ولعل السؤال الأبرز: "هل هناك عمل فني أنجزه الذكاء الاصطناعي بمفرده؟".. فبينما كان ذلك ضرباً من خيال علمي في السابق.. بات الآن من صميم الواقع مع العمل الفني "يون سوبرفايزد" على سبيل المثال، والذي أنجزه الفنان "ريفليكس أناضول" وتم عرضه في نيويورك، منذ 19 نوفمبر 2022 إلى 4 يناير 2023 وفقاً لما نقلته صحيفة لو موند.
ولتصور عمله الفني، استخدم أناضول الذكاء الاصطناعي لترجمة المعطيات الفنية لمتحف "موما" والمتاحة للعامة، كما اقترح إقامة معرض للأعمال الفنية الرقمية تقام على أرض الواقع وتولّد باستمرار أشكالا جديدة، الأمر الذي يمهد لإرباك المحاكم في جميع البلدان.
وقال المحامي باسكال ويلهلم، المتخصص في الملكية الفكرية، لا سيما في مجال الإعلان: "من الواضح أن الإطار القانوني لم يتم وضعه بعد". وفيما اوشكت أوروبا على الانتهاء من سن قانون للذكاء الاصطناعي، بإشراف المفوض الأوروبي تييري بريتون، الجميع ينتظر بفارغ الصبر انتهاء محاكمة غيتي".
ويرى أن "هذه القضية بسبب تأثيرها وسمعة الشركات المعنية، ستصلح أن تكون بمثابة مرجع في المستقبل".
وبدأت شركة "غيتي إيميج" بالإجراءات القانونية ضد "ستابيلتي آي أي"، وهي شركة لنسخ الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتتهم شركة بنك الصور "غيتي ايميج" الشركة الناشئة "ستابيلتي آي أي" بنسخ أكثر من 12 مليون لقطة من صورها وتعتبر أن انتهاك محتوياتها على نطاق واسع كان حاسمأً في نجاح هذه الشركة.
ورفعت "غيتي" القضية إلى المحكمة مدعية انتهاك قانون العلامات التجارية، وكل ذلك مع مطالبة بالتعويض عن الأضرار.
ويعتقد العديد من الأشخاص أن إجراء محاكمة قد تكلف عدة عشرات من الملايين، قد تحلّ بالتوصل إلى اتفاق مالي، كما هو الحال فعلا بالنسبة للنزاعات التي تتكاثر حالياً بين بنوك الصور والشركات الناشئة. وعندما لا تظهر دفاتر الشيكات، فما الذي تتم مناقشته بين الشركات المتخصصة في الملكية الفكرية؟
وتقول المحامية إيزابل المتخصصة بحقوق الملكية الفكرية: "لديّ الكثير من الوكالات ومنشئي المحتوى والمنتجين التجاريين الذين يأتون إلى من أجل كيفية حماية محتوى الإعلانات المدعوم بالذكاء الاصطناعي وإرشادات من الفرق الإبداعية".
وفي الوقت نفسه، تقول إنها تلتقي العديد من المعلنين، الراغبين في منع عملهم من التحول عن هدفه الأولي المتمثل بتغذية الذكاء الاصطناعي التوليدي. واختتمت بقولها :"في لعبة الذكاء الاصطناعي هذه، سيكون المحامون أكبر الفائزين".