أوروبا وتوليد الكهرباء.. الفحم بدلاً من الغاز في الشتاء

يبدو أن ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا خلال الأشهر القليلة الماضية قد يدفع المزيد من شركات المرافق نحو استخدام الفحم لتوليد الكهرباء في الشتاء المقبل، بالرغم من جهود البلدان لتقليل استخدام الوقود عالي الكربون.

ورغم أن فرنسا وبريطانيا وإيطاليا أوقفت استخدام الفحم بشكل تام، فإنه ما زال يشكل جزءاً رئيساً من مزيج الطاقة في ألمانيا، أكبر مستهلك للطاقة في أوروبا، وفي معظم دول أوروبا الشرقية.

بدائل أرخص 

وتعتبر هذه الخطوة تحولاً محتملاً يأتي في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة، حيث يبحث القطاع عن بدائل أرخص لتلبية احتياجات الكهرباء خلال فصل الشتاء المقبل، وفق وكالة "رويترز".

في فبراير الماضي، عندما هبطت أسعار الغاز الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أعوام، كان الغاز محط أنظار الشركات لإنتاج الكهرباء، إلا أن ارتفاعه بنحو 40% في الشهور الأخيرة شجع على التحول في اتجاه آخر.

مع ذلك، يواجه هذا الاتجاه انتقادات من الذين يشددون على أهمية تحقيق أهداف الاستدامة البيئية والحد من الانبعاثات الكربونية، خاصة في ظل الالتزامات الدولية للحد من تغّير المناخ.

تصاريح الكربون

في تلك الأثناء، يتعين على المحطات التي تعمل بالفحم، والتي ينبعث منها أكثر من ضعف ما يعادل ثاني أكسيد الكربون لكل ميغاواط/ساعة من الطاقة المنتجة مقارنة بالغاز، أن تأخذ في الاعتبار أيضًا التكلفة الأكبر لتصاريح الكربون في الاتحاد الأوروبي للتعويض عن انبعاثاتها.

ولكن سعر التصاريح يظل أقل بكثير من أعلى مستوى قياسي سجله العام الماضي، والذي تجاوز 100 يورو (108 دولارات أميركية)، حيث يبلغ حاليا حوالي 68 يورو للطن المتري.

وبحسب مجموعة شركات كهرباء لندن، سيكون من الضروري أن يصل سعر الكربون إلى أقل من 80 يورو للطن المتري، حتى تتمكن محطات الفحم عالية الكفاءة من استبدال محطات الغاز ذات الكفاءة بنسبة 50% اعتبارًا من الربع الأول من العام المقبل.

إلى ذلك، قال بيتر نوربي، محلل الطاقة في شركة (LSEG) "يمكننا أن نتوقع استبدال العديد من محطات الغاز ذات الكفاءة المنخفضة والمتوسطة بمحطات الفحم ذات الكفاءة العالية والمتوسطة هذا الشتاء، بدءًا من نوفمبر".

خسائر قوية

وقال آندي سومر، رئيس التحليل في شركة المرافق السويسرية "إكسبو"، إن أسعار الفحم والكربون شهدت خسائر قوية نسبيا هذا العام؛ بسبب ضعف الطلب الآسيوي والمعنويات الحذرة في السوق والمخزونات المرتفعة.

على النقيض من ذلك، شهدت أسواق الغاز اتجاها صعوديا مستمرا؛ بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي المسال والصيانة في النرويج والمملكة المتحدة، مما أدى إلى تراكم المخزونات أقل من المتوسط.