قال صانع السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي يواكيم ناجل: "الاحتمال يتزايد بأن تشهد الأسواق خلال 12 يومًا، أول خفض لسعر الفائدة في منطقة اليورو" يأتي ذلك بينما تترقب الأسواق العالمية نهاية حقبة من التشديد النقدي والفائدة المرتفعة، والتي قفزت بأسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في عقدين وأكثر، وذلك بعدما اجتاحت العالم موجات من التضخم بلغت ذروة أكثر من 35 عاما في أوروبا وبريطانيا.
وتتجه الأنظار عن كثب صوب المركزي الأوروبي الذي يُظن على نطاق واسع أن يكون صاحب الخطوة الأولى، وفقا لتصريحات أول خفض لأسعار الفائدة في نحو ثلاث سنوات.
وقالت عضو البنك المركزي الأوروبي "إيزابيل شنابل" من المرجح أن تبدأ دورة خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو، إلا أن اتخاذ القرار لن يتم حتى يوم اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي".
وأكدت شنابل أنها ستكون حذرة بشأن خفض أسعار الفائدة بوتيرة متسارعة، إذ أن بعض مكونات التضخم أظهرت مدى مقاومتها للانخفاض، خصوصا قطاع الخدمات.
الاحتمال يتزايد بأن تشهد الأسواق خلال 12 يومًا أول خفض لسعر الفائدة في منطقة اليورويواكيم ناجل
الحذر بعد الخفض
وخلال اجتماع كبار المسؤولين الماليين في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، قال محافظ البنك المركزي الألماني وصانع السياسة النقدية الأوروبي يواكيم ناجل: "يجب متابعة البيانات بحذر بعد أول خفض للفائدة في يونيو".
وأضاف يواكيم ناجل: "يجب الحذر من خفض الفائدة فيما بعد يونيو، وربما الانتظار إلى سبتمبر لإجراء خفض آخر أو العدول عن التخفيضات إذا اقتضت الحاجة ذلك".
وتابع ناجل: "يجب على المركزي الأوروبي مراقبة بيانات التضخم العام والأساسي فيما بعد شهر يونيو".
اقرأ أيضاً- هبوط جماعي للمؤشرات الأوروبية بعد بيانات سلبية تفوق التوقعات
الاجتماع اللاحقة
وقال عضو البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك الاتحادي الألماني يواكيم ناجل: "إن خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو لا يعني أن المركزي الأوروبي سيخفض الفائدة بالاجتماعات اللاحقة".
وأضاف ناجل: "تطورات الأجور والإنتاجية وهوامش الربح كلها عوامل ستحدد ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيبدأ في دورة خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو المقبل".
وحذر ناجل من أن توقعات التضخم بمنطقة اليورو لا تزال غير واضحة في ظل حالة عدم اليقين الحالية.
توقعات التضخم بمنطقة اليورو لا تزال غير واضحة في ظل حالة عدم اليقين الحاليةيواكيم ناجل
تحذير من التعجل
وفي غضون ذلك حذرت عضو البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل من التعجل في تغيير السياسة النقدية للبنك، والاعتماد على بيانات مؤقتة دون التأكد من أن التضخم يسير في اتجاه هدف البنك.
يأتي ذلك بينما تتوالي الإشارات بشأن قرب تحول السياسة النقدية للبنك المركزي الاوروبي، إذ أكد أعضاء البنك أن اجتماع يونيو المقبل قد يشهد أول خفض لأسعار الفائدة بعد ارتفاعها لذروة 21 عاما.
اقرأ أيضاً- أكبر مسؤول عن العملة في اليابان: التدخل في سوق الفوركس ضروري ومبرر
وفي تصريحات معدة للنشر مسبقا ذكرت إيزابيل شنابل، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي:"أن المركزي الأوروبي قد يخفض أسعار الفائدة في شهر يونيو المقبل".
وفي الوقت ذاته قال شنابل: "يجب على صانعي السياسات النظر بعناية شديدة في البيانات الاقتصادية لأن هناك خطر التيسير قبل الأوان".
يجب الحذر من التعجل في تغيير السياسة النقدية، والاعتماد على بيانات مؤقتة دون التأكد من أن التضخم يسير في اتجاه هدف البنكإيزابيل شنابل
عدم اليقين
وأكدت شنابل على أن صانعي السياسة النقدية لا يمكنهم الالتزام مسبقا بأي مسار سعر فائدة معين بسبب عدم اليقين المرتفع للغاية، إذ أكدت البيانات الاقتصادية الأخيرة أن الميل في مكافحة التضخم هو الأكثر صعوبة.
وذكرت أن "خفض معدل الفائدة باجتماع يونيو المقبل سيعتمد على البيانات الاقتصادية الواردة، وسيكون مسار خفض الفائدة لدى المركزي الأوروبي بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية في شهر يونيو أكثر غموضا".
وأضافت: "كلما اقتربنا من مستوى تضخم محايد محتمل، ( والذي قد يكون أعلى بكثير من 2%)، يحتاج المركزي الأوروبي إلى التحرك بحذر أكبر".
اقرأ أيضاً- عضو الفيدرالي "والر": سعر الفائدة المحايد "r-star" قد يرتفع مستقبلاً
أمر محتمل
وفي غضون ذلك قال أولى رين، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي: "من المتوقع أن يخفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، إذا استمرت الثقة في أن التضخم يقترب من هدفه البالغ 2% بطريقة مستدامة".
فيما أشار عضو المركزي الأوروبي، ماديس مولر، إلى أن خفض أسعار الفائدة من قبل المركزي الأوروبي في اجتماع يونيو المقبل أمر محتمل جدا، لكن تحركات البنك بعد ذلك ستكون أكثر تعقيدا.
وفي الوقت ذاته قال عضو المركزي الأوروبي ومحافظ البنك الوطني البلجيكي، بيير وونش: "أول تخفيضين لأسعار الفائدة الرئيسة بمقدار 25 نقطة أساس أمر منتهٍ، وهذا هو الجزء السهل، ولكن الخفض سيكون أبطأ مقارنة بتخفيف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسياسته النقدية".
وأوصى وونش بضرورة المضي قدما بنحو تدريجي وليس بسرعة كبيرة فيما يتعلق بخفض الفائدة.
المركزي الأوروبي يبدأ سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة، مما يزيد من توقعات السوق في وقت يجب أن يظل فيه صانعو السياسة حذرين لأنه من غير المؤكد أين ستنتهي معدلات الفائدةبيير وونش
أين ستنتهي؟
وأشار وونش إلى أن البنك المركزي الأوروبي يبدأ سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة، مما يزيد من توقعات السوق في وقت يجب أن يظل فيه صانعو السياسة حذرين لأنه من غير المؤكد أين ستنتهي معدلات الفائدة.
وقال وونش : "إن استمرار بيئة الأسعار المرتفعة في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة بوتيرة أبطأ".
ووفق نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية بشهر أبريل الماضي للمركزي الأوروبي ذكر تقرير البنك أنه قد يكون في وضع يسمح لنا ببدء تخفيف السياسة في اجتماع يونيو.
وقال الأعضاء: "سنخفض الفائدة إذا أكدت البيانات المستقبلية التي سنتلقاها بحلول ذلك الوقت توقعات التضخم على المدى المتوسط التي أشارت إليها توقعات مارس".
