يشير أهم مقياس للقيمة الحقيقية للأسهم إلى أن الأسواق الخليجية أرخص مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة مع مؤشر "إس آند بي 500" الواسع النطاق للأسهم الأميركية، وما يعزز من جاذبية الأسهم الخليجية التراجعات الحادة المسجلة أخيراً.
يبلغ مضاعف الربحية نحو 16 مرة في السوق السعودية، أي أن متوسط العائد في هذه السوق يبلغ 6.2%، فيما وصل مضاعف الربحية في الكويت إلى 16.5 مرة، أي بعائد 6.1%. ووصل مكرر الربحية إلى 8 مرات في سوق دبي المالي و14.2 مرة في سوق أبوظبي للأرواق المالية.
وعلى الجانب الآخر، بلغ مضاعف الربحية لمؤشر "إس آند بي" نحو 25 مرة، وفقاً لحسابات "بلومبرغ"، أي أن العائد الذي تدره الأسهم المدرجة على هذا المؤشر الأميركي يبلغ في المتوسط 4% لا غير، مقارنة بعائد يبلغ 12.5% في سوق دبي المالي.
تفيد معرفة مضاعف الربحية في مقارنة السعر الحالي للسهم بالأرباح التي يحققها، ويساعد ذلك على تحديد العائد الذي يحصل عليه المستثمِر مقابل المبلغ المستثمَر في الشركة، كما يساعد على تقييم سعر سهم الشركة مع سعر سهم الشركات الناشطة في الصناعة.
على سبيل المثال، يبلغ مضاعف الربحية لشركة "إعمار" القيادية في سوق دبي نحو 6 مرات لا غير، وفقاً لبيانات السوق، أي إن هذه الشركة توفر عوائد سنوية صافية حالياً بنحو 17%.
في المقابل، يبلغ متوسط مضاعف الربحية للشركات العقارية المدرجة في الولايات المتحدة نحو 20 مرة، وفقاً لحسابات "كومباني ماركت كاب" أي إنها تدر عائداً بنحو 5% سنوياً.
وفي هذا السياق، عدَّ المحلل المالي وضاح الطه أن الأسهم الإماراتية والخليجية أكثر جاذبية من نظيراتها الأميركية؛ لأن آفاق النمو أقوى فيها، مشيراً إلى أن الأسهم المحلية في الإمارات مسعرة بأقل من قيمتها.
الطه أوضح أن الأسواق الأميركية تنطوي على مخاطر بفعل المخاوف المتعلقة بأزمة البنوك، وتبعات ارتفاع الفوائد، موضحاً أن قطاع التكنولوجيا وحده هو الذي يبرر صعود مؤشرات الأسهم الأميركية.
ولفت إلى أن التضخم العالي يعتبر سبباً آخر لشراء الأسهم. فعندما تتآكل قيمة الأموال، يُقبل المستثمرون على الأسواق المالية.