يأتي ذلك بينما تعيش أسواق الطاقة حالة شديدة من التقلب، حيث يسيطر الغموض وعدم اليقين على مستقبل الإمدادات من منطقة الشرق الأوسط والتي تمتلك وحدها ما يقرب من ثلث صادرات العالم النفطية.
ارتفعت صادارت أوبك+ للصين وأوروبا مع زيادة تقليص الإمدادات للسوق الأميركيةكيبلر
ووفقًا لأحدث بيانات أوبك+ فقد تراجعت واردات الولايات المتحدة المنقولة بحرا من النفط الخام من أعضاء تحالف أوبك+، ومنهم السعودية.
وفي غضون ذلك، ارتفعت صادارت أوبك+ إلى مناطق أخرى من العالم ومنها الصين ودول الاتحاد الأوروبي وذلك مع زيادة تقليص الإمدادات للسوق الأميركية.
ويتزامن انخفاض الواردات الأميركية مع خفض أوبك وروسيا وحلفاء آخرين الإمدادات، فضلا عن تقليص طوعي إضافي من السعودية وروسيا.
وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت عن تمديدي الخفض الطوعي للإنتاج بواقع مليون برميل حتى نهاية ديسمبر من العام الجاري.
وفي الوقت ذاته، أعلن ألكسندر نوفاك تمديد بلاده لقرار خفض صادرات النفط بواقع 300 ألف برميل حتى نهاية العام، مؤكدًا التزام روسيا بقرار خفض الإنتاج من جانب أوبك+.
ويرى مات سميث، كبير محللي النفط للأميركتين في كبلر، أنه من المتوقع أن تتأثر أسعار النفط بشدة في الأيام المقبلة.
ويتوقع سميث أن يكون لمستوى واردات النفط الخام الأميركية من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومصدرين آخرين والشحنات الأميركية إلى أوروبا تأثير مباشر أكثر على أسعار النفط.
وأشار سميث إلى أن قرار السعودية وروسيا بتمديد الخفض الطوعي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 90 دولارا للبرميل في أواخر سبتمبر.
ولفت سميث إلى أن خفض الإنتاج أدى إلى تقليص إمدادات الخام، خاصة الخام العالي الكبريت، قبل موسم الشتاء الذي يحتاج إلى وقود تدفئة.
من المتوقع أن تتأثر أسعار النفط بشدة في الأيام المقبلة بفعل تأرجح الإمداداتمات سميث
وتوقعت شركة أبحاث الطاقة كبلر أن يبلغ إجمالي واردات الولايات المتحدة المنقولة بحرا من الخام 2.47 مليون برميل يوميا في المتوسط في أكتوبر.
يأتي ذلك انخفاضا من 2.92 مليون برميل يوميا في سبتمبر، مع تراجع الشحنات من منتجي أوبك+، ومن بينهم نيجيريا والجزائر والسعودية.
ومن المنتظر أن تنخفض صادرات الخام السعودي إلى الولايات المتحدة إلى 241 ألف برميل يوميا في أكتوبر، انخفاضا من 286 ألفا في سبتمبر ومن 410 آلاف في أكتوبر 2022.
ولفت كبير محللي النفط للأميركتين في كبلر إلى أن خفض الإمدادات للولايات المتحدة يؤثر على المعنويات ويضغط على المخزونات ويؤثر في نهاية المطاف على الأسعار.
وأكد سميث أن أوبك+ والسعودية لديها أسواق بديلة لاستيعاب الإمدادات الفائضة التي نتجت عن خفض الصادرات إلى واشنطن، مشيرًا إلى تحول وجهة تلك البراميل إلى الصين.
وأظهرت بيانات كبلر أن صادرات الخام السعودية إلى الصين ارتفعت إلى نحو 1.6 مليون برميل يوميا في سبتمبر من 1.2 مليون في أغسطس و1.37 مليون في يوليو.
ووفقًا لروهيت راثود من شركة فورتيكسا فقد استقبلت مصافي الساحل الغربي التي تتضمن مصفاة شركة شيفرون في ريتشموند بولاية كاليفورنيا ومصافي منطقة لوس أنجليس استقبلت كميات أقل من الخام السعودي في سبتمبر".
وفي الوقت ذاته، كشفت بيانات كبلر أن صادرات الخام الأميركية إلى أوروبا انخفضت إلى 1.86 مليون برميل يوميا في سبتمبر و1.84 مليون في أغسطس نزولا من 2.01 مليون في يوليو.
استقبلت مصافي النفط الأميركية كميات أقل من الخام السعودي في سبتمبرروهيت راثود
وفي محاولة من واشنطن لضبط الأسعار ومواجهة الانخفاض المحتمل في حال تعثرت إمدادات الشرق الأوسط في ظل الصراع الدائر بالمنطقة، قامت الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات عن صادرات النفط الفنزويلية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، خففت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، العقوبات بصورة كبيرة، عن قطاع النفط والغاز في فنزويلا، بعد اتفاق توصلت إليه الحكومة الفنزويلية والمعارضة بشأن انتخابات 2024.
ويعد هذا الاتفاق أكبر تراجع للولايات المتحدة الأميركية عن القيود التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على كاراكاس.
وفي غضون ذلك، أشارت مصادر في أوبك+ إلى أن تخفيف العقوبات النفطية الأميركية على فنزويلا، عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لن يتطلب على الأرجح أي تغيير في سياسة التحالف حالياً، إذ من المرجح أن تكون زيادة إنتاجها تدريجية.
ويعني موقف أوبك+ تجاه تخفيف العقوبات، أن التحالف الذي ينتج أكثر من 40% من النفط العالمي، لا يتوقع أي تأثير كبير على أسعار الخام من هذه الخطوة، حتى فيما تسعى واشنطن إلى إيجاد سبل للحد من زيادتها، وتثور مخاوف إزاء الإمدادات بسبب صراع الشرق الأوسط.
وقال مصدر في أوبك+ وفقًا لتقارير دولية: "دعونا نرى مستوى زيادة الإنتاج، ربما تكون كميات صغيرة، ومن ثم من غير المرجح أن نشهد تغييراً في السياسة".
لا نتوقع أي تأثير كبير على أسعار الخام من تخفيف العقوبات على فنزويلاأوبك+
وتظهر أرقام أوبك أن إنتاج فنزويلا زاد ببطء في العامين الماضيين، وعلى الرغم من الوصول إلى 733 ألف برميل يومياً في سبتمبر، فإنه لا يزال قليلاً مقارنة مع 2.4 مليون برميل يومياً كانت تنتجها فنزويلا في 2016.
وفنزويلا وإيران وليبيا من دول أوبك المستثناة من تخفيضات الإمدادات، في إطار تحالف أوبك+ الأوسع، بسبب تحديات داخلية أو خارجية تواجه إنتاجها، وقال مصدر رابع في أوبك إن هذا الحال سيستمر.
ويقول محللون إن فنزويلا تحتاج إلى قائمة طويلة من الأمور، لكي تعود مرة أخرى مصدراً مهما للنفط، منها العشرات من منصات الحفر، ومشروعات بمليارات الدولارات لاستبدال البنية التحتية لمصافي التكرير.