العصى والجزرة.. الصين وروسيا تُحذران العالم من خطر كبير

اتفقت كل من الصين وروسيا على أن العالم قد ينجرف إلى هوة أزمة عالمية خطيرة في ظل تدهور العلاقات الاقتصادية والسياسية بين أقطاب صنع القرار الكبار، وفي غضون ذلك ظهرت أوراق الضغط من كلا البلدين سواء عبر التلويح بتوقف اتفاق تصدير الحبوب من الجانب الروسي، أو توجه بكين لفرض قيود على صادرات المعادن التي تدخل في صناعة الرقائق.

وخلال قمة افتراضية لمنظمة شنغهاي للتعاون عقدت اليوم الثلاثاء، أطلقت كل من بكين وموسكو مجموعة من الرسائل والتي جاءت خلال كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ.

تحذيرات بوتين

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تصاعد مخاطر نشوب أزمة اقتصادية عالمية.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن هناك احتمالية متزايدة لاندلاع الصراعات على الصعيد العالمي.

اقرأ أيضًا- رئيس وزراء بريطانيا: لن نعود للسياسة القديمة لأسعار الفائدة

العقوبات الغربية

وأشار الرئيس بوتين إلى أن روسيا ستقف ضد العقوبات والأعمال الاستفزازية.

وفي غضون ذلك قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الثلاثاء إنها لا ترى سببًا لتجديد اتفاق تصدير الحبوب.

نظام متعدد الأقطاب

ولفت بوتين إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون ملتزمة ببناء نظام عالمي عادل ومتساو ومتعدد الأقطاب.

وأوضح بوتين أن روسيا تلتزم بشدة بمبدأ إنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب يقوم على الحقوق الدولية والمبادئ المعترف بها على نطاق واسع للتعاون القائم على الاحترام المتبادل بين الدول ذات السيادة.

وقال بوتين: "من المهم أن يتفق جميع المشاركين في هذه المنظمة فيما يتعلق بالوضع في السياسة العالمية، والأمن، والمجالات الاجتماعية والاقتصادية".

العملات الوطنية

وفي سياق حرب روسيا على هيمنة الدولار، أكد الرئيس بوتين أن بلاده تدعم التحول لتسوية المعاملات بالعملات الوطنية، حيث تخطط روسيا لتعزيز الروابط مع منظمة شنغهاي للتعاون.

وأشار بوتين أن عام 2022 كان أصعب عام شهدته البلاد من الناحية الاقتصادية، لكن هذا لا يثير أية مخاوف، نظرا لأن خارطة الطريق إلى الأمام الذي تبنتها روسيا قبل عام بدأت تؤتي ثمارها.

ولفت بوتين إلى أن روسيا واجهت العديد من الصعوبات التي أثرت على الخدمات اللوجستية وكل جانب من جوانب الحياة الاقتصادية داخل روسيا بسبب العقوبات.

اقرأ أيضًا- نبأ صادم للكريبتو.. اختراق جديد يضرب 57 عملة

العصى والجزرة

وبينما أعلنت أمس الاثنين، أنها تعتزم السيطرة على صادرات بعض المعادن المستخدمة على نطاق واسع في صناعة أشباه الموصلات، أكد الرئيس الصيني اليوم أن بلاده ضد قطع سلاسل التوريد.

وخلال القمة الافتراضية لمنظمة شانغهاي للتعاون قال الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الثلاثاء: "يتعين على الحكومة التركيز على التعاون العملي وتسريع الانتعاش الاقتصادي".

احترام المصالح

وأكد الرئيس الصيني أن بلاده بحاجة إلى تعزيز التواصل والتنسيق الاستراتيجيين واحترام المصالح والاهتمامات الأساسية لدول المنظمة.

وأشار شي جين بينغ إلى أن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لتنفيذ مبادرات الأمن العالمي.

اقرأ أيضًا- التقلب سيد الموقف.. النفط يرتفع بحذر لأعلى سعر خلال أسبوعين

حرب الرقائق

ومنذ ساعات أعلنت وزارة تجارة الصين أنها تعتزم السيطرة على صادرات بعض المعادن المستخدمة على نطاق واسع في صناعة أشباه الموصلات.

يأتي ذلك في أعقاب أحدث موجة حرب متصاعدة بشأن الوصول إلى الرقائق الدقيقة عالية التقنية بين بكين والولايات المتحدة.

وأشارت وزارة التجارة الصينية إلى أن تلك الضوابط تهدف إلى حماية الأمن والمصالح الوطنية.

ووفقًا للقرار الجديد ينبغي على المصدرين الحصول على إذن لشحن بعض منتجات الغاليوم والجرمانيوم.

رد فعل

وتأتي خطوة الصين في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة قيودا جديدة على شحن الرقائق الدقيقة عالية التقنية إلى الصين.

ووفقًا للقرار الصيني ستطبق الضوابط الجديدة وتدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 1 أغسطس المقبل، على ثمانية منتجات ذات صلة بالغاليوم، ومنهم أنتيمونيد الغاليوم، زرنيخيد الغاليوم، معدن الغاليوم، نيتريد الغاليوم، أكسيد الغاليوم، فوسفيد الغاليوم، سيلينيد الغاليوم، زرنيخيد الغاليوم الإنديوم.

وستطبق أيضا الضوابط على ستة منتجات أخرى من الجرمانيوم، وكان منهم: ثاني أكسيد الجرمانيوم، ركيزة النمو فوق الجرمانيوم، فضلا عن سبائك الجرمانيوم، ومعدن الجرمانيوم، ورابع كلوريد الجرمانيوم، بالإضافة لفوسفيد الجرمانيوم والزنك.

ويستخدم الجرمانيوم في تقنية الأشعة تحت الحمراء وكابلات الألياف الضوئية بالإضافة للخلايا الشمسية.

اقرأ أيضًا- العراق.. إقالة رئيس ديوان الرقابة المالية