

لكن قرار البنك الوطني السويسري، الذي خفض سعر الفائدة من 1.5% إلى 1.25% يوم الخميس الماضي، ضغط على الفرنك بعد ذلك، كما أن البنك المركزي قد يتدخل بالسوق، إذا قفز الفرنك أكثر ما يجب في ظل سيناريو الفوضى السياسية بحسب "لوفيغارو".
وكان أداء الاقتصاد السويسري جيداً نسبياً حتى الآن، رغم ما حدث في العالم من تضخّم وبطالة، ومخاطر، وما إلى ذلك.
وفي عام 2023، بلغت الصادرات السويسرية إلى 3 دول في منطقة اليورو، وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، 93 مليار يورو، منها 19 ملياراً إلى فرنسا.

ولكونها بعيدة عن الشوائب السياسية التي تشهدها جارتها الفرنسية، تتمتع سويسرا، التي تحظى بقدر كبير من الاستقرار في مؤسساتها، بتصنيف أعلى وآفاق نمو أفضل هذا العام، بنسبة 1.3% وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي.

ولا يزال الاتحاد السويسري يستفيد من أحد أدنى معدلات التضخم بين الدول الكبرى، مسجلاً 1.4% في مايو مقارنة مع 2.6% في منطقة اليورو، و3.3% في الولايات المتحدة.

ويتوقع البنك المركزي السويسري ارتفاعاً معتدلًا في الأسعار على المدى المتوسط، بحوالي 1%. 
 ومن خلال خفض سعر الفائدة للمرة الأولى بمقدار 25 نقطة أساس إلى 1.5% في مارس، كان البنك المركزي السويسري متفوّقاً  على البنوك المركزية الكبرى الأخرى مثل البنك المركزي الأوروبي، الذي خفض أسعار الفائدة فقط في يونيو، أو الاحتياطي الفيدرالي الذي لم يّتخذ قراره بعد.

وخسر سعر الصرف الحقيقي للعملة السويسرية بعد التضخم، ما يقرب من 5% هذا العام بسبب هذا التخفيض المبكر لسعر الفائدة. 

ويشكل تراجع العملة السويسرية خبراً طيباً بالنسبة للمصدرين، الذين عانوا لفترة طويلة من جراء قوة الفرنك المفرطة التي قوّضت قدرتهم التنافسية.

وأشار رئيس البنك المركزي السويسري توماس جوردان، إلى أن "الارتفاع الأخير في قيمة الفرنك يمكن تفسيره قبل كل شيء بالرجوع إلى الشكوك السياسية في أوروبا".

وأضاف: "نحن أيضاً على استعداد للنشاط إذا لزم الأمر في سوق الصرف الأجنبي"، في إشارة إلى المبيعات التقليدية للفرنك مقابل اليورو عندما ترتفع العملة السويسرية كثيراً وبسرعة كبيرة.

ولدى البنك المركزي السويسري تاريخ طويل من التدخلات لخفض عملته. وحتى عام 2023، باع 133 مليار فرنك سويسري، مقارنة بـ 22 ملياراً في العام السابق.

ومع ذلك، سيحرص البنك المركزي السويسري على الحد من الارتفاع القوي للغاية في عملته، والتي تميل إلى الارتفاع في الأزمات، سواء كانت مالية كما حدث في عام 2008 (+8.5%)، أو سياسية من خلال العاصفة التي شهدتها منطقة اليورو بين عامي 2010 وصيف 2011، ارتفعت قيمة الفرنك 24% ووصلت إلى أعلى مستوى لها خلال الـ30 عاماً الماضية في أغسطس2011.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC