وتشهد أسعار النفط الخام حالة من الضغط في الآونة الأخيرة، في ظل تعارض التوقعات الإيجابية بشأن تعافي الطلب والبيانات السلبية، التي تسير إلى احتمال انكماش لأكبر اقتصادات العالم.
نقص الاستثمار داخل صناعة النفط والغاز قد يؤدي إلى تقلبات السوق على المدى الطويلهيثم الغيص
وخلال تعاملات اليوم الاثنين، انخفضت أسعار النفط الأميركي نايمكس، إلى مستويات 70.55 دولار للبرميل، قبل أن ترتفع إلى مستويات قرب الـ 71.7 دولار للبرميل.
وفي غضون ذلك ارتفع خام برنت القياسي، إلى مستويات 75.82 دولار للبرميل بعدما انخفض في وقت سابق من تعاملات اليوم الاثنين، إلى مستويات قرب الـ 74.5 دولار للبرميل.
وتعد المستويات الحالية هى الأدنى لأسعار خام برنت في حوالي عام ونصف العام، وتحديدًا منذ ديسمبر 2021.
اقرأ أيضًا..
الأتراك متفائلون جدًا.. الثقة بأعلى مستوى بـ 11 عامًا
وفي الأسواق العالمية أنهى خام غرب تكساس الأميركي تعاملات يوم الجمعة للعقود الآجلة تسليم يونيو، عند مستويات 71.6 دولار للبرميل بمكاسب 12 سنتا.
وفي غضون ذلك زاد خام برنت القياسي طفيفًا، ليغلق عند مستويات 75.59 دولار للبرميل للعقود الآجلة، تسليم يونيو بزيادة سنت واحد.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، ارتفع النفط للمرة الأولى بخمسة أسابيع، حيث ارتفع برنت القياسي بما يقرب من 2%، بينما زاد الخام الأميركي في حدود 2.3%.
وقال مايكل تران، محلل استراتيجي للسلع والاستخبارات الرقمية في RBC Capital Markets ، في مذكرة: "أسعار النفط متضاربة في منطقة ذروة البيع، وتفتقر إلى المحفزات الحادة لصدمة الأسعار بشكل كبير على المدى القريب".
وأضاف محلل استراتيجي للسلع والاستخبارات الرقمية في RBC Capital Markets: "أن المؤشرات المادية في الوقت الحقيقي لا تزال مختلطة، والآن الأسواق دون اتجاه واضح".
وفي غضون ذلك تتعرض الأسعار لضغوط هبوطية، وسط تحذيرات الخزانة الأميركية من تداعيات عدم توصل الولايات المتحدة – أكبر مستهلك لخام النفط عالميا، إلى اتفاق فيما يتعلق بأزمة سقف الديون.
ومن شأن التعثر أن يتسبب في اندلاع كارثة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، ما قد يؤدي لضعف الطلب على النفط بالأسواق.
وفي غضون ذلك تأتي بيانات الصين التي دفعت الأسواق، إلى إعادة تقييم توقعات تعافي الطلب الصيني، بعد بيانات دون التوقعات، تشير إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
بمجرد تجاوز قضية سقف الديون الأميركية، فقد تبدأ الأسعار في الانطلاق مع زيادة الطلبيب جون رونغ
وقال يب جون رونغ من آي جي: "كانت الأسواق تقدر مخاطر التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة، وهو ما يترجم من المخاوف بشأن تنفيذ مزيد من عمليات الشراء".
وتوقع محلل السوق في آي جي، أنه بمجرد تجاوز قضية سقف الديون الأميركية، فقد تبدأ الأسعار في الانطلاق مع زيادة الطلب.
جنبًا إلى جنب لا تزال الأسعار متأثرة بمخاوف رفع الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي بحسب محللي السلع في بنك أستراليا الوطني.
وقال محللو السلع في بنك أسترالي: " احتمال رفع أسعار الفائدة الإضافي يزيد من المخاوف بشأن ضعف الطلب في الولايات المتحدة الأميركية".
اقرأ أيضًا..
تغير بالإكراه.. ورطة بنك مركزي تقفز بالأسهم لقمة 33 عاما
وحذر الأمين العام لتحالف أوبك هيثم الغيص يوم الاثنين، من أن نقص الاستثمار داخل صناعة النفط والغاز، قد يؤدي إلى تقلبات السوق على المدى الطويل مما يعرض نمو القطاع للخطر.
وعلى هامش حديثه في مؤتمر الشرق الأوسط للبترول و الغاز في دبي، قال الأمين العام لتحالف أوبك: "إن الإشارات المختلطة هي المسؤولة عن نقص الاستثمار بقطاع النفط".
وتشير تقديرات أوبك إلى أن العالم يحتاج إلى استثمارات بقيمة 12.1 تريليون دولار، لتلبية الطلب المتزايد على النفط على المدى الطويل.
وفي نهاية الأسبوع الماضي قال هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول، أوبك: "إن تحالف أوبك بلس لا يستهدف أسعار النفط"
وجاء هذا ردًا على تصريحات الطاقة الدولية، والتي حثت منظمة أوبك بلس على توخي الحذر من رفع أسعار النفط.
وقال الغيص: "يجب على وكالة الطاقة الدولية أن تكون حذرة للغاية بشأن "زيادة تقويض" استثمارات صناعة النفط".
وأضاف الأمين العام لأوبك+: "ينصب تركيز أوبك بلس على أساسيات السوق وتمكين الاستثمارات الحيوية في قطاع النفط ليس إلا".
وقال الغيص: "من المحتمل أن تسهم مطالب وكالة الطاقة الدولية المتكررة، بتجنب الاستثمار في قطاع النفط في إشعال اضطرابات سوق النفط في المستقبل".
واتفقت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، فيما يعرف باسم تحالف أوبك+، على خفض الإنتاج في أواخر عام 2022، لدعم السوق في ظل توقعات اقتصادية سيئة.
وفي خطوة مفاجئة في أبريل، أعلنت السعودية ودول أخرى في أوبك+ مزيدا من التخفيضات في إنتاج النفط بحوالي 1.2 مليون برميل يوميا.
ومن المقرر أن يجتمع أعضاء أوبك+ في فيينا في الرابع من يونيو، لاتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية.
اقرأ أيضًا..