شهدت اليابان أزمة حادة في سوق الأرز خلال الصيف، إذ تسببت موجات الحرارة المرتفعة وتحذيرات من حدوث زلزال هائل في اضطراب التوازن بين العرض والطلب، وفقاً لتقارير الصحافة اليابانية، وعلى الرغم من أن السلطات تراهن على المحصول الجديد للتغلب على النقص، فإن المخاوف تتزايد بشأن إمكانية تكرار الأزمة في الصيف المقبل.
بحسب صحيفة "أساهي شيمبون"، يعود نقص الأرز إلى عاملين رئيسين، أولاً، أدت درجات الحرارة الاستثنائية إلى التأثير في جودة الأرز، ما قلل من الكمية المتداولة في السوق، ثانيًا، أدى التحذير الحكومي من احتمال حدوث زلزال كبير في أغسطس إلى تخزين كميات كبيرة من الأرز من قبل المواطنين، ما فاقم المشكلة.
إلى جانب ذلك، أسهم تدفق السياح الأجانب في زيادة استهلاك الأرز، على حين انخفضت الكميات المتاحة في السوق مع تأخر موسم الحصاد المعتاد بين شهري سبتمبر وأكتوبر، ونتيجة لذلك ارتفعت الأسعار بنسبة تتراوح بين 30% و100% حسب النوع، ما جعل أصناف الأرز العادية تقارب أسعار الأنواع الفاخرة، هذا الوضع شكل عبئاً إضافياً على المستهلكين اليابانيين.
يرى المسؤول السابق في وزارة الزراعة والباحث في معهد أبحاث كانونكازوهيزا ياماشيتا، أن سياسة تقليص الإنتاج التي اتبعتها الحكومة على مدار خمسين عاماً هي السبب الرئيس للنقص، مع تراجع استهلاك الأرز بين اليابانيين إلى نصف ما كان عليه في الستينيات، سعت الحكومة لتقليل الإنتاج للحفاظ على الأسعار وتجنب الفائض.
على الرغم من أن الحكومة تعتمد على المحصول الجديد للتغلب على النقص الحالي، فإن بعضهم يرى أن الأزمة قد تتكرر في الصيف المقبل، ورفضت السلطات فتح مخازن الاحتياطي من الأرز، ما يزيد احتمالات استمرار نقص الكميات المتاحة وارتفاع الأسعار، وبحسب تصريحات ياماشيتا، فإن "المشكلة قد تعود بسرعة"، إذ يُتوقع أن تكون كمية الأرز المحصودة هذا العام غير كافية لتلبية الطلب المتزايد.