logo
اقتصاد

من يدفع تكاليف ملابس القادة العالميين وزوجاتهم؟

من يدفع تكاليف ملابس القادة العالميين وزوجاتهم؟
ميشيل أوباما بفستان ملفت من تصميم ألكسندر ماكوين أثناء لقائها بالرئيس الصيني السابق هو جينتاوالمصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:17 سبتمبر 2024, 04:11 م

تثير قضية تمويل ملابس القادة العالميين، وأفراد أسرهم جدلاً واسعاً حول المسؤول عن تغطية تكاليف مظهرهم في المناسبات العامة والدولية. في المملكة المتحدة، قُوبل قَبول بعض السياسيين للملابس بوصفها هدية بانتقادات، خاصةً فيما يتعلق بظهورهم في أبهى حلة في أثناء تمثيل البلاد، وقد أثار هذا النقاش تساؤلات حول المعايير المتبعة في هذا السياق.

تشير تقارير إلى احتمال عدم التزام بعض القادة في أوروبا بالقواعد البرلمانية، إذ لم يُعْلَن عن الملابس المهداة لهم أو لأسرهم، ما يثير قلقاً بشأن شفافية الإجراءات المتبعة.

في أميركا

في المقابل، توفر دول أخرى ميزانيات سخية من أموال دافعي الضرائب لتغطية نفقات ملابس القادة وزوجاتهم، وبين التقرير أن الرؤساء الأميركيين وزوجاتهم لديهم ميزانيات ضخمة تغطي نفقات ملابسهم لضمان ظهورهم بأفضل شكل نيابة عن الشعب الأميركي.

في الولايات المتحدة، يحصل الرؤساء على ميزانية سنوية قدرها 50,000 دولار لتغطية النفقات الشخصية، بما في ذلك الملابس، بالإضافة إلى راتب سنوي قدره 400,000 دولار، ولكن السيدة الأولى لا تتلقى راتباً لتغطية نفقاتها، وتواجه تدقيقاً شديداً حول اختياراتها للأزياء.

وقد تعرضت كثير منهن، مثل ميشيل أوباما، ولورا بوش، وميلانيا ترامب، لانتقادات كثيرة حول أزيائهن، من بين اللحظات البارزة، ارتداء ميشيل أوباما فستاناً أحمر لافتاً من تصميم «ألكسندر ماكوين» خلال عشاء رسمي مع الرئيس الصيني السابق هو جينتاو، وأثارت ميلانيا ترامب جدلاً واسعاً عند ارتدائها سترة من علامة «زارا» كتب عليها «أنا حقاً لا أهتم، وأنت؟» في أثناء زيارتها لمركز احتجاز المهاجرين.

وفي مذكراتها، تحدثت لورا بوش عن الضغوط المالية المرتبطة بتلبية توقعات الموضة الخاصة بالسيدة الأولى، وكتبت: «بعد عامنا الأول في البيت الأبيض، قال محاسبنا لجورج: «أنت رئيس تتكلف كثيراً»، وكان يشير في الغالب إلى ملابسي»، وبالمثل أكدت جوانا روشولم، السكرتيرة الصحفية لميشيل أوباما، في عام 2014 أن السيدة أوباما كانت تدفع ثمن ملابسها من مالها الخاص.

في بعض الحالات، تقبل زوجات الرؤساء ملابس من مصممين بوصفها هدية تُقدم نيابة عن الحكومة في المناسبات الرسمية ذات الأهمية العامة، إذ تتيح هذه الهدايا للسيدة الأولى ارتداء تصميمات عالية الجودة من دون تحمل تكلفتها الشخصية، وفقاً لما قالته روشولم.

ومثال على ذلك، ذكر تقرير هيئة الإذاعة البريطانية أن فستان تنصيب جيل بايدن، السيدة الأولى الحالية، الذي صممته ألكسندريا أونيل، جرى التبرع به لمتحف «سميثسونيان» للفنون الأميركية تكريماً لها، ويعكس هذا ممارسة شائعة بين المصممين، إذ يقدمون قطعاً باهظة الثمن للمناسبات الرسمية الكبرى، ليُتَبَرَّع بها لاحقاً بوصفها جزءاً من الذكريات التاريخية.

بالمقابل، يُعتقد أن ميلانيا ترامب، التي كان زوجها أغنى رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، قد اشترت فستان تنصيبها من تصميم هيرفي بيير بنفسها، وتبرعت به فيما بعد.

المملكة المتحدة وأوروبا

في المملكة المتحدة، شاركت سارة براون، زوجة رئيس الوزراء الأسبق غوردون براون، تجربتها فيما يتعلق بموضوع الملابس في أثناء مدة وجودها في المنصب، وأوضحت في كتابها، «خلف الباب الأسود»، التعقيدات التي واجهتها بخصوص قبول الملابس المجانية، مع ضرورة الالتزام بالقواعد الصارمة بشأن قبول الهدايا.

وشرحت براون أنه على الرغم من حماس المصممين لتقديم الملابس المجانية، فإن هناك قواعد تنظم ما يمكن للنواب وزوجاتهم فعله مع تلك الهدايا، وكان الحل هو إما شراء الملابس أو استئجارها بنسبة صغيرة من قيمتها الأصلية، ثم إعادتها بعد ذلك.

وفي دول أخرى، مثل فرنسا، لا تتلقى بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مخصصات ملابس ممولة من الدولة، بدلاً من ذلك، يُفترض أنها تعتمد على الاستعارة من دور الأزياء الراقية مثل «لويس فيتون»، ويحفظ مكتبها سجلات تميز بين العناصر الممنوحة والمشتريات الشخصية.

ومع ذلك، تعرّض إيمانويل ماكرون نفسه لانتقادات بسبب إنفاقه المفرط، ففي وقت سابق من هذا العام، كشف تقرير صحفي أن مكتبه حجز مقعداً في درجة رجال الأعمال على رحلة من باريس إلى البرازيل فقط لنقل بدلتين، بتكلفة تقارب 4000 يورو، أو 3,380 جنيهاً إسترلينياً.

في الوقت نفسه، تعرّض المسؤولون الألمان لانتقادات شديدة؛ بسبب إنفاقهم 450,000 يورو على خدمات تصفيف الشعر وفناني المكياج والمصورين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2023، على الرغم من عدم وجود صندوق تمويل لملابس القادة الألمان أو أزواجهم.

تسليط الضوء على مسألة الملابس المهداة يعكس قضية أوسع تتعلق بالشفافية وتكاليف الحفاظ على الصورة العامة للقادة العالميين وأزواجهم، وبالرغم من تنوع النهج حسب الدول، فإن العبء المالي المرتبط بتوقعات الموضة يبقى دائماً موضوعاً للنقاش في الصحافة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC