حافظت الأسهم الصينية وأسهم هونغ كونغ على استقرارها اليوم الثلاثاء، رغم التصعيد الجديد في النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، حيث تجاهل المستثمرون التوترات وركزوا على الجلسات البرلمانية السنوية المقبلة لتقييم توجهات السياسة الاقتصادية في بكين.
جاء ذلك بعدما أعلنت الصين سريعاً عن إجراءات انتقامية رداً على الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، بفرض زيادات تتراوح بين 10% و15% على مجموعة من المنتجات الزراعية والغذائية الأميركية، بالإضافة إلى فرض قيود على 25 شركة أميركية في مجالي الاستثمار والتصدير.
بحلول الساعة 6 بتوقيت غرينتش، استقر مؤشر «سي إس آي 300» الصيني، فيما ارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» بنسبة 0.2%. أما مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ، فقد شهد تغيراً طفيفاً.
نائب المدير العام لشركة «تونغهينغ إنفستمنت» لإدارة الأصول يانغ تينغوو، قال لوكالة «رويترز»، إن سوق الأسهم الصينية محصنة ضد ارتفاع الرسوم الجمركية الأميركية، مستنداً إلى قوة البلاد المتزايدة، بما في ذلك نفوذها العسكري والمالي. وأضاف: «إذا نظرتم إلى التطبيقات مثل (تيك توك) و(شياوهونغشو) و(ديب سيك)، فستجدون أن التكنولوجيا الصينية تزداد قوة».
وسجلت أسهم التكنولوجيا في الأسواق المحلية مكاسب بنحو 2%.
يأتي هذا في أعقاب تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، عزمه على رفع الرسوم الجمركية بنسبة تتراوح بين 10% و20% على جميع الواردات الصينية، كإجراء عقابي ضد بكين بسبب ما قالت الولايات المتحدة إنه استمرار لتدفق الفنتانيل إليها.
تُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى التعريفات التي فرضها ترامب في ولايته الأولى على واردات صينية بقيمة 370 مليار دولار، والتي وصلت نسبتها إلى 25%.
في هذا السياق، قال مؤسس شركة «دراغون باسيفيك كابيتال مانجمنت»، تشارلز وانغ، إن التصعيد التجاري سيزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للولايات المتحدة، لكنه لن يكون ذا تأثير كبير على الأسواق الصينية وهونغ كونغ. وأضاف: «الصين قلّصت اعتمادها على التجارة مع الولايات المتحدة، والاقتصاد في طريقه للتعافي، كما أن سياسات حكومية أقوى متوقعة، لذا لا أعتقد أن الرسوم الأميركية الجديدة ستغير اتجاه السوق».
وشهدت أسهم الدفاع والذهب في الصين ارتفاعًا بنحو 3% و2% على التوالي، فيما سجلت أسهم القطاع الزراعي مكاسب طفيفة.
يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع انطلاق جلسات «المؤتمر الشعبي الوطني» الصيني يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن تكشف بكين عن أولوياتها الاقتصادية لعام 2025، وسط توقعات بالحفاظ على هدف النمو عند نحو 5%، مع عجز في الميزانية يصل إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي.
من جانبها، قالت رئيسة قسم الأسهم الصينية في «يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت»، إيفا لي، إن التوقعات لجلسات «المؤتمر الشعبي الوطني» كانت منخفضة قبل إعلان التعريفات الجمركية الأميركية الأخيرة. لكنها أضافت: «الآن، وبعد أن أعلنت واشنطن عن رسوم بنسبة 10% وبدأت بتنفيذها سريعاً، قد تواجه الصين ضغوطاً إضافية لاتخاذ إجراءات أقوى خلال الاجتماع».
وفي قطاع السيارات الكهربائية، تراجعت أسهم شركة «بي واي دي» الصينية بنحو 4%، بعد أن أعلنت عن جمع 5.59 مليار دولار من خلال بيع أسهم أولي بخصم عن سعر إغلاق يوم الاثنين.