صدرت اليوم الثلاثاء بيانات مؤشر مديري المشتريات الصيني عن مؤسسة إس آند بي غلوبال، والتي جاءت منخفضة ودون توقعات المحللين والمراقبين، في إشارة جديدة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها بكين لإنعاش النمو الاقتصاد وإنقاذ القطاع لم تفلح حتى الآن.
وتأتي بيانات PMI China's، بعد ساعات قليلة من مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء الصيني أعلن خلاله عن تحديد هدف النمو للعام الجاري عند مستويات 5%، وفي الوقت ذاته كشفت موازنة بكين للعان 2024 عن رصد ما يقرب من 230 مليارا للإنفاق الدفاعي، بزياد 7.2% عن العام السابق، مع الإعلان عن تحول بكين من اقتصاد يهدف إلى تحقيق فائض في الإنتاتج إلى اقتصاد يهدف تعزيز النمو.
تحسن ولكن
وسجلت بيانات مؤشر مديري المشتريات الخدمي من Caixin (فبراير) الصادر عن مؤسسة ماركيت وإس آند بي غلوبال 52.5 نقطة دون التوقعات بتسجيل 52.9 نقطة ودون قراءة يناير عند 52.7 نقطة.
وأشارت أحدث بيانات مؤشر مديري المشتريات إلى أن اقتصاد الخدمات في الصين استمر في التحسن التوسع في منتصف الربع الأول من عام 2024.
اقرأ أيضًا- النشاط التجاري السعودي يتعافي بعد أسوأ أداء بعامين
ومع ذلك، فإن النمو كشف عن تراجع الزخم قليلاً، مع توسع النشاط التجاري بأضعف وتيرة لمدة ثلاثة أشهر، مع زيادة ضعيفة نسبيا في الأعمال الجديدة.
وفي الوقت نفسه، تراجعت ثقة الأعمال على مدار العام المقبل للشهر الثاني على التوالي، إذ قلصت الشركات أعداد موظفيهم للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي.
انخفاض مقلق
وانخفض مؤشر النشاط التجاري من 52.7 في بداية عام 2024 إلى 52.5 في فبراير، في إشارة إلى تباطؤ في نشاط الخدمات للشهر الرابع عشر على التوالي.
وكان التحسن أيضا أقل من متوسط المؤشر على المدى الطويل، وتزامن الارتفاع الأبطأ في النشاط التجاري مع مزيد من الاعتدال في تحسن مؤشر العمل الجديد الشامل مع مقدمي الخدمات الصينيين خلال شهر فبراير.
اقرأ أيضًا- النشاط التجاري السعودي يتعافي بعد أسوأ أداء بعامين
ولم يتغير نمو الطلبيات الجديدة كثيرًا عن شهر يناير، وظل أبطأ من المتوسط الذي شوهد خلال عام 2023 ككل.
وفي المقابل، سجلت شركات الخدمات نمواً قوياً ومتسارعاً وزيادة في العمل الجديد من الخارج.
والجدير بالذكر أن التحسن في الطلب الأجنبي هو الأكثر وضوحا منذ يونيو 2023، مع تقارير عن طلب العملاء القوي عبر الأسواق الخارجية.
فقدان الوظائف
ورغم تواضعه، إلا أن معدل فقدان الوظائف هو الأسرع منذ أكثر من عام، وأظهر المسح الأخير أيضًا علامات على ضعف الضغط على التشغيل إذ انخفضت الأعمال المتميزة للمرة الأولى منذ يوليو 2022.
وفي الوقت نفسه، تسارع متوسط التضخم في أسعار المدخلات منذ بداية هذا العام، حيث غالبًا ما تربط الشركات بين الارتفاع الأخير في النفقات والارتفاع في تكاليف المواد الخام والوقود.
انخفضت ثقة الأعمال حول توقعات النشاط لمدة عام واحد إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر في فبرايرCaixin Insight Group
ثقة الأعمال
وانخفضت ثقة الأعمال حول توقعات النشاط لمدة عام واحد إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر في فبراير.
بينما تتوقع الشركات على نطاق واسع ظروفا اقتصادية أقوى لدعم النمو خلال الـ 12 سنة المقبلة، وبعد أشهر كانت بعض الشركات أكثر حذراً بشأن التوقعات المرتقبة لظروف السوق الضعيفة نسبيًا.
وقال وانغ زهي، كبير الاقتصاديين في مجموعة Caixin Insight Group: "بعض الشركات التي شملتها الدراسة اتخذ نهجًا أكثر حذرًا في التوظيف حيث كانت التوقعات قاتمة، وانخفض مقياس التوظيف مرة أخرى إلى منطقة الانكماش مسجلا أدنى مستوى منذ ديسمبر 2022.
اقرأ أيضًا- النشاط التجاري السعودي يتعافي بعد أسوأ أداء بعامين
استقرار نسبي
وفي الوقت ذاته كشفت بيانات المؤشرات المركبة ومؤشرات الخدمات التي تعكس أوزان الحجم النسبي للتصنيع وقطاعات الخدمات وفقا لبيانات الناتج المحلي الإجمالي الرسمية عن استقرار نسبي.
ولم يتغير مؤشر الإنتاج المركب عن قراءة يناير عند 52.5 في فبراير، في إشارة إلى توسع النشاط التجاري الصيني بنحو عام للشهر الرابع على التوالي.
وانخفضت ثقة الأعمال فيما يتعلق بتوقعات النشاط لمدة 12 شهرًا إلى أدنى مستوى خلال أربعة أشهر، إذ جرى تعويض تحسن التفاؤل لدى الشركات المصنعة بانخفاض المشاعر بين مقدمي الخدمات.
النمو الاقتصاد لا يزال يواجه رياحًا معاكسة كعوامل غير مواتية، ولا تزال الشكوك سائدة بشأن استدامة هذا النمووانغ زهي
رياح معاكسة
وقال وانغ زهي، كبير الاقتصاديين في مجموعة Caixin Insight Group: "أظهر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي Caixin China نمو القطاع لمدة أربعة أشهر متتالية، وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا منذ النصف الثاني من عام 2021، وتوسع قطاع الخدمات للشهر الرابع عشر على التوالي، ما يشير إلى التعافي الاقتصادي الشامل".
بيد أنه في المقابل لفت وانغ زهي إلى أن النمو الاقتصاد لا يزال يواجه رياحًا معاكسة كعوامل غير مواتية، ولا تزال الشكوك سائدة بشأن استدامة هذا النمو.
وأشار زهي إلى أن تلك الرياح المعاكسة تظهر بوضوح في ضعف الطلب رغم تخفيض الشركات للأسعار وتقلص سوق العمل.
وقال زهي: "في بداية عام 2024، ضاعف صناع السياسات الإجراءات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في النمو وتعزيز ثقة السوق، وهو ما برز من خلال سلسلة من الاجتماعات التي استضافتها الحكومات المحلية بعد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة".
وأضاف زهي: "بالنظر إلى المستقبل، ينبغي أن يكون التركيز بشأن فعالية التدابير التي اتخذتها الحكومة، حيث أنه من المرجح أن تكون هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتحسين توقعات السوق".
