حرب الرسوم تُضعف شهية العالم للنفط.. «الطاقة الدولية» تخفض توقعات 2025

خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام الحالي بشكل حاد نتيجة للتوترات التجارية المتصاعدة عقب فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية، وذلك بعد يوم من خطوة مماثلة من منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، بحسب «رويترز».

وأوضحت الوكالة في تقريرها الشهري اليوم الثلاثاء، أن النظرة المستقبلية المتدهورة للاقتصاد العالمي في ظل التصعيد الحاد والمفاجئ في التوتر التجاري بأوائل أبريل الحالي دفعتها إلى خفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام.

وتوقعت تباطؤ النمو بشكل أكبر في 2026 إلى 690 ألف برميل يومياً، إذ لم يمحُ انخفاض أسعار النفط سوى جزء من أثر ضعف البيئة الاقتصادية.

توقعات «أوبك»

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2025، تحت تأثير بيانات الربع الأول من العام والرسوم الجمركية الأميركية. كما خفّضت المنظمة توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي في العامين الحالي والمقبل.

وتتوقع «أوبك» نمو الطلب العالمي 1.3 مليون برميل خلال العام الحالي، حتى بعد أن خفضت توقعها 150 ألف برميل يومياً.

وإجمالاً، بات من المتوقع أن يبلغ الطلب العالمي 105.05 مليون برميل يومياً في 2025 تراجعاً من 105.20 مليون برميل كانت متوقعة الشهر الماضي، وفق «أوبك».

وحسب التقرير، فإن الاقتصاد العالمي أبدى ثباتاً في اتجاهه نحو النمو في بداية العام، إلا أن الديناميكيات الأخيرة المتعلقة بالتجارة زادت الشكوك فيما يتعلق بتوقعات النمو الاقتصادي العالمي على المدى القصير.

حجم المعروض

أشار تقرير الوكالة إلى ارتفاع المعروض العالمي من النفط بمقدار 590 ألف برميل يومياً في مارس ليبلغ 103.6 مليون برميل يومياً، مدعومًا بنمو سنوي قدره 910 ألف برميل، تقوده الدول غير الأعضاء في تحالف «أوبك+».

وبالرغم من قرار «أوبك+» زيادة أهداف الإنتاج بـ411 ألف برميل يومياً بدءاً من مايو المقبل، فإن الوكالة تشير إلى أن الزيادة الفعلية قد تكون أقل من ذلك بكثير، نتيجة تجاوز بعض الدول لحصصها الإنتاجية مثل كازاخستان التي سجّلت زيادة 390 ألف برميل عن حصتها المحددة.

ونتيجة للاضطرابات الحالية، خفّضت الوكالة توقعاتها لنمو الإمدادات العالمية خلال عام 2025 بمقدار 260 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى 1.2 مليون برميل فقط، بسبب تراجع الإنتاج في كل من الولايات المتحدة وفنزويلا.

مع ذلك، من المتوقع ارتفاع الإمدادات عام 2026 بمقدار 960 ألف برميل يومياً، مدفوعة بمشاريع بحرية في دول مثل البرازيل وغيانا وكندا.
وفي سياق متصل، تراجعت أسعار النفط بنحو 10 دولارات في مارس وأبريل، متأثرة بمخاوف الركود العالمي وارتفاع الرسوم الأميركية وتسريع خفض الإنتاج من دول «أوبك+»، ليهبط خام برنت دون 60 دولاراً قبل تعافيه الجزئي إلى 65 دولاراً.