وتأتي التوقعات الروسية بعدما فقد النفط ما يقرب من 20 دولارًا من مكاسبه، منذ بلوغ ذروة العام نهاية سبتمبر الماضي، عندما اقترب سعر البرميل من مستويات الـ 100 دولار.
وفي وقت سابق عقب اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس، وهو الصراع المتوقع أن يستمر لأشهر أخرى، توقعت بنوك عالمية بقيادة جي بي مورغان وغولدمان ساكس، أن تتجاوز أسعار النفط مستويات الـ 100 دولار للبرميل، وربما تصل إلى مستويات الـ 157 دولارًا للبرميل في حال اتسعت دائرة الصراع.
وسيا والمنتجون الآخرون لا يستهدفون أي سعر محدد لبرميل النفطألكسندر نوفاك
ينخفض النفط طفيفًا خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الأربعاء، بعد الارتفاعات القوية أمس الثلاثاء باكثر من 2%.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم مارس، عند مستويات دون الـ 81 دولارًا للبرميل بتراجع 0.1%.
وفي الوقت ذاته تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي تسليم فبراير، بحوالي 0.35% وصولا إلى مستويات قرب الـ 75.5 دولار للبرميل.
ومنذ قليل قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك اليوم الأربعاء: "إن المحللين يتوقعون أن يتراوح سعر خام برنت بين 80 و85 دولارا للبرميل في عام 2024".
وأضاف نائب رئيس الوزراء الروسي : "أن روسيا والمنتجين الآخرين لا يستهدفون أي سعر محدد لبرميل النفط".
وتابع نوفاك: "أن بلاده تتمسك بالتزاماتها فيما يتعلق بتخفيضات إمدادات النفط مع ضمان العمل المستقر والتطوير بصناعتها النفطية".
وقد أكد نوفاك التزام روسيا بالوفاء بتعهداتها بشأن الخفض الطوعي لإمدادات النفط والمشتقات النفطية، في إطار اتفاق أوبك+ بمقدار 500 ألف برميل يوميًا بداية من يناير 2024.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي: روسيا تلتزم بشكل كامل باتفاقيات التخفيض الطوعي الإضافي لصادرات النفط والمنتجات النفطية، بواقع 300 ألف برميل يوميًا من النفط، و200 ألف برميل يوميًا من المشتقات".
وأكد نوفاك أن بلاده ستبدأ التحرك صوب تحقيق هذا الخفض في وقت مبكر من ديسمبر.
روسيا ستبدأ التحرك صوب تحقيق هذا الخفض في وقت مبكر من ديسمبرألكسندر نوفاك
واتفقت الدول المنتجة للنفط في تحالف أوبك+ في اجتماع الخميس الماضي، على خفض الإنتاج العالمي للنفط في السوق العالمية نحو 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الأول من العام المقبل.
يأتي ذلك بما يشمل تمديد تخفيضات طوعية حالية من السعودية وروسيا بواقع 1.3 مليون برميل يوميا.
ويركز تحالف أوبك+، الذي يضخ أكثر من 40% من النفط العالمي، على خفض الإنتاج مع تراجع الأسعار من نحو 98 دولارا للبرميل في أواخر سبتمبر وسط مخاوف إزاء ضعف النمو الاقتصادي في 2024.
ورغم تخفيضات أوبك+ وتراجع الدولار ،واستمرار الحرب بين حماس وإسرائيل، وهجمات الحوثين في البحر الأحمر، انخفض النفط منذ بداية أكتوبر بما يقرب من 120 دولارًا في البرميل.
وزادت أسعار الخام القياسي بما يقرب من 21 دولارا في الأشهر الثلاثة المتهية في سبتمبر الماضي، بارتفاع أكثر من 27% .
وخلال الربع الثالث من العام الجاري ارتفع الخام الأميركي بأكثر من 20 دولارا مسجلًا مكاسب في حدود 29%.
وبعدما اقتربت من مستويات قرب الـ 100 دولار للبرميل نهاية سبتمبر، دخلت الأسعار في موجة من التراجعات إلى المستويات الحالية، لتخسر ما يقرب من 20 دولارًا في البرميل.
انسحاب أنغولا إشارة سيستخدمها بعض المتشائمين كذريعة لبيع النفطبيارن شليدرو
بينما يرى المحلل لدى "SEB"، بيارن شليدرو أن انسحاب أنغولا، ليس علامة على مشكلة أكبر، إلا أنه لفت إلى أن انسحاب أنغولا إشارة سيستخدمها بعض المتشائمين كذريعة لبيع النفط.
فيما قال رئيس الشؤون الجيوسياسية في شركة "إنيرجي أسبيكتس"، ريتشارد برونز: " إنه لا يوجد تأثير على توقعات العرض، لأن أنغولا بالفعل تنتج بكامل طاقتها، ولن يؤثر القرار على الحصص أو خطط الإنتاج".
يذكر أنه انسحبت في السنوات الأخيرة عدة دول من أوبك لأسباب مختلفة، من بينها قطر التي أرجعت انسحابها لـتركيزها على إنتاج الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى إندونيسيا والإكوادور.
تتوقع "أوبك" أن ينمو إنتاج النفط من خارجها في عام 2023، بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً على أساس سنوي ليصل إلى 67.4 مليون برميل يومياً.
وفي العام المقبل من المتوقع أن ينمو إنتاج النفط من خارج "أوبك" بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً، ليصل في المتوسط إلى 68.8 مليون برميل يومياً، دون تغيير على نطاق واسع عن الشهر السابق.
حافظت المنظمة على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2023، عند 2.4 مليون برميل يومياً، دون تغيير على نطاق واسع عن تقييمها المعلن الشهر الماضي. وترى أن متوسط حجم الطلب الإجمالي العالمي، قد يصل إلى 102.1 مليون برميل يومياً لهذا العام.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في عام 2023 بمقدار 120 ألف برميل يومياً، ليصل إلى متوسط 46.1 مليون برميل يومياً، في دول منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بدعم من دول المنظمة في الأميركيتين على خلفية نمو الطلب على وقود الطائرات.
وتتوقع "أوبك" أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في 2024، بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً على أساس سنوي، ليصل متوسطه إلى 104.3 مليون برميل في اليوم.
من المتوقع أن يتراوح سعر خام برنت بين 80 و85 دولارا للبرميل في عام 2024ألكسندر نوفاك
وقالت رئيسة أبحاث السلع في RBC Capital Markets هيليما كروفت:"إن انسحاب أنغولا ليس مؤثرا بشكل كبير، حيث إن 1.4 مليون برميل في أفضل الظروف يوميا، لا يمثل نسبة كبيرة من حجم الإنتاج".
وأشارت كروفت إلى أنه بالنظر إلى حجم إنتاج البلاد، فإن هذا الخروج لن يؤثر بشكل ملموس على عمليات المنظمة، مشيرة إلى أن أنغولا لم تقر أبدا باتفاق يونيو، حيث تم خفض خط الأساس الخاص بها".
وقال رئيس مجموعة "رابيدان إنرجي" الاستشارية، بوب ماكنالي: "انسحاب ليس دليلا على تمزق وشيك، ولا يعرض عملية خفض الإنتاج للخطر على المدى القصير".
يرى كبير محللي السوق في أواندا، كيلفن وونغ، أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة بسبب تعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر تدعم ارتفاع أسعار النفط.