وفي الوقت ذاته تجاهلت السوق تراجعات الدولار الأميركي، حيث يؤدي الدولار القوي إلى كبح الإقبال على شراء النفط جراء ارتفاع تكاليف الشراء والنقل والتأمين، جنبًا إلى جنب لم محزونات النفط الأميركي كما توقعت الأسواق، حيث جاءت بأقل كثيرًا من التوقعات في إشارة إلى تعافي الطلب على النفط لدى أكبر منتج للنفط الخام في العالم حاليًا أميركا.
رغم المحفزات انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام في ظل توجه العزوف عن المخاطرة في الأسواقدانييل هاينز
يحوم خام غرب تكساس الأميركي خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء قرب مستويات الأمس حيث يحاول التماسك أعلى مستويات الـ 78 دولار للبرميل.
ويحدث الأمر ذاته مع خام برنت القياسي حيث تحوم العقود الآجلة قرب مستويات أمس بينما تسعى للتماسك أعلى مستويات المقاومة عند 82 دولار للبرميل.
وعند نهاية تعاملات أمس الثلاثاء، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مايو بنسبة 0.91% إلى 82.04 دولارًا للبرميل.
بينما نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أبريل بنسبة 0.75% نزولًا إلى مستويات عند 78.15 دولارًا للبرميل.
وأشار فيكتور كاتونا كبير محللي النفط الخام لدى كبلر إلى أن رد فعل السوق لا يعكس بالضرورة خطورة إعلان أوبك+.
وقال كاتونا: "يرتبط الخفض الإضافي الروسي ارتباطا وثيقا بتراجع 400 ألف برميل يوميا في معدل تشغيل مصافي البلاد، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى ضربات الطائرات المسيرة الأوكرانية على أصول التكرير في أنحاء روسيا".
رد فعل السوق لا يعكس بالضرورة خطورة إعلان أوبك+فيكتور كاتونا
قال دانييل هاينز خبير استراتيجيات السلع الكبير في بنك إيه.إن.زد: " كان من المفترض أن تتلقى الأسعار دعما من انخفاض الدولار الأميركي والإعلان يوم الأحد أن تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها مدد تخفيضات الإنتاج".
وأضاف الخبير لدى بنك إيه.إن.زد: "أدى تمديد الخفض إلى بعض الشح في المعروض، خاصة في الأسواق الآسيوية، إلى جانب تعطل تحركات ناقلات النفط نتيجة لهجمات البحر الأحمر التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية".
وقال دانييل هاينز في مذكرة اليوم الأربعاء: "رغم ما سبق انخفضت العقود الآجلة للنفط الخام في ظل توجه العزوف عن المخاطرة في الأسواق".
ويرى هاينز أن التراجع يأتي على الرغم من استمرار علامات الشح في السوق الفعلية، بينما تشق تخفيضات أوبك+ طريقها ببطء عبر السوق.
وقال هاينز: "كانت علامات الشح واضحة عندما أعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، اليوم الأربعاء عن ارتفاع طفيف في أسعار مبيعات النفط الخام لشهر أبريل إلى آسيا، أكبر سوق لها".
كانت علامات الشح واضحة عندما أعلنت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، عن ارتفاع أسعار مبيعات النفط إلى أكبر سوق لهادانييل هاينز
وأعنت أرامكو أكبر مصدر للنفط في العالم، عن رفع سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف الرئيسي لآسيا في أبريل بما يتماشى مع بعض التوقعات.
وحددت أرامكو السعودية سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف للتحميل في أبريل إلى آسيا بعلاوة 1.70 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي، وهو أعلى بقليل من علاوة الشهر السابق البالغة 1.50 دولار للبرميل.
وانخفضت سعر البيع الرسمي لشهر أبريل نيسان إلى شمال غرب أوروبا بمقدار 60 إلى 70 سنتا للبرميل، ولم يطرأ تغيير يذكر على سعر البيع الرسمي للخام المتجه إلى الولايات المتحدة.
وقال خورخي ليون نائب الرئيس الأول في شركة ريستاد إنرجي الاستشارية: " إن تخفيضات أوبك+ ستؤدي إلى تراجع إنتاج المجموعة إلى 34.6 مليون برميل يوميا في الربع الثاني مع تخلي المنتجين عن تخفيضات الإمدادات".
وأضاف ليون: "هذا التحرك الجديد من أوبك+ يظهر بوضوح وحدة قوية داخل المجموعة، وهو أمر أصبح موضع تساؤل بعد الاجتماع الوزاري في نوفمبر الذي شهد خروج أنجولا من أوبك".
وتابع ليون:"إنه يظهر أيضا تصميما قويا على الدفاع عن حد أدنى للسعر فوق 80 دولارا للبرميل في الربع الثاني".
التحرك الجديد من أوبك+ يظهر بوضوح تصميما قويا على الدفاع عن حد أدنى للسعر فوق 80 دولارا للبرميل في الربع الثانيخورخي ليون
وأظهر التقرير الأول من تقريري المخزونات الأميركية، الصادر عن معهد البترول الأميركي، ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بمقدار 423 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من مارس .
يأتي ذلك أقل بكثير من الزيادة التي توقعها محللون والبالغة 2.1 مليون برميل.
وأظهرت بيانات معهد البترول أن مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 2.8 مليون برميل وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.8 مليون برميل.