الاستثمارات ستصل إلى 2.4 مليار دولار بحلول 2040
فرص واعدة في إفريقيا وآسيا
يزداد اهتمام المستثمرين في الشرق الأوسط، بمشاريع تطوير المطارات حول العالم، لما توفره من عوائد آمنة، وإيرادات طويلة الأجل، وثقل استراتيجي.
ويبرز في هذا السياق، صندوق أبوظبي للاستثمار، أكبر صناديق الثروة السيادية في دولة الإمارات، الذي أعلن مؤخراً عن تقديم عرض بقيمة 4 مليارات دولار، ضمن كونسورتيوم، للاستحواذ على مجموعة مطارات ماليزيا، وفقاً لما أورده تقرير موقع (AGBI).
ووفق الموقع، تُعد استثمارات صندوق أبوظبي في قطاع الطيران خطوة مدروسة. ففي شهر أكتوبر 2024، تعهد الصندوق باستثمار 750 مليون دولار في مجموعة (GMR) الهندية، مستهدفاً سوقاً يُتوقع أن تتضاعف فيها حركة الركاب المحلية إلى 300 مليون بحلول عام 2030.
من جانبه، يقول لينوس باور، المدير التنفيذي لشركة استشارات الطيران (BAA& Partners): «المطارات هي بوابات للمناطق»، مضيفاً: «المستثمرون الخليجيون يرون هذه الاستثمارات فرصا لتعزيز الروابط الاقتصادية مع مناطق مثل أوروبا وإفريقيا وجنوب شرق آسيا».
وتوقع مجلس المطارات الدولي في وقت سابق، أن تصل قيمة صناعة المطارات العالمية إلى 194 مليار دولار بحلول عام 2024، لكن الإحصاءات النهائية للعام الماضي لم تصدر بعد.
كما يمكن أن تتجاوز الاستثمارات في هذا القطاع 2.4 مليار دولار بحلول عام 2040.
وتتميز المطارات بقدرتها على تقديم استقرار مالي وتنوع في مصادر الإيرادات؛ ما يجعلها جذابة بشكل خاص لصناديق الثروة السيادية، على حد قول الموقع.
في السياق ذاته، يمثل مطار «هيثرو» في لندن، المملوك جزئياً لصندوق الاستثمارات العامة السعودي وجهاز قطر للاستثمار، نموذجاً لهذا الاتجاه.
ورغم تراجع الإيرادات بنسبة طفيفة في عام 2024، سجل المطار أرباحاً معدلة قبل الضرائب بلغت 431 مليون دولار، معوضاً خسارة قدرها 23.5 مليون دولار في العام السابق.
وللحفاظ على تنافسيته، خصص المطار 2.9 مليار دولار لتحسيناته حتى عام 2026.
ويشير جون غرانت، الشريك في شركة (Midas Aviation)، إلى الجوانب الاستراتيجية والمالية لهذه الاستثمارات، قائلاً: «تجذب المطارات الصناديق الخليجية من خلال مشاريع تعاونية مع الحكومات ومبادرات البنية التحتية».
وتبرز طموحات مستثمري الشرق الأوسط، للهيمنة على الطيران العالمي، في اهتماهم بالأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة وإفريقيا وآسيا.
واستثمرت شركة «إنفستكورب كابيتال» البحرينية في مشروع إعادة تطوير بقيمة 4.2 مليار دولار للمبنى رقم 6 في مطار «جون إف كينيدي» بنيويورك؛ ما يعزز وجود الخليج في مشاريع البنية التحتية الكبرى.
وتوجد فرص استثمارية واعدة في الأسواق الناشئة، لا سيما جنوب شرق آسيا، بما في ذلك إندونيسيا والفلبين، التي تعد مناسبة للاستثمار.
وبالمثل، يمكن أن تجذب المطارات الرئيسة في إفريقيا، مثل مطار «جومو كينياتا» الدولي في نيروبي، ومطار «مورتالا محمد» الدولي في لاغوس، رؤوس الأموال الخليجية، نظراً لنمو القارة السريع.
كما أن مطارات أوروبية وأميركية لاتينية أصبحت على رادار المستثمرين الخليجيين، وفق الموقع ذاته.
وفي المملكة المتحدة، يمكن أن تكون مدن مثل برمنغهام وغلاسكو وجهات استثمارية، في حين أن المطارات الناشئة في الاتحاد الأوروبي، مثل «بودابست» و«زغرب»، تتماشى مع مصالح الخليج.
وفي أميركا اللاتينية، تُعد مطارات مثل «ساو باولو وليما» جذابة بسبب ازدهار السياحة وقلة التمويل الحكومي المحلي.
وتواصلت الاستثمارات الخليجية في قطاع المطارات خلال عام 2024 بشكل ملحوظ، حيث أبرم المستثمرون عدة اتفاقيات تهدف إلى تعزيز وجودهم في هذا القطاع الحيوي.
إذ قدم صندوق أبوظبي للتنمية 40 مليون دولار لدعم مشروع تطوير مطار «في لانا» الدولي في المالديف، في خطوة تعكس اهتمام الصناديق الخليجية بالمشاريع ذات العوائد المستدامة في المناطق السياحية النامية.
وفي المملكة المتحدة، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي عن اهتمامه بالاستحواذ على حصص في مطار «نيوكاسل».
بينما قامت السعودية بتوفير تمويل بقيمة 55 مليون دولار لتوسيع مطار «نورث إيليوثرا» الدولي في جزر الباهاما؛ ما سيسهم في زيادة قدرة المطار على استقبال المسافرين.
وفي مصر، خصصت شركة (ADQ) الإماراتية أراض لتطوير مطار رأس الحكمة الدولي، ما يعكس التوجه الخليجي نحو الاستثمار في البنية التحتية الحيوية في مناطق جديدة.
كما أعلنت غرفة تجارة وصناعة الشارقة عن مشروع لبناء مطار دولي جديد في أوغندا، ما يشير إلى تزايد الاهتمام الخليجي بتطوير قطاع النقل الجوي في الأسواق الإفريقية الناشئة.
وأخيراً، أعلنت كل من الخطوط الجوية القطرية والخطوط الرواندية عن خطط لافتتاح مطار دولي جديد في العاصمة الرواندية كيغالي بحلول عام 2028، وهو مشروع يعكس التوسع الخليجي في إفريقيا.
وتؤكد هذه الاستثمارات، توجه المستثمرين الخليجيين نحو تعزيز حضورهم في مشاريع الطيران الكبرى عبر مناطق استراتيجية تضمن لهم عوائد مالية مستدامة، في وقت يشهد فيه قطاع الطيران العالمي نمواً متسارعاً.
ومع توقع مساهمة النقل الجوي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2036، يضع الشرق الأوسط نفسه كلاعب مهم في هذا القطاع.