منذ اندلاع الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، اتخذت بكين خطوات واسعة لتقليل اعتمادها على المنتجات الزراعية الأميركية، ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز أمنها الغذائي.
وتتيح هذه الجهود للصين استخدام مليارات الدولارات التي لا تزال تنفقها سنوياً على المنتجات الزراعية الأميركية كسلاح في التصعيد الحالي للحرب التجارية خلال ولاية ترامب الثانية، ولكن مع مخاطر أقل على أمنها الغذائي.
وزارة المالية الصينية، أعلنت اليوم الثلاثاء، أنها ستفرض رسوماً جمركية إضافية تتراوح بين 10% و15% على المنتجات الزراعية الأميركية، من بينها فول الصويا، والذرة، ومنتجات والألبان واللحوم، رداً على التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على الواردات الصينية.
في ما يلي نظرة على الإجراءات التي اتخذتها الصين منذ بداية النزاع التجاري مع واشنطن لتنويع مصادر استيراد المنتجات الزراعية، وزيادة الإنتاج المحلي، وتعزيز أمنها الغذائي:
الـ5 من أغسطس 2019: الصين توقف شراء المنتجات الزراعية الأميركية رداً على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب.
الـ16 من يناير 2020: توقيع اتفاق المرحلة الأولى التجاري بين ترامب ونائب رئيس الوزراء الصيني آنذاك ليو خه، حيث تعهدت الصين بزيادة مشترياتها من المنتجات الأميركية بمقدار 200 مليار دولار خلال عامين، منها 32 مليار دولار للمنتجات الزراعية.
2021: الصين تبدأ تجارب زراعة الذرة وفول الصويا المعدلين وراثياً على نطاق تجاري.
الـ29 كم إبريل الصين2021: الصين تصدر قانوناً لمكافحة هدر الغذاء لمنع فقدان الحبوب الغذائية وتقليل الفاقد من الطعام.
1 فبراير 2022: مسؤول تجاري أميركي يعلن أن الصين لم تفِ بالتزاماتها في اتفاق المرحلة الأولى، حيث بلغت مشترياتها من المنتجات الزراعية الأميركية 13 مليار دولار أقل من المستهدف.
4 فبراير 2022: الصين توافق على استيراد القمح والشعير من جميع المناطق الروسية، ما يعزز اعتمادها على روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم.
7 مارس 2022: الرئيس الصيني شي جين بينغ يشدد على ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء، محذراً من أن «عدم القدرة على تأمين الإمدادات الغذائية سيجعل البلاد عرضة للضغوط الخارجية».
25 مايو 2022: الصين تبدأ استيراد الذرة من البرازيل، لتوسيع قاعدة إمداداتها بعيداً عن الولايات المتحدة.
14 إبريل 2023: الصين تضع خطة لخفض استخدام دقيق فول الصويا في تغذية الماشية إلى أقل من 13% بحلول 2025، مقارنة بـ14.5% في 2022، وتسعى لاعتماد مصادر غذائية بديلة مثل البروتينات الميكروبية وبقايا الطعام.
24 ديسمبر 2024: الصين تكشف عن خطة 2024-2035 لزيادة استهلاك الحبوب، مع التركيز على الفوائد الصحية وتحسين جودة الإنتاج.
31 ديسمبر 2024: الحكومة الصينية تصدر توجيهات جديدة لصناعة تربية الأحياء المائية، تشمل تقليل الاعتماد على الأعلاف التقليدية وزيادة استخدام البروتينات الميكروبية، بهدف خفض استهلاك الأعلاف لكل وحدة إنتاج حيواني بأكثر من 7% بحلول عام 2030.
تمثل هذه الخطوات جزءاً من استراتيجية شاملة للصين لتعزيز استقلالها الزراعي وتقليل تعرضها للضغوط الأميركية. وفي ظل تصاعد التوترات التجارية خلال ولاية ترامب الثانية، يتوقع أن تواصل بكين اتخاذ تدابير إضافية لحماية أمنها الغذائي وتقليل اعتمادها على السلع الأميركية؛ ما يعيد تشكيل التوازن التجاري بين البلدين.