أسعار النفط تنخفض مع ارتفاع المخزونات الأميركية وقوة الدولار

انخفضت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، مع اختيار الفيدرالي عدم خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، وزيادة مخزونات النفط الخام والوقود الأمريكية، فهبط خام برنت القياسي قرب 82 دولاراً للبرميل، وتراجع الخام الأميركي صوب 78 دولاراً للبرميل.

وأبقى الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة من دون تغيير أمس الأربعاء، وأرجأ موعد البدء في تخفيضات الفائدة إلى أواخر ديسمبر، ما ثبط عزيمة المتداولين بشأن تحسن أفاق النمو وزيادة الطلب.

وعادة يؤدي ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى إضعاف النمو الاقتصادي، ما قد يحد من الطلب على النفط، ويخفض الأسعار.

النفط اليوم

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم اغسطس 40 سنتاً بما يعادل 0.45% نزولاً إلى مستويات  82.16 دولار للبرميل.

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 50 سنتاً ما يعادل 0.5% نزولا إلى مستويات  78.05 دولار للبرميل. 

وفي غضون ذلك، تجاهلت الأسعار  تصاعد حدة التوترات الدائرة في منطقة الشرق الاوسط، في ظل تعقد المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بشأن التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، قد يهدئ مخاوف تعطل إمدادات الشرق الأوسط.

  

مكاسب محدودة

ارتفعت أسعار النفط نهاية تعاملات أمس الأربعاء مع تلقي الأسعار دعماً من التوتر الحالي في الشرق الأوسط، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "إن حركة (حماس) اقترحت إدخال عدد من التعديلات، بعضها غير قابل للتنفيذ، على مقترح مدعوم من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة".

لكن الأنباء عن احتمال بدء خفض أسعار الفائدة في ديسمبر على أقصى تقدير حدت من المكاسب، عقب بيان من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في ختام اجتماعه الذي استمر يومين.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 86 سنتاً بما يعادل 0.83 % إلى 82.60 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 60 سنتا أو حوالي 0.77% لتبلغ 78.50 دولار.

وتراجعت الأسعار أكثر من 2% الأسبوع الماضي بعد أن قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا، إنهم سيقلصون تدريجيا تخفيضات الإنتاج اعتبارا من أكتوبر.

التوترات الجيوسياسة

يراقب المتعاملون في سوق الطاقة المحادثات الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ومن شأن حل هذه الأزمة أن يقلل المخاوف من اضطراب محتمل لإمدادات النفط من المنطقة.

وفي أحدث هجوم على حركة الشحن البحري، أعلن الحوثيون المتحالفون مع إيران أمس الأربعاء مسؤوليتهم عن هجمات بزورق صغير وصواريخ ألحقت أضرارا بناقلة فحم مملوكة لجهة يونانية بالقرب من ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر.

 

زيادة مفاجئة

على جانب الإمدادات، أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة أمس الأربعاء ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي مدفوعة إلى حد كبير بقفزة في الواردات، كما زادت مخزونات الوقود بأكثر من المتوقع.

وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام الأمريكية سجلت زيادة مفاجئة الأسبوع الماضي بواقع 3.7 مليون برميل لتبلغ 459.7 مليون برميل، مقارنة بتوقعات بانخفاضها مليون برميل.

وأضافت الإدارة أن مخزونات البنزين ارتفعت أكثر من المتوقع بصعودها 2.6 مليون برميل إلى 233.5 مليون، مقارنة بتوقعات محللين رجحت زيادة قدرها 900 ألف.

 

 

 

قوة الدولار

أشار رئيس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول في مؤتمر صحفي بعد نهاية اجتماع السياسة الذي استمر يومين إلى أن التضخم انخفض دون توجيه ضربة كبيرة للاقتصاد، وقال إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن ذلك لا يمكن أن يستمر.

وفي الوقت نفسه يواجه المستثمرون حالة من الإحباط بعدما أرجأ المركزي الأمريكي توقيت بداية خفض تكاليف الاقتراض إلى ديسمبر  على أقصى تقدير، مع توقع مسؤولين تيسير السياسة النقدية مرة واحدة فقط هذا العام بواقع ربع نقطة مئوية وسط تزايد تقديرات ما سيتطلبه الأمر لإبقاء التضخم تحت السيطرة.

ويميل ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى تثبيط النمو الاقتصادي بما يحد من الطلب على النفط ويوؤدي إلى تراجع الأسعار .