كما ارتفع الخام الأميركي قرب مستويات 75 دولاراً للبرميل رغم الزيادة المفاجئة في مخزونات النفط الأميركية، بالتزامن مع قرار "أوبك+" بالتخلي التدريجي عن التخفيضات الطوعية بدءاً من أكتوبر المقبل.
واتسعت مكاسب النفط لليوم الثاني وسط توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وهو ما ييقود الدولار إلى التراجع ويخفض تكلفة شراء وتامين ونقل النفط على المستوردين بالعملات الاخرى.
بيانات الوظائف الأميركية تشير إلى سوق عمل أكثر ليونة، ما يدعم خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة في سبتمبرمحلل بي في إم أويل، تاماس فارغا
صعدت العقود الآجلة لخام برنت 35 سنتا أو ما يعادل 0.45% وصولاً إلى مستويات قرب 79 دولارا للبرميل خلال تعاملات اليوم الخميس.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 50 سنتا أو ما يعادل 0.65% وصولا إلى مستويات 74.6 دولارا للبرميل.
ويتوقع ما يقرب من ثلثي الاقتصاديين الآن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وفقا لأداة تتبع الفائدة "فيد ووتش" وهو ما يقود إلى تعافي الطلب ويعوض التأثير السلبي الناتج عن أنباء ارتفاع الإمدادات.
ويقلل انخفاض أسعار الفائدة تكلفة الاقتراض مما قد يحفز النشاط الاقتصادي ويعزز الطلب على النفط.
اقرا أيضاً- النفط يعمق خسائره لليوم السادس بعد بيانات أميركية تخالف التوقعات
تلقت الأسعار شيئاُ من الدعم من بيانات أظهرت أن وظائف القطاع الخاص في الولايات المتحدة زادت أقل من المتوقع في مايو مع تعديل بيانات أبريل بالخفض، وهو ما يشير إلى ان الاقتصاد بحاجة لانعاش عبر خفض الفائدة.
وفي الوقت ذاته، أظهر هبوط عدد الوظائف في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في أبريل ، وهو ما قد يدعم مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في معركته أمام التضخم ويعزز فرص خفض تكاليف الاقتراض.
بعد تراجعات كبيرة في الجلسات الماضية عكست أسعار النفط اتجاهها متجاهلة بيانات المخزون بعدما تلقت الدعم من بيانات الوظائف الأميركيةمحلل بي في إم أويل، تاماس فارغا
لا يبدو مسار سعر الفائدة الأميركية مؤكداَ مع عودة نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة، الذي يمثل الغالبية العظمى من الناتج الاقتصادي للبلاد، إلى النمو في مايو بعد انكماشه في الشهر السابق وقد يؤدي ذلك إلى إضعاف مبررات خفض أسعار الفائدة.
وفي الوقت ذاته، اتفقت "أوبك+" يوم الأحد الماضي على تمديد معظم تخفيضاتها لإنتاج النفط حتى عام 2025، لكنها تركت المجال لإلغاء التخفيضات الطوعية تدريجيا من ثمانية أعضاء اعتبارا من أكتوبر.
جنبًا إلى جنب، أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام قفزت 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 31 مايو، مقارنة مع تقديرات المحللين بتراجع 2.3 مليون برميل.
وخفضت السعودية أسعار البيع الرسمية للخام لشهر يوليو، وجاءت هذه الخطوة وسط انخفاض معايير خام الشرق الأوسط وضعف هوامش الربح للمصافي الآسيوية.
لا نزال متفائلين بشأن التوقعات بأن نمو إمدادات النفط سيتخلف عن نمو الطلب خلال الأشهر المقبلةالمحلل في بنك "يو بي إس" جيوفاني ستونوفو
قال المحلل في شركة "بي في إم أويل" تاماس فارغا في مذكرة، إن بيانات الوظائف الأميركية تشير إلى سوق عمل أكثر ليونة، ما يدعم خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة في سبتمبر.
واضاف: "بعد تراجعات كبيرة في الجلسات الماضية عكست أسعار النفط اتجاهها متجاهلة بيانات المخزون بعدما تلقت الدعم من بيانات الوظائف الأميركية، ولا يزال النفط متراجعا بنحو 4% خلال الأسبوع الجاري".
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، لشهر أغسطس 1.14%، لتصل إلى مستويات 78.41 دولار للبرميل عند نهاية تعاملات أمس الأربعاء.
وفي غضون ذلك، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، لشهر يوليو 1.1%، لتصل إلى مستويات 74.07 دولار للبرميل.
ونزلت أسعار النفط بنهاية تعاملات أول امس الثلاثاء إلى ادنى مستوياتها منذ مطلع فبراير فانخفض برنت 1.2%، بينما تراجع الخام الأميركي 1.3%.
ما يزال خام برنت تحت الضغط مع استمرار بعض أركان السوق في النظر إلى الجدول الزمني المقترح لتقليص التخفيضات الطوعية لـ"أوبك+"رئيسة أبحاث السلع الأساسية في آر بي سي هيليما كروفت
قال المحلل في بنك "يو بي إس" جيوفاني ستونوفو في مذكرة: "لا نزال متفائلين بشأن التوقعات بأن نمو إمدادات النفط سيتخلف عن نمو الطلب خلال الأشهر المقبلة".
واضاف أن هناك حاجة إلى تجدد عمليات سحب المخزونات لدفع أسعار النفط إلى الارتفاع.
كتبت رئيسة أبحاث السلع الأساسية في "آر بي سي" هيليما كروفت: "ما يزال خام برنت تحت الضغط مع استمرار بعض أركان السوق في النظر إلى الجدول الزمني المقترح لتقليص التخفيضات الطوعية الذي اقترحته أوبك بوصفه التزامًا ملزمًا بزيادة 500 ألف برميل يوميا في الربع الرابع من عام 2024، بغض النظر عن توقعات النفط الأساسية أو المعنويات التي تأتي في نهاية الصيف".
وأشارت إلى ان تصريحات وزير الطاقة السعودي تخفف الضغط نسبياً على الأسعار، حيث قال الوزير الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن "أوبك+" سيوقف مؤقتاً تفكيك التخفيضات أو يعكسها إذا لم يكن الطلب قوياً بما يكفي لاستيعاب المزيد من البراميل.
وقالت كروفت: "القصد كان دائماً هو إبطاء عودة البراميل وعدم دفع السوق إلى حالة من الفوضى مع زيادة العرض".