قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إن متوسط سعر سلة خاماتها المرجعية شهد زيادة بنسبة 1.2% خلال أكتوبر ليصل إلى 74.45 دولاراً للبرميل، على حين زادت العقود الآجلة لمزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط وعقد عمان بنسب تراوحت بين 2.9% و3.4%.
ويعكس هذا الارتفاع حركة الطلب المستقرة على النفط وتغيرات السوق، رغم حالة التباطؤ في الأسواق العالمية وتفاوت التوقعات.
وبحسب تقرير المنظمة لشهر نوفمبر ، فقد عدلت أوبك تقديراتها للنمو الاقتصادي العالمي بزيادة طفيفة ليصل إلى 3.1% لعام 2024 و3.0% لعام 2025، مع تحسين ملحوظ في توقعات النمو للاقتصاد الأميركي إلى 2.7% لعام 2024، نتيجة قوة الأداء الاقتصادي في الربعين الثاني والثالث من العام نفسه.
كما حافظت التوقعات للنمو الاقتصادي في اقتصادات أخرى رئيسة، مثل اليابان ومنطقة اليورو والصين والهند، على استقرارها دون تعديل.
ويُتوقع أن يصل النمو الاقتصادي في اليابان إلى 0.1% لعام 2024 و0.9% لعام 2025، فيما تستقر التوقعات لمنطقة اليورو عند 0.8% و1.2% في 2024 و2025 توالياً.
وتبقى الصين والهند عند توقعات نمو تبلغ 4.9% و6.8% لعام 2024، مع تعديل طفيف لصالح الصين لتصل إلى 4.7% في 2025 بفضل إجراءات تحفيزية جديدة.
أما بالنسبة للطلب العالمي على النفط، فقد خفضت أوبك توقعاتها بنحو طفيف إلى 1.8 مليون برميل يومياً لعام 2024 مقارنة بالتقديرات السابقة، بناءً على البيانات المحدثة للربعين الأول والثاني والثالث من العام.
ومن المتوقع أن ينمو الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بنحو 0.2 مليون برميل يومياً، فيما يُتوقع أن ينمو الطلب في الدول غير الأعضاء بقرابة 1.7 مليون برميل يومياً.
وفي عام 2025، من المتوقع أن يتراجع معدل نمو الطلب العالمي إلى 1.5 مليون برميل يومياً، بحيث ينمو الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بواقع 0.1 مليون برميل يومياً، بينما يرتفع في الدول غير الأعضاء بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً.
وفيما يتعلق بالإمدادات، من المتوقع أن يرتفع إمداد السوائل من الدول غير المشاركة في اتفاق التعاون بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً في 2024، بقيادة الولايات المتحدة وكندا.
وفي 2025، تتوقع أوبك أن يستمر هذا النمو بواقع 1.1 مليون برميل يومياً، مع مساهمات إضافية من البرازيل والنرويج.
وعلى صعيد أسواق المنتجات وعمليات التكرير، شهدت هوامش التكرير في أكتوبر انتعاشاً بعد شهرين من التراجع، وذلك نتيجة انخفاض إنتاج المنتجات النفطية في منطقة حوض الأطلسي بسبب أعمال الصيانة المكثفة، ما أدى إلى تضييق العرض.
وارتفعت هوامش تكرير الديزل والوقود في الولايات المتحدة، وساهمت هذه العوامل في تعزيز سوق المنتجات النفطية هناك، إذ زاد الطلب على المنتجات النفطية، بما فيها وقود الديزل والمنتجات ذات القيمة العالية، ما دعم سوق الوقود المكرر.
وفي شمال غرب أوروبا، تسببت ندرة المعروض في تراجع المخزون في مركز تخزين أمستردام-روتردام-أنتويرب، ما أثر على هوامش الأرباح لمعظم المنتجات باستثناء وقود الزيت منخفض الكبريت، وقد دعمت هذه الديناميات تحسن هامش أرباح الديزل والبنزين في المنطقة، فيما شهدت سنغافورة تحسناً في متطلبات المنتجات الإقليمية، خاصة من إندونيسيا والصين واليابان، ما دعم الاقتصاديات التكريرية في آسيا.
وفي سوق النقل البحري، شهدت معدلات الشحن الفوري للناقلات ارتفاعاً عبر مختلف الفئات، مدعومة بزيادة صادرات الولايات المتحدة، بينما أثرت التوترات الجيوسياسية على تكاليف الشحن في النصف الأول من أكتوبر، إلا أن وفرة السفن حدّت من مكاسب السوق في النصف الثاني من الشهر.
كما أشار التقرير إلى انخفاض المخزونات التجارية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بمقدار 3 ملايين برميل في سبتمبر، لتصل إلى 2808 ملايين برميل، وهو ما يقل بمقدار 159 مليون برميل عن متوسط الفترة بين 2015 و2019، ما يعكس تغيرات الطلب والعرض بشكل متوازن نسبياً في السوق العالمي.