رياح عكسية تهب من آسيا مع تباطؤ مؤشرات النمو
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، بعد جلسة شديدة التقلب نجح خلالها النفط في الإغلاق على ارتفاع بفضل نمو الاقتصاد الأميركي بأفضل من توقعات الأسواق والمحللين.
وسجلت أسعار النفط ارتفاعا لليوم الثاني على التوالي بدعم من بيانات اقتصادية أميركية جاءت أقوى من المتوقع، وعززت تقييمات المستثمرين بنمو الطلب على النفط الخام من أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
حد من المكاسب اليوم تنامي المخاوف بشأن الأوضاع الاقتصادية في الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، واليابان رابع أكبر اقتصاد في العالم، وهو ما قد يقود لتباطؤ الطلب من آسيا.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر 0.3 دولار أو ما يعادل 0.25% إلى مستويات 81.7 دولار للبرميل بحلول الساعة 4:00 صباحا بتوقيت غرينتش.
وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر 0.23 دولار أو ما يعادل 0.35% وصولا إلى مستويات 78.6 دولار في البرميل.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر 0.7 دولار أو 0.81% عند نهاية تعاملات أمس الخميس، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر 0.9%، إلى 78.28 دولار للبرميل.
وكان كلا الخامين قد انخفضا أكثر من 2% حتى منتصف تعاملات أمس الخميس، بخسائر اقتربت من دولارين للبرميل، وذلك على الرغم من انخفاض بيانات المخزونات الأميركية.
أظهرت بيانات اليوم الجمعة، أن مؤشرا يستثني تكاليف الطاقة، ويُنظر إليه كمقياس أفضل لاتجاهات الأسعار الأساسية، ارتفع بأبطأ وتيرة سنوية في نحو عامين، وهو ما يعني أن زيادات الأسعار تتباطأ بسبب ضعف الاستهلاك.
وفاجأت الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم الأسواق للمرة الثانية هذا الأسبوع بإجراء عملية إقراض غير مجدولة أمس الخميس، بأسعار فائدة منخفضة بشكل حاد، ما يعكس محاولات السلطات لتقديم حوافز نقدية أثقل لدعم الاقتصاد.
وبحسب بيانات حكومية صينية، تتجه واردات النفط وكميات الخام المستهلكة في مصافي التكرير هذا العام إلى الانخفاض مقارنة بعام 2023؛ بسبب انخفاض الطلب على الوقود وسط تباطؤ النمو الاقتصادي.
ازدادت آمال زيادة الطلب على النفط وارتفاع الاستهلاك بعدما أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية نموا أسرع من المتوقع في الربع الثاني مع تراجع التضخم، ما عزز التوقعات بأن يخفض "الفيدرالي" سعر الفائدة في سبتمبر.
عزز من عودة الأسعار مخاوف نقص المعروض واندلاع مئات الحرائق في إقليمي ألبرتا وكولومبيا البريطانية في غرب كندا، بما في ذلك فورت ماكموري، وهي مركز للرمال النفطية.
وفي الوقت ذاته أبقت القوات الإسرائيلية المستثمرين في حالة ترقب بعد أن توغلت في خان يونس جنوب قطاع غزة أمس، خوفا من فشل المفاوضات بشأن الهدنة وتزايد التوترات في المنطقة التي تسيطر على ثلث صادرات العالم.
إلى ذلك سرت حالة من التفاؤل الحذر بشأن الجهود المبذولة من جانب الصين لتحفيز النمو بعد خفض البنك المركزي الصيني أمس، سعر الفائدة بصورة مفاجئة في تحرك لتعزيز اقتصاد البلاد المتعثر.