logo
اقتصاد

هل تخسر أوروبا سباق صناعة البطاريات الكهربائية؟

هل تخسر أوروبا سباق صناعة البطاريات الكهربائية؟
موظف يعمل في خط إنتاج شركة أوكتيليون المصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية في مدينة خفي بمقاطعة آنهوي بالصينالمصدر: رويترز
تاريخ النشر:9 يوليو 2024, 12:35 م

تعاني صناعة البطاريات الناشئة في أوروبا من التباطؤ العالمي في مبيعات السيارات الكهربائية، مما أجبر الشركات على إلغاء أو تأجيل المشاريع التي كانت ستشغل أكثر من مليوني سيارة كهربائية لمدة عام.

إذ أفادت "إس سي إنسايتس"، وهي شركة الاستشارات المتخصصة في بطاريات الليثيوم، بأن تباطؤ إقبال المستهلكين والمنافسة من جانب مصنعي الخلايا الصينيين تسببا في تراجع خطط الاستثمار لنحو 158غيغاوات ساعة من الإنتاج المتوقع في المنطقة منذ بداية العام.

وفي السياق، قال آندي ليلاند، المدير الإداري لشركة إس سي إنسايتس، إن "شركات تصنيع السيارات في أوروبا لا تتقدم بطلبات لشراء البطاريات"، وفقا لما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وأضاف أن الافتقار إلى التخطيط الطويل الأجل من جانب الحكومات الأوروبية وشركات صناعة السيارات يعني أن "الصينيين سيستحوذون على حصة كبيرة من صناعة البطاريات".

السيارات الكهربائية تتراجع

وتراجعت شركات السيارات الأوروبية عن خططها للتحول إلى السيارات الكهربائية، حيث لم ترتفع مبيعات المركبات التي تعمل بالبطاريات إلا بنسبة 2.4% في المنطقة في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024 إلى حوالي 800 ألف وحدة مقارنة بالعام الماضي. 

وفي إشارة إلى تدهور الطلب، أوضحت بيانات من مجموعة CRU، وهي شركة استخبارات أعمال السلع الأساسية، أن المبيعات انخفضت بـ11% على أساس سنوي في مايو الماضي وحده.

نكسات متتالية

لذلك تعرضت الشركات الناشئة في مجال البطاريات في أوروبا لسلسلة من النكسات الكبرى في الأشهر الأخيرة. 

إذ أطلقت شركة نورثفولت، الشركة السويدية الرائدة في المنطقة في مجال إنتاج البطاريات المحلية، مراجعة إستراتيجية الأسبوع الماضي، والتي بموجبها قد يتم تأخير إنشاء مصانع جديدة في ألمانيا وكندا والسويد. 

وجاء هذا القرار بعد خسارة المجموعة السويدية لعقد رئيس بقيمة 2 مليار دولار مع شركة بي إم دبليو بعد فشلها في زيادة الإنتاج بالسرعة الكافية.

وأرجأت شركة باور كو، الذراع المتخصصة في إنتاج البطاريات لشركة فولكس فاغن، قرار بناء مصنع رابع للبطاريات في أوروبا، إلى أجل غير مسمى في العام الماضي، بعد أن كانت حددت في عام 2021 هدفًا لبناء ستة مصانع بحلول عام 2030.

حتى إن بعض الشركات الصينية انسحبت من أوروبا. ففي مايو الماضي، تخلت شركة سفولت الصينية عن خططها لبناء مصنع للبطاريات في ألمانيا، مستشهدة بحالة عدم اليقين بشأن التخطيط والتعريفات الجمركية والدعم.

وبحسب CRU، فإن ما يقرب من نصف محطات البطاريات المعلن عنها، والتي يبلغ إجمالي قدرتها 1280 جيجاوات ساعة في أوروبا معرضة لخطر كبير من عدم الاستفادة منها أو عدم بنائها على الإطلاق بحلول عام 2030. 

وتوقع أحد كبار المصرفيين العاملين في مشاريع البطاريات الأوروبية، لم تكشف فايننشال تايمز عن هويته، حدوث المزيد من التباطؤ وتأجيل خطط الإنتاج، لكنه اعتقد أن المزيد من الإلغاءات غير مرجحة.

ومن جانب آخر، تساءل تيم بوش، وهو محلل متخصص في البطاريات لدى "يو بي إس" في سول، عن ما إذا كانت شركات تصنيع البطاريات الأوروبية قادرة على الصمود في وجه المنافسة الكورية والصينية على المدى الطويل.

وقال بوش إن "الأوروبيين ليس لديهم سجل إنتاجي ذو معنى، ولا يمكنهم العمل على نطاق واسع، ولم يؤمنوا سلاسل التوريد الخاصة بهم".

وأضاف "بالنسبة لصانعي البطاريات الآسيويين، فإن السؤال هو كيف يمكنهم التعامل مع هذه الفترة من النمو المخيب للآمال. وبالنسبة لصانعي البطاريات الأوروبيين، فإن السؤال هو ما إذا كان لديهم مستقبل على الإطلاق".

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC