logo
اقتصاد

هل كان من الممكن تفادي الآثار المدمرة للزلزال في تركيا؟

هل كان من الممكن تفادي الآثار المدمرة للزلزال في تركيا؟
تاريخ النشر:8 فبراير 2023, 12:57 م

زلزال مدمر يضرب جنوب تركيا، يخلف 11 ألفا من القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى والمتضررين، وينتقل للجارة سوريا فيكرر فعلته قتلا وتدميرا، حيث أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أنه تم إنقاذ أكثر من 7 آلاف من تحت الأنقاض، جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، الاثنين.

خسائر كبيرة
الخبير التركي الدكتور أفجون أحمد أرجان، يقول إن الخسائر الأولية للزلزال حتى الآن تُقدر بـ 35 - 50 مليار دولار، وستتسبب هذه الخسائر في انهيار الميزانية التركية، خاصة بالتزامن مع حدوثها في فترة وصل فيها عجز الميزانية التركية إلى 110 مليارات دولار.

وقالت وكالة إدارة الكوارث التركية، إن لديها 11342 بلاغاً عن انهيار مبانٍ، تم تأكيد 5775 منها، كما تعرضت بعض أجزاء شبكات الغاز المحلية لأضرار بعد الزلزال، بحسب شركة الغاز الحكومية التركية "بوتاس".

ويرى خبراء تحدث إليهم موقع "إرم الاقتصادية"، أنه كان يمكن التقليل من آثار الزلزال المدمر، لو أنه تمت الاستفادة من دروس الماضي، وتخطيط المحافظات المتأثرة بشكل مرن، لأن تقع فوق خط حزام زلزالي على غرار ما تقوم به اليابان.

تجربة اليابان
الخبير الجيولوجي، الدكتور يحيى القزاز، يرى أن تركيا تقع بين لوحين متصادمين هما لوح شمال إفريقيا ولوح منطقة أوراسيا، وعندما يتقابل اللوحان تحدث الزلازل، حيث تتحرك قارة إفريقيا في اتجاه جنوب غرب أوروبا وجزء من آسيا.

طالب القزاز بالاستفادة من تجربة اليابان الرائدة في مجال التعامل مع الزلازل، وهي التي تقع فوق منطقة براكين، وكذلك الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في بناء المباني وتصميم الطرق والمرافق العامة، لتناسب الطبيعة الجيولوجية، متوقعا تكرار الزلازل في هذه المنطقة الجغرافية بشكل دوري، لأنها ضمن حزام زلزالي.

التعلم من الماضي
المحلل السياسي التركي هشام غوناي، طالب بوضع برنامج مستقبلي للتعامل مع الكوارث التي قد تحدث مستقبلا لتفادي الأمر، في ظل الحديث عن احتمالية حدوث زلزال كبير في إسطنبول ومرمرة.
ويلوم غوناي على البلديات عدم اتخاذها الاحتياطات منذ وقت مبكر، قائلا: "كان يجب على البلديات مراعاة التركيب الجيولوجي، وكذلك عدد طوابق المباني، حتى لا تكون التأثيرات كارثية كما نرى".

وأشار إلى أنه لو تم اتباع النظم الصحيحة في المرات السابقة، ومراعاة الطبيعة الجيولوجية للمنطقة، لكان الأمر الآن أخف بكثير ولم نكن نرى كل هذا التدمير.

بناء المساكن
وتقول كارمن سولانا، عالمة البراكين في جامعة بورتسموث البريطانية، إن تشييد المباني يشكل عاملاً رئيسياً عند حدوث الزلزال.

وأوضحت أن "مقاومة البنية التحتية - ويا للأسف - متفاوتة في جنوب تركيا، وخصوصا في سوريا. لذلك، فإن إنقاذ الأرواح يعتمد الآن على سرعة الإغاثة".

ويتفق معها روجيه موسون، الباحث في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، الذي يقول إن بنية المساكن "لا تتوافق بالفعل مع منطقة معرضة لخطر الزلازل العنيفة".

وأدى زلزال عام 1999 في تركيا إلى إصدار تشريع في عام 2004، يلزم جميع المباني الجديدة بالامتثال لمعايير مقاومة الزلازل، ومن المتوقع أن يدفع حجم الدمار السلطات التركية، إلى التحقق من مدى احترام القانون.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC